ذكر موقع "ناشونال إنترست" الأميركي أن أول مناظرة بين الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو بايدن ستُجرى في الـ29 من أيلول الجاري بجامعة نوتردام في ولاية إنديانا.
ويبدو أن بايدن ربما يتكبد الهزيمة في المناظرة المنتظرة، إذ يشير استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يو إس إيه توداي" بالاشتراك مع جامعة "سافولك" أن 47% من الأميركيين يتوقعون فوز ترامب في المناظرة المقبلة مقابل 41% لنائب الرئيس السابق.
وتقدم الصحفية 5 نصائح لبايدن يتعين عليه الأخذ بها لكي يفوز في المناظرات المقبلة:
الموقف من حملة وقف تمويل الشرطة
في أول أمسية لانعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة تشارلوت بولاية كارولينا الشمالية أواخر الشهر الماضي عكس المتحدثون صورة لأميركا، وقد أوقف الديمقراطيون فيها تمويل أجهزة الشرطة.
وقد ادعى اثنان من المتحدثين في ذلك اليوم أن بايدن يتوق إلى قطع التمويل عن الشرطة ليسمح "للغوغاء" باحتلال شوارع الولايات المتحدة.
ورغم أن بعض التقدميين في الحزب الديمقراطي دعوا بالفعل إلى وقف تمويل الشرطة فإن بايدن لم يقل ذلك، بل أكد في مقابلة مع قناة "سي بي إس" (CBS) التلفزيونية أنه لا يقف إلى جانب تلك الدعوة، بل يؤيد تكييف المساعدات الفدرالية للشرطة.
وعلى الرغم من موقفه المناهض لإلغاء تمويل الشرطة فقد درج ترامب وأنصاره على التصريح بأن منافسه الديمقراطي ينوي القضاء على جهاز الشرطة، وإشاعة مزيد من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في المدن والضواحي الأميركية.
نفي صفة "المرشح الاشتراكي"
جاء اختيار بايدن السيناتورة كامالا هاريس -بحسب الموقع- لتكون مرشحته لتولي منصب نائب الرئيس في الانتخابات المقبلة خروجا عن المألوف، حيث درج المرشحون الديمقراطيون في الماضي على اختيار نائب للرئيس من بين الذين يتبنون أيديولوجية يمينية الميول أكثر من المرشح لمنصب الرئاسة.
على أن مما لا شك فيه أن بايدن يميل أكثر نحو اليسار، لكنه لم يصبح اشتراكيا، ومن المعروف أن كامالا هاريس أكثر أعضاء مجلس الشيوخ تحررا وليبرالية، وقد اختارها من أجل إضفاء تنوع في الأفكار والرؤى، وحشد قاعدة من اليسار إلى جانبه لم يكن ليحصل عليها بمفرده.
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يعتقد 26% من الناخبين أن بايدن مرشح معتدل، في حين يرى 15% فقط أن هذه الصفة تنطبق على ترامب.
لذلك، يتعين على بايدن التركيز على هذه النقطة خلال المناظرات، وعلى أن رئاسته ستكون على استعداد لقبول أفكار جديدة ومتنوعة بشأن كيفية إدارة الحكومة الاتحادية، وذلك على النقيض من ترامب الذي يؤيد اللهجة الخطابية الطنانة والمتطرفة.
القيادة في زمن الجائحة
لم يكن تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا المستجد فعالا وقويا، وبحسب أحد استطلاعات الرأي فقد استهجن 56.1% من الجمهور الأميركي طريقة تعامله مع الجائحة، وبإمكان بايدن أن يستغل ذلك لصالحه خلال المناظرات، ولا سيما أنه اكتسب خبرة كنائب للرئيس باراك أوباما عندما تفشى وباء إنفلونزا الخنازير ومن بعده وباء إيبولا.
صندوق للإنقاذ
في أيار الماضي كانت العناوين البارزة في الصحف ووسائل الإعلام الأميركية عن تبرع موظفي حملة بايدن لمجموعة تنشط في دفع كفالات للإفراج عن متظاهرين اعتقلوا أثناء الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد بولاية مينيسوتا، وكانت التهمة الموجهة لهم هي ضلوعهم في تخريب المدينة، إلا أنه لم يكن هناك دليل يثبت ذلك.
وقد انتقد بايدن في حينها الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في أعقاب مقتل فلويد، بيد أن العديد من موظفي حملته تبرعوا بأموالهم لهيئة غير ربحية في مينيسوتا تدفع كفالات لمحدودي الدخل، أما الحملة نفسها فلم تتبرع بأي أموال.
وانتهز بعض الجمهوريين الحادثة للنيل من بايدن باعتباره يحمي عنف المحتجين، وتزعم كاتبة المقال أن الأمر محض افتراء، وأن المرشح الديمقراطي للرئاسة صرح علانية في عدة مناسبات بأنه ضد العنف ويرفض الكفالة النقدية في منصات العدالة.
الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي
لطالما رأت إدارة ترامب في مساعيها لدفع إسرائيل والإمارات نحو التوصل إلى اتفاق بينهما إنجازا مهما يحسب لها، وتأسيسا على ذلك جرى ترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2020 اعترافا بدوره الحيوي في "تسهيل التواصل بين الأطراف المتصارعة، واستحداث ديناميات جديدة في الصراعات الأخرى التي طال أمدها"، وفق تعبير خطاب الترشيح.
بالمقابل، قالت حملة بايدن إن نائب الرئيس السابق يريد العودة إلى دور الولايات المتحدة "التقليدي" المؤيد لإقامة دولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك رغم تفاديها إثارة القضية بعد أن باتت في مؤخرة الاهتمامات بسبب جائحة كورونا وتداعياتها.
وعلى بايدن أن يتطرق في أي مناظرة رئاسية مقبلة إلى الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي حظي بدعم أنصار ترامب وحلفائه، وكيف أن خطته الهادئة في هذا الصدد ستحظى بترحيب ليس من جانب التقدميين وحدهم، بل من الطرف الآخر أيضا.