نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا كتبه محررها الدبلوماسي، باتريك وينتور، يقول الكاتب إنه بعد التردد المبدئي بشأن جدية اعتراضات تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، ضاعف رئيسها، رجب طيب أردوغان، تهديده باستخدام حق النقض، قائلاً إنه لا جدوى من إرسال أي من البلدين وفودا إلى أنقرة لإقناعه بخلاف ذلك. بل إنه قدم في مؤتمره الصحفي يوم الاثنين، مطلبين رئيسيين: أن تنهي فنلندا والسويد دعمهما المفترض لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية، وأن ترفعا الحظر المفروض في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، على صادرات الأسلحة إلى لتركيا بعد توغلها في شمال سوريا.
ويرى الكاتب أنه لا أحد يشك في أن تدخل أردوغان قد يربك حلف الناتو لعدة أشهر. ويضيف أن مهمة دبلوماسيي التحالف الآن هي إثبات جدية أردوغان والثمن الذي يجب دفعه لإجباره على التراجع، ومنع اندلاع أزمة في الناتو.
ويشير إلى أن الطبقة السياسية في دول الشمال بدت في البداية متشككة في جدية أردوغان. إذ أن رئيس فنلندا، سولي نينيستو، قال إنه تحدث مع أردوغان قبل شهر ولم يعبر له عن أي من مخاوفه الحالية. كما أن سفير تركيا في الناتو، باسات أوزتورك، لم يرسل أي إشارات إنذارية مبكرة حول تلك المخاوف.
لكن هذا التقييم، بحسب الكاتب، آخذ في التغير، مستشهدا بما قاله جوناثان إيال، المدير المساعد لمعهد الدراسات الدفاعية والأمنية "روسي" البريطاني، بأن أردوغان "يعيش ويعمل من خلال سياسة حافة الهاوية، وأن العديد من مطالبه بشأن حزب العمال الكردستاني هي جزء من لحن تركي مألوف"، لكنه يضيف أن "أردوعان لديه أسباب داخلية تجعله يقف في وجه أمريكا، فالاقتصاد في حالة يرثى لها وشعبيته منخفضة".
وقد حددت وزارة العدل التركية ستة أعضاء في حزب العمال الكردستاني تسعى إلى استعادتهم من فنلندا إضافة إلى 11 شخصا من السويد. وفي المجمل، كما يقول الكاتب، تريد تركيا تسلم 12 شخصا من فنلندا و21 شخصا من السويد.
ويضيف الكاتب أن إيال يرى أنه سيكون من الصعب على دول الشمال أن تذعن لهذه المطالب. كما لا يمكن لأي من البلدين ببساطة تمزيق أنظمة اللجوء الداخلية الخاصة بها.
لكن إيال أشار إلى أنه "من الممكن أن تحدث بعض الصفقات المؤجلة من وراء الكواليس تماما كما حدث في 2009 عندما قال أردوغان إنه لن يسمح بتعيين، أندرس راسموسن، أمينا عاما للناتو ما لم تغلق الدنمارك محطة تلفزيونية كردية. فتم تعيين راسموسن وبعد عام تم إغلاق المحطة التلفزيونية".
ويجادل إيال بأنه من المرجح أن يكون هدف أردوغان من ذلك، هو الولايات المتحدة كما هو فنلندا والسويد. إذ أدى شراء تركيا عام 2017 لنظام الدفاع الصاروخي الروسي إس 400 إلى تحويلها إلى دولة منبوذة في الولايات المتحدة وأدى إلى طرد أنقرة من برنامج طائرات الشبح المقاتلة إف 35.