نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مقالا كتبه بن هول، محرر الشؤون الأوربية بالصحيفة، حول نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت الأحد، ويرى الكاتب أن الناخبين الفرنسين قد أسقطوا إيمانويل ماكرون على الأرض بعد شهرين فقط من فوزه، بشكل حاسم، بولاية ثانية كرئيس لفرنسا.
وتشير التوقعات إلى أن ائتلافه أنسامبل (معاً) الوسطي في طريقه للفوز بالانتخابات البرلمانية، لكنه على وشك أن يخسر عشرات المقاعد وسيكافح لتمرير التشريعات.
ومن المتوقع أن يأتي تحالف يسار-الخضر بقيادة جان لوك ميلانشون في المرتبة الثانية، بينما يأتي حزب مارين لوبان اليميني المتطرف في المركز الثالث.
وكتب "ستسيطر الأحزاب المتطرفة الآن على حوالي نصف مقاعد البرلمان. جان لوك ميلانشون، المناهض لأمريكا والمتشكك في أوروبا والودود ناحية الكرملين هو الآن زعيم المعارضة بلا منازع".
وأوضح الكاتب أن ميلانشون استغل بمهارة مركزه الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في انتصار سياسي. "لقد جمع بمهارة اتحادًا من أقصى اليسار والاشتراكيين والخضر تحت قيادته ذات القبضة الحديدية"، فيما سمي بتحالف نيوبس (الاتحاد الشعبي الاجتماعي والبيئي الجديد).
"سيكون من غير العدل وصف كل الاتحاد الشعبي الاجتماعي والبيئي الجديد (نيوبس) بأنه متطرف. لكن ليس هناك شك في أن اليسار المتشدد هو المسؤول. أراد ميلانشون أن يُنتخب رئيسًا للوزراء فيما كان يمكن أن يكون تعايشًا مؤلمًا مع الرئيس. بعد أن فشل في تحقيق هذا الهدف، يمكن توقع أن يمنح ميلانشون ماكرون معارضة شديدة لا هوادة فيها".
ويرى الكاتب أن الاختراق الأكثر أهمية ربما يكون لـ مارين لوبان، التي يتوقع أن يحتل حزبها المركز الثالث في البرلمان حيث "كان حزبها التجمع الوطني في طريقه للفوز ربما بعشرة أضعاف عدد المقاعد الذي كان عليه في عام 2017، والأهم من ذلك، أنه عدد أكبر مما حققه الجمهوريين من تيار يمين الوسط السائد".
ويرى الكاتب أن الجمهوريين كان أداؤهم أفضل من أدائهم السيء في الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من أنهم كانوا الشركاء الواضحين لماكرون إلا أن تفوق اليمين المتطرف عليهم سيجعل التعامل معهم أكثر صعوبة.
"وكان أول رد فعل من كريستيان جاكوب، زعيم حزب الجمهوريين ليلة الأحد، هو القول إن الحزب سيبقى في المعارضة".
ويرى الكاتب أن ماكرون شدد من القبضة المركزية على السلطات خلال ولايته الأولى، وأن "البرلمان اتبع أوامره إلى حد بعيد، لكن السنوات الخمس المقبلة تبدو مختلفة للغاية، ففرنسا ديمقراطية برلمانية في نهاية المطاف".
واختتم "ماكرون لديه تفويضه الخاص. الرئيس لديه سلطة على السياسة الخارجية والدفاع ويمكنه حل البرلمان في حالة الشلل. إنه لا شيء إن لم يكن متنوعًا أيديولوجيًا. لكن الأمر يتطلب مهارات سياسية جديدة وبعض التواضع لإنقاذ ولايته الثانية".