• اخر تحديث : 2024-03-28 03:17
news-details
المقترحات الاعلامية

مقترحات للتعامل مع الرسالة الجوية فوق "كاريش" في الخطاب الإعلامي


أطلق حزب الله أول أمس مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل "كاريش" في مهمّة استطلاعية؛ فقد أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان أنَّه بعد ظهر السبت في ٢/٧/٢٠٢٢ قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي باطلاق ثلاث مسيرات غير مسلَّحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل "كاريش" للقيام بمهام استطلاعية. وأكدت المقاومة في بيانٍ لها "أنَّ المهمة المطلوبة قد انجزت وكذلك وصلت الرسالة...".

رأى العدو في العملية أنها "حرب على الوعي"، وأنها رسالة تظهر أن حزب الله قادر وعندما يقرر "سيطلق مسيرات مسلحة أو صواريخ نحو منصات الغاز".

في هذا السياق أعدت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين مجموعة من المقترحات للتعامل مع هذا الحدث المفصلي في الخطاب الإعلامي، ضمن النقاط التالية:

أولًاـ التركيز على أن النفوذ الأميركي السام الذي يعطل حلول الأزمة الاقتصادية اللبنانية كلها، ويسلب لبنان حقه ويمنعه من تحصيل حقوقه واستثمار ثرواته البحرية.

ثانيًا. تأكيد أنّ فعل المقاومة هو لخدمة اللبنانيين الذين يعانون من الحصار الاقتصادي الأميركي الصهيوني الخانق.

ثالثًا. تظهير أن العملية تعكس جدية المقاومة في استخراج الغاز وحل المشكلة الاقتصادية، وأنها نقطة القوة الوحيدة للبنان التي يمكن الاعتماد عليها لتحصيل المطالب وفرض الحقوق.

رابعًا. الإشارة إلى أن العملية استطلاعية وتمهيدية، وما هي سوى بداية لمسار استرجاع الحقوق المسلوبة وفرض الحق اللبناني باستخراج الغاز من المياه الاقتصادية اللبنانية. وأن هذا التحرك بداية لمسار التصدي لمشروع نهب الغاز من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تخطط للسيطرة على ثروات لبنان في المناطق غير المتنازع عليها من خلال التعطيل المستمر والحصار الاقتصادي بحيث تدفع لبنان للتخلي عن ثرواته مقابل رفع الحصار.

وهو ما يدركه العدو نفسه، وعبر عنه في اعلامه، ففي هذا السياق كتب رئيس مجلس الأمن القومي السابق غيورا آيلاند في صحيفة "يديعوت أحرونوت": يمكن أن نفهم لماذا ارسلت المسيرات باتجاه الطوافة، وينبغي الافتراض بان هذه لن تكون العملية الاخيرة في هذا الاتجاه. خير ان يكون الجيش الاسرائيلي مستعدًا، لكن لا يقل اهمية عن ذلك اقناع الرئيس بايدن الذي يصل قريبًا الى اسرائيل بمزيد من الضغط على حكومة لبنان لإجمال الحدود البحرية بين الدولتين.

 بدوره كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل: عملية حزب الله اعلان نوايا. المنصة وضعت قبل اسابيع جنوب الحدود البحرية مع لبنان. شخصيات رفيعة في الحكومة اللبنانية عبرت عن التحفظ على ذلك بذريعة أن اسرائيل قد اخترقت المياه الاقليمية اللبنانية. وأطلق رئيس حزب الله حسن نصر الله تهديدات لإسرائيل بهذا الشأن.

وذكر موقع واللا أن "تحقيقات الجيش الصهيوني الأولية تكشف عن أن الطيارين فشلوا في مهمتهم إسقاط طائرة حزب الله التي كانت تحلق فوق منصة "كاريش". وأكد أن "سلاح الجو الإسرائيلي واجه صعوبة في إسقاط طائرات حزب الله من دون طيار فوق الحقل"، مضيفًا أنه "يبدو أن الجيش لم يلاحظ أصلا حتى إطلاق طائرة بدون طيار أخرى تجاه الحقل".
وقال: "تظهر التحقيقات الأولية، أن الأهداف المشبوهة تم تحديدها من قبل وحدة التحكم الجوي ووسائل الكشف، بعد أن قرر سلاح الجو بشكل لا لبس فيه أن هذه كانت طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله، تم إطلاق زوج من الطائرات المقاتلة، وفي وقت لاحق تم إطلاق صاروخ آخر على الطائرة بمن دون طيار، لكنه لم يصب الهدف".

خامسًا. تأكيد أن المقاومة تدرك نقاط ضعف العدو، وعلى دراية بالمنظومات الدفاعية التي استقدمها العدو ونشرها حول المنصة للاستيلاء على الغاز...

