• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
إصدارات الأعضاء

رغم ان السيد مقتدى الصدر نأى بنفسه وتياره عن المشاركة في العملية السياسية واستقالة نوابه لكنه لازال في قلب المعادلة السياسية، فله عين على الشارع، وعين اخرى ترصد المشهد والواقع السياسي بعد غيابه وما آلت اليه الامور.

 لطالما لجأ السيد مقتدى الصدر الى استخدام وسيلة "التغريدات" ليعبر عن مواقفه من العملية السياسية ومخاطبة اتباعه من التيار الصدري ناقداً كان او مهاجماً او مادحاً او قادحاً في تقييمه لمجمل العملية السياسية والكتل السياسية، وحتى اتباعه فهو صريح وواضح ولم يستخدم اسلوب الالتواء في هذه "التغريدات".

في الوقت الذي يحاول الإطار التنسيقي ان يسابق الزمن ويختصر المسافات، للتفاهم مع بقية الكتل السياسية للإسراع بتشكيل حكومة توافقية ومع كون اجتماعه الاخير مع حلفاءه؛ الاتحاد الوطني الكردستاني وعزم والكلدانيين والبقية الذي ختم الإطار فيه بإعلانه الكتلة الاكبر وتطرق الى عدة نقاط أبرزها: ان تكون الحكومة القادمة هي حكومة خدمات، ودعا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني للتفاهم حول اختيار رئيس الجمهورية وفي حالة الاختلاف سيتم التصويت لصالح مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني.

 بعد يوم من هذا التفاهم والاتفاق غرد السيد مقتدى الصدر "تغريدته" التي اطاحت بأحلام الاتحاد الوطني بترشيح السيد برهم صالح ووضع قادة الإطار في زاوية ضيقة وحرجة حينما اتهم رئيس الجمهورية برهم صالح بعدم توقيعه على قرار البرلمان الذي يجرم ويعاقب التطبيع مع الكيان الصهيوني وابدى اسفه وندمه (السيد مقتدى) على ترشيحه سابقاً ولاحقا وقال من المؤسف ان يكون الشعب العراقي رئيسه مطبعاً وهو اتهام صريح وواضح.

لم يكن رد المكتب الاعلامي للسيد رئيس الجمهورية ومستشاريه مقنعاً ابداً ولم يعلق على فقرة التوقيع واكتفى بأن القرار نشر في الجريدة الرسمية منذ صدوره وبالتالي يعد نافذاً بعد مرور خمسة عشر يوماً (بدون توقيع) وهذا يؤكد مصداقية السيد مقتدى الصدر بأن رئيس الجمهورية لم يصادق على القرار البرلماني لكنه فسح المجال لتمريره دون توقيعه.

اثار ذلك استياء الشارع العراقي وانقسم السياسيين على أنفسهم وانشطرت اراءهم عن هذا الموقف ورغم ان الاتحاد يدافع عن هذا الموقف الا ان "تغريدة" السيد الصدر رفعت من منسوب مرشح شريكه السابق الحزب الديمقراطي الكردستاني وازدادت حظوظه من جهة ووضع الإطار التنسيقي الذي يرون تشكيل الحكومة في زاوية لا يحسد عليها وسيضعه امام اختبار صعب وموقف حرج ومتأزم امام شريكه وحليفه الاتحاد الوطني الكوردستاني.

 الواقع ان السيد مقتدى الصدر لازالت انفاسه مع الواقع السياسي وسيشهد بعينه تقلبات وتصدع ائتلاف الشركاء مع الإطار التنسيقي وانه لم يغادر هنيهة المشهد السياسي وان كان خارجه فهو الغائب الحاضر الذي اثبت انه لازال فاعلاً ومؤثراً وراصداً جيداً للأحداث من بعيد من خلال "التغريدات".