بعد مكالمة عالية المخاطر بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ حول احتمال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى تايوان، رأى دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي في حديث لموقع "بوليتيكو" الأميركي إن الصمت "أوروبياً" في هذه المرحلة، أمر متوقع بالنظر إلى أن تايوان تعتبر في المقام الأول مصلحة أميركية، لكن "رد الفعل سيكون مختلفاً إذا تحولت الكلمات إلى أفعال".
وكان جين بينغ قد هدد في المكالمة الأسبوع الماضي أن "أولئك الذين يلعبون بالنار سوف يهلكون بها"، مضيفاً: "من المأمول أن تكون الولايات المتحدة واضحة بشأن هذا الأمر".
ورداً على سؤال عما إذا كانت التوترات مصدر قلق لحلف شمال الأطلسي، رأى دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في تصريحه لصحيفة "بوليتيكو" الأميركي: "ليس بعد لكنها يمكن أن تتصاعد بسهولة".
وقال إن "أسوأ حالة" هو أن احتمال المواجهة قد يشهد تحويل الاهتمام الأميركي بعيداً عن أوكرانيا، إلى التوترات مع الصين بشأن تايوان.
كما قال دبلوماسي أوروبي كبير آخر إن خطر اشتعال الاشتباكات بين واشنطن وبكين "يراقب عن كثب" في أوروبا.
من جهته، حذر أورماس بيت، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، من أن الحرب "المكثفة في أوكرانيا" زادت من خطر العدوان الصيني على تايوان "بشكل كبير".
ورأى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون قادراً "على مراقبة تصرفات الصين" إذ أن التعاون الكامل بين "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مهم جداً سواء فيما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا أو فيما يتعلق بتصرفات الصين في جوارها".
وحتى وقت قريب نسبياً، كانت أوروبا تتجنب الحديث عن تايوان في العلن.
وعندما سئلت وزارة الخارجية الفرنسية، ذراع السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عن التهديد العسكري الصيني، لم تعلق على الأمر، فيما اقترحت بريطانيا تسليح تايوان، محذرةً من أن الغرب يجب ألا يرتكب نفس الأخطاء في الفشل في الدفاع عن التايوانيين كما فعل بشأن أوكرانيا.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وصفت مؤخراً "المظهر الصيني الواثق من نفسه" فيما يتعلق بتايوان بأنه "تحد عالمي".
"الخطر الواضح"، حسب الدبلوماسيين الأوروبيين، قد يخرج عن نطاق السيطرة، وعليه يحثّ المحللون الآن، حسب "بوليتيكو" قادة الاتحاد الأوروبي على الانتباه والاستعداد للمتاعب المقبلة.
وقال بوريس روج، نائب رئيس مؤتمر "ميونيخ للأمن": "أسوأ السيناريوهات تتحقق في بعض الأحيان"، مشيراً إلى الحرب العسكرية الروسية في أوكرانيا كمثال.
وأضاف "من الأفضل للأوروبيين أن يستعدوا لحالات الطوارئ وأن يدعموا تايوان، لكن بالتوازي الإبقاء على "اتصال وثيق مع بكين وأن يساعدوا في خفض التصعيد".
التهديد الأوروبي الوحيد قبل الاتصال "المتوتر" بين الرئيسين، كان من قبل خورخي توليدو سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين الذي قال في وقت سابق من هذا الشهر أنه في حالة حدوث غزو عسكري "أوضحنا تماماً أن الاتحاد الأوروبي، مع الولايات المتحدة وحلفائها، سيفرض تدابير مماثلة، أو حتى أكبر مما اتخذناه الآن ضد روسيا".
لكن الحرب العسكرية في أوكرانيا دفعت، حسب الصحيفة، صناع السياسة الأوروبيين إلى التفكير في العواقب التي لم يكن من الممكن تصورها سابقاً من ناحية فرض عقوبات اقتصادية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذا ما اتخذت بكين خطوة عسكرية ضد تايوان