وهو ما عكسه كلام الخبير العسكري يوسي يهوشاع في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن معركة عملية وواعية بين الحزب والاحتلال؛ إذ  كتب "طائرات حزب الله بدون طيار الثلاث أقلعت وكان أمامها 16 طائرة مقاتلة من طراز إف16، وتم وضع نظام دفاع صاروخي عليها، وحلقت على ارتفاع منخفض جدًا، ما شكل تحديًا لأنظمة الكشف بهدف إسقاط الطائرات من دون طيار القادمة باتجاه الحقل البحري، وهو ما كشف عن معركة عملية وواعية بين الحزب واسرائيل".

وقال إنّ "الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله نحو المنصة هدفت إلى إرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنّه يجب أن تمتثلوا لمطالبنا، بالنسبة لحزب الله كان الغرض من إطلاق الطائرات من دون طيار التي كانت غير مسلحة هو إرسال إشارة لإسرائيل بضرورة الامتثال لهذه المطالب. ان عدم نجاح تجربة الحزب في طائراته من دون طيار باتجاه حقل استخراج الغاز قابله استعداد إسرائيلي لتصوير عملية الاعتراض وتوزيع اللقطات على وسائل الإعلام، لكن يجب أن نتذكر أن لدى الحزب قدرات أكثر أهمية بكثير مما أظهره، وكان هدفها الأساسي إيصال رسالة، ما يؤكد أن الكلمة الأخيرة في الحملة على المياه الاقتصادية لم تُقل بعد، ومن المتوقع أن تستمر، مع العلم أن حماية حقل كاريش الواقع على بعد 100 كيلومتر من الشاطئ، أكثر تعقيدًا من حماية حقل لفيتان الذي يبعد 10 كيلومترات فقط؛ اسرائيل لا تنوي تصعيد الموقف مع حزب الله لكنها تصر على موقفها ".

سادسًا ـ التذكير بأن الغاز الذي يستخرجه العدو تعود ملكيته إلى الشعب الفلسطيني الذي من حقه أن يمنع عمليات النهب الكبرى الجارية لثرواته بالطرق التي يراها مناسبة. فالكيان المؤقت ومنذ سنوات يسعى إلى السيطرة على احتياط الغاز الفلسطيني الذي يُقدر بـ 1.4 ترليون متر مكعب من الغاز. والصراع حول الغاز مع فلسطين يعود لعام 2000 حيث يضع الكيان عراقيل وشروط تعجيزية لتأخير او تعطيل انتاج الغاز الفلسطيني بحجة ان الاموال ستذهب لشراء اسلحة لاستخدامها ضدها. وهو يستثمر أهم حقلي غاز: ليفياثان Leviathan الذي يحتوي على 622 بليون متر مكعب اي 16 ترليون قدم مكعب من الغاز ويقوم بتطويره تكتل من الشركات يضم نوبل انيرجي الأميركية ومجموعة ديليك الاسرائيلية وشركة دوري الاسرائيلية.

استحوذت شركة شيفرون على حقل ليفياثان عام 2020 عندما أكملت الاستحواذ على “نوبل إنيرجي”، الشركة الأصلية التي استكشفت حقل الغاز ثم قامت ببناء الحفارة التي تستخرج غازها الآن، تعد شركة “شيفرون” ضخمة مقارنة بشركة “نوبل” وتشارك في جميع جوانب النفط والغاز الطبيعي من حيث الاستكشاف والإنتاج والتكرير والنقل والمواد الكيميائية وغير ذلك.

يُشغل الكيان حاليًا ثلاثة حقول غاز رئيسة: "تمار أول ما تم العثور عليه عام 2009، حوالي 90 كم غرب حيفا في الجزء الشمالي من المياه الاقتصادية التي تسيطر عليها إسرائيل، في وقت الاكتشاف قُدر أن تمار تحتوي على حوالي 240 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز، وهي كمية يمكن أن توفر وحدها لاستهلاك الغاز المحلي في إسرائيل لعدة عقود. وبعد عام، قامت إسرائيل بأكبر اكتشاف لها عندما تم العثور على حقل ليفياثان في المياه العميقة على بعد 30 كم غرب تمار، أشار التحليل الأولي إلى أنه يحتوي على 450 مليار متر مكعب، لكن هذا الرقم ارتفع لاحقاً إلى 500، كان ذلك الوقت أكبر اكتشاف للغاز في العالم، وتم إجراء المزيد من الاستكشافات بنجاح والعثور على حقلي كاريش وتانين، الذي بلغت قيمتهما حوالي 100 مليار متر مكعب.

