• اخر تحديث : 2024-05-02 13:29
news-details
مقالات مترجمة

"الفايننشال تايمز": الدبلوماسيون يواجهون فرصة أخيرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني


نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، مقالا للكاتب سيد حسين موسافيان، عن تطورات المباحثات الحالية بين إيران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني، يقول الكاتب إن الشكوك بين الجمهوريين الأمريكيين تشير إلى أن أي اتفاقية جديدة مع إيران قد تكون قصيرة الأجل.

وأضاف أن توقف المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية "أثار مخاوف من أن المفاوضات قد تفشل، مما يقضي بشكل شامل على الاتفاق النووي الموقع عام 2015".

وإذا حدث ذلك، فإن فرص حل الأزمة النووية الإيرانية وتقليل الأعمال العدائية بين طهران والغرب "ستضيع لسنوات عديدة مقبلة، كما ستتضرر أيضا الفرص الدبلوماسية لحل الأزمات الإقليمية".

ويقول موسافيان، الكاتب متخصص في شؤونه أمن الشرق الأوسط والسياسة النووية بجامعة برينستون ومفاوض نووي إيراني سابق "عندما كنت عضوا في فريق المفاوضات النووية الإيرانية في عام 2000، كنا على وشك إبرام اتفاقية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكنها فشلت بسبب معارضة الولايات المتحدة".

بعد عشر سنوات، مع انضمام واشنطن وتوقيع الاتفاق "نفذت طهران التزامها بالحد من الأنشطة النووية لمدة ثلاث سنوات حتى قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بشكل كارثي الانسحاب من جانب واحد من الاتفاقية في عام 2018".

وردت إيران بتجاوز حدودها المتفق عليها فيما يتعلق بمخزونات اليورانيوم وزيادة مستويات التخصيب.

وحاول الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن التفاوض بشأن العودة إلى الاتفاق على أساس أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن إيران وستعود طهران للامتثال الكامل، بما في ذلك خفض مستويات التخصيب من 60 بالمئة إلى أقل من 5 بالمئة. وبدأت مفاوضات فيينا وتم الاتفاق على مسودة اتفاق من 20 صفحة، وفق الكاتب.

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة رئيسية أمام إحياء الاتفاق وهي مطالبة إيران للولايات المتحدة برفع تصنيف ترامب للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية، وتصر على أنه لم يكن مصنفا كجماعة إرهابية عند توقيع الاتفاق.

لكن إسرائيل، التي ليست طرفا في الاتفاق، تدفع بأن الحرس الثوري الإيراني يجب أن يظل على القائمة. وفي واشنطن أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي، بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم يحظر على إدارة بايدن إزالة التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني مقابل إحياء الصفقة.

وبناء عليه، يقول الكاتب، إنه يوجد سيناريوهان للتعامل مع الموقف الحالي "الأول إذا لم تتم إعادة إبرام الصفقة، فمن المرجح أن تعود الولايات المتحدة إلى استراتيجية الضغط الأقصى بالتعاون مع الدول الغربية والعربية في الخليج. وهذا سيدفع طهران أكثر نحو روسيا والصين، وسترفع من قدرة برنامجها النووي، إلى مستوى صنع الأسلحة كحماية ضد ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية".

والسيناريو الثاني "يمكن أن يؤدي إلى رفع متزامن ومتبادل من قوائم الإرهاب (الحرس الثوري الإيراني في أمريكا والقيادة المركزية الأمريكية التي صنفتها طهران منظمة إرهابية)، لتقليل التوترات والمساعدة في حل المأزق الحالي. كما يمكن معالجة المخاوف في إسرائيل والخليج الفارسي من خلال المحادثات الإقليمية".

وأجرت إيران والسعودية بالفعل جولة خامسة من المحادثات المباشرة في بغداد. توصل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وفق الكاتب، إلى اتفاقات مهمة مع رئيس المخابرات السعودية.

وفي النهاية يقول حسين موسافيان إنه "لن يكون هناك سلام مستدام واستقرار وأمن في الخليج والشرق الأوسط بدون نظام تعاون وأمن جماعي".