• اخر تحديث : 2024-07-03 14:11
news-details
قراءات

استقالة زعبي تضع الائتلاف على حافة الانهيار


إعلان عضو الكنيست غيداء الزعبي من "ميرتس" عن استقالتها من الائتلاف الحكومي، شكّلت صدمة كبيرة للائتلاف، وكانت بمثابة هزةٍ سياسيةٍ كبيرة احتفلت بها المعارضة بزعامة نتنياهو، وأثارت غضب كل مُكونات الائتلاف، حيث حوّلته باستقالتها إلى ائتلاف أقلية يصبح احتمال سقوطه قويًا في أيّ تصويت بحجب الثقة عن الحكومة.

بينما كان قادة الائتلاف يهتمون بإرضاء بعض أعضاء "يمينا" الذين كان يخشى من انشقاقهم أو يهتمون بتخفيف التوتر مع منصور عباس لضمان استقراره في الائتلاف؛ جاءت استقالة زعبي وحوّلت الائتلاف إلى ائتلاف أقلية (59-60)، أي انه بات مهددًا بالسقوط في كل تصويت حجب ثقة عن الحكومة. كما ان خطورة استقالة زعبي على الائتلاف لا تنحصر فقط بجعل الائتلاف ائتلاف أقلية؛ بل إنها تعزز اتجاه الذهاب إلى الانتخابات بنسبة 90%؛ ممّا يعزز قرار بعض أعضاء الكنيست بالانشقاق، أي القفز من السفينة الغارقة والبحث عن ضمان تحصين مقعد في حزب "الليكود"، والمقصود هنا أعضاء من الجناح اليميني، فضلًا عن أنها تخلق ديناميكية تسمى ديناميكية الانتخابات، ممّا يجعل الانتخابات أمرًا لا مفر منه حتى لو ظلت زعبي، نتيجة لضغوط من الائتلاف تصوّت من خارج الائتلاف ضد اقتراحات حجب الثقة عن الحكومة.

بالأمس قالت زعبي إن قرارها بالخروج من الائتلاف لا رجعة عنه، وعللته بأسباب كثيرة، أهمها يمينية الحكومة وتجاهل مطالب المجتمع العربي، بما في ذلك احتياجات بدو النقب، بالإضافة لأحداث الأقصى ومقتل الصحفية شرين أبو عاقلة، لكنها وردًا على سؤال "كيف ستصوت يوم الأربعاء عندما يقدم اقتراح بحجب الثقة عن الحكومة؟"، رفضت الإجابة بشكل قاطع وأكدت أنها ستدرس الأمر، وهذا يعني أنها لا زالت تبقي الباب مواربًا أمام احتمال دعم الحكومة من الخارج، لكنها في ذات الوقت وللتهرب من الضغوط؛ رفضت اجتماع زعيم الحزب هوروفيتش بها، وكذلك طلب لبيد وأجلتهم يوم غد.

منصور عباس، أحد أكبر الخاسرين من استقالة زعبي، لأنها تلتف علية من اليسار، وإدراكا منه لقيمتها الانتخابية في الوسط العربي بعد استقالتها؛ ينوي - وبحسب مصادر إعلامية - أن يعرض عليها موقعًا مضمونًا في قائمة حزبه للانتخابات القادمة.

إذا ما حلت الكنيست يوم الأربعاء المقبل، فإن الانتخابات ستكون بعد 90 يومًا من حل الكنيست، وسيكون بينت هو رئيس الحكومة الانتقالية؛ إلا في حال انشقاق آخرين من الجناح اليميني للائتلاف.

حكومة انتقالية برئاسة بينت هي حكومة يمينية منفلتة أمنيًا واستيطانيًا بدون فرامل حقيقية، باستثناء فرامل المؤسسات المهنية كالمؤسسة الأمنية، وستمارس دعايتها الانتخابية عبر المزايدات والمزيد من التطرف. ولأنه من المقدر أن تكون مسيرة الأعلام في الـ 29 من الشهر الجاري بعد تفكك عقد الائتلاف، فإن حكومة بينت الانتخابية ستدفع باتجاه عدم الصدام مع منظمي المسيرة وقبول مخططاتهم لسير المسيرة، ممّا يشكل تهديدًا بالانفجار والانزلاق إلى تصعيد أمني وعسكري كبير.