• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

عضوية دول الشمال الأوروبي في "الناتو" لا تضمن الأمن الإقليمي


أثار الصراع في أوكرانيا رد فعل غير مسبوق، حيث أعلنت ألمانيا، التي طالما كانت دولة محافظة على الإنفاق الدفاعي، عن تصعيد قوي في الإنفاق العسكري، بما يصل إلى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما انضمت دول "الحياد" تاريخياً مثل سويسرا إلى القيود الأوروبية المنسقة المفروضة على المجال الجوي الروسي والعقوبات المالية الأخرى.

وبحسب "news.cgtn"، فإن تحول السويد هو الأكثر جذرية، حيث تتخلى الدولة عن أكثر من 200 عام من عقيدة الدفاع التي وضعتها على الحياد  حتى خلال الحرب العالمية الثانية.

بالتوازي مع أنباء نية الثنائي الاسكندنافي التقدم بطلب للحصول على عضوية حلف "الناتو"، كان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض المنتهية ولايته جين باساكي يجاهد للتأكيد على أن "الناتو هو تحالف دفاعي" و "جيد لأمننا في جميع أنحاء العالم".

لكن، إذا كانت العقوبات وإعادة تقييم الإجراءات الأمنية تهدف إلى ردع العمليات العسكرية في أوروبا، فما الذي يقف في طريق سياسة حافة الهاوية الجامحة وإضفاء الطابع الرسمي على حرب باردة جديدة؟

في حين أنه من الحق السيادي للسويد وفنلندا السعي للحصول على ترتيبات دفاعية خاصة بهما، يجب أن تكون فائدة عضوية الناتو في الوحدة والتضامن الجماعي ولا يجب استخدامها كأداة هجومية. مثل: حشد قوات "الناتو" على طول الحدود الروسية الفنلندية سيكون مدمرًا لآفاق السلام والتعاون في المستقبل.

وفي وقت يتزايد فيه التوتر، يجب على حلف "الناتو" أن يسعى لأن يكون انضمام فنلندا والسويد نحو تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، الذي لا يضمنه الإنفاق العسكري.

في مثل هذا المنعطف، لا يمكن للترتيبات الدفاعية أن تطغى على المساعي الدبلوماسية وتهدد آفاق تأمين السلام في المستقبل أو تسوية الأزمة الأوكرانية.

وإذا تم النظر إلى توسيع عضوية حلف "الناتو" على أنه تهديد وجودي للكرملين، فلا بد من خفض التصعيد، والشفافية ضرورية في إظهار النوايا الدفاعية بدلاً من عسكرة الجناح الشرقي لفنلندا، ومن الواجب استخلاص العبر من حدث خطير جرى في العام 1983 أثناء "الحرب الباردة"، حيث كادت المواجهة أن تنزلق نحو سخونة نووية بسبب إنذار كاذب.

ومن الأهمية بمكان ألا تضع أي دولة نفسها في زاوية دبلوماسية مغلقة، ولهذه الغاية، كان الحوار المباشر بين الرئيسين الفنلندي والروسي مطمئنًا إلى حد ما.

علق نينيستو قائلاً: "لقد أكد (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) أنه يعتقد أن هذا خطأ. نحن لا نهددك، إجمالاً، كان النقاش هادئاً وهادئاً للغاية، ويمكنني القول في حين أن العلاقات متوترة بشدة، فإن الحفاظ على حوار ثنائي أمر بالغ الأهمية ويجب أن يكون هناك أقل قدر ممكن من الحيوية السياسية".

هل تحرك السويد وفنلندا يعزز أمنهما؟ نعم. لكن هل تؤدي نفس الخطوة أيضاً إلى زيادة خطر الصراع؟ نعم. ويمكن القول إن الجانب الأكثر أهمية في نية ستوكهولم وهلسنكي هو في أن وقع أي هجوم عليهما فإنه يقع على جميع دول حلف "الناتو".

يجب تجنب إنشاء مواقع للاحتكاك العسكري كتلك المرتبطة بسجلات التاريخ قبل سقوط جدار برلين، ولا يمكن لسياسة حافة الهاوية أن تغتصب البراغماتية والدبلوماسية.