وفقاً لوزارة الطاقة تمتلك إسرائيل حالياً ما يقرب من 1000 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز بينما من غير المرجح أن تتجاوز الاحتياجات المحلية للبلاد 500 مليار متر مكعب لعقود مقبلة، بافتراض أنه لا يزال هناك 500 مليار متر مكعب أخرى لم يتم العثور عليها بعد- تتنافس الشركات بالفعل على تراخيص الاستكشاف الآن بعد أن غيرت الحرار رأيها – وهذا يعني أن “إسرائيل” يمكن أن يكون لديها ما يصل إلى 1000 مليار متر مكعب متاحة للتصدير إلى العالم((المصدر: ياكوف كاتز وديفيد برين ، جيروساليم بوست: كيف تستخدم “إسرائيل” الغاز لتعزيز مكانتها الدبلوماسية؟).

وتمكنت سلطات الكيان المؤقت خلال السنوات الماضية من السطو على حقول الغاز الطبيعي قبالة سواحل البحر المتوسط، وهي: تمار 1 وتمار 2 غرب حيفا، ولقياثيان 1 ولقياثيان 2 غرب يافا، وسارة وميرا غرب نتانيا، وماري قرب غزة، وشمن قرب أسدود، وكاريش غرب حيفا، وهي حقول مملوكة للفلسطينيين حسب خبراء نفط وقانون دوليين.

ومنحت شركة جفعات عولام الصهيونية حقوق التنقيب والاستخراج في قرية رنتيس بعد تعديل مسار الجدار الفاصل ليمتد قرابة 4 كم داخل حدود القرية التي تقع ضمن الأراضي المصنّفة "ج"، وذلك حتّى العام 2032 قابلة للتجديد، وبدأت الشركة ببيع النفط المستخرج من الحقل عام 2010 لمصافي التكرير الصهيونية. وتتراوح مساحة حقل النفط المكتشف في المنطقة بين 600 و700 كم مربع، معظمها يقع في الأراضي المحتلة عام 1967، ويُعد أحد أكبر حقول النفط في فلسطين. وأشارت هيئة البترول الفلسطيني إلى أن الاحتلال يضخ من حقل رنتيس 1000 برميل يوميا تقريبًا ويقدّر وزير المالية في حكومة الاحتلال يائير لابيد إيرادات الغاز الطبيعي الصافية الذي ستنتجه الشركات الحاصلة على امتياز التنقيب والاستخراج خلال السنوات العشرين القادمة بنحو 220 مليار شيكل (60 مليار دولار).

سابعًا ـ الإضاءة على تأثير تحرك المقاومة على قدرة العدو على الاستمرار في الاستخراج، وأن الشركة اليونانية يفترض أن تدرك مصالحها والمشكلات الحالية والمستقبلية التي ستتعرض لها منشآتها واستثماراتها في حال استمرت في المشاركة في العدوان على ثروات لبنان.

ثامنًا. تأكيد عدم تأثير تهديدات العدو بقرار المقاومة واستعدادها لتحمل المسؤولية تجاه ثروات لبنان المنهوبة والمقيدة من قبل الأميركي رعايةً للمصالح الصهيونية.

تاسعًا. تسليط الضوء على جهوزية محور المقاومة ومواكبته لحركة المقاومة في لبنان، وأن المواجهة الحالية تعني كل قوى المقاومة في المنطقة.

عاشرًا. تأكيد حق الدولة اللبنانية الاستفادة من فعل المقاومة للمطالبة بالحقوق وتحصيلها، وتوظيف مسار الدفاع عن الحقوق، الذي بدأته المقاومة، على طاولة المفاوضات.

حادي عشر ـ الإشارة إلى أن الجهات التي تعترض على العملية الاستطلاعية التي قامت بها المقاومة، كانت تطالب المقاومة بقصف المنشأة في الأيام الفائتة.

ثاني عشر.  تأكيد أهمية ودور الفعاليات الشعبية والإعلامية لدعم خيار تحصيل الحقوق اللبنانية، ودورها في  أن تظهر للعدو والصديق أن هذه الحقوق هي مطلب إجماعي للشعب اللبناني.

ثالث عشر ـ الإشارة إلى أن فعل المقاومة هو نتيجة تعثر السبل التفاوضية بفعل التعطيل الأمريكي المتعمد لأكثر من عشر سنوات لعملية استخراج الغاز اللبناني.

رابع عشر ـ دعوة الأطراف الدولية والإقليمية للاعتراف بالحق اللبناني في استخراج الغاز، ودعوة النخب والفعاليات والشعوب إلى دعم حق لبنان في الاستفادة من ثرواته.