يتعرض الشعب الفلسطيني لهجمة صهيونية ارهابية اغتالوا خلالها مجموعة من قادة المقاومة الفلسطينية، وهم يرتلون الآيات القرآنية ويستذكرون واقعة الطف الاليمة مرددين (كل يوم عاشوراء وكل ارضٍ كربلاء)!
على مدى الخمسة ايام الماضية وحيث اختار الصهاينة ايام عاشوراء ليهاجموا اهالي غزة والضفة الغربية ويبيحوا القتل والذبح والهدم بهم في مشاهد لا توصف ولا يمكن تصورها ان العالم يجعل اصابعه في اذانه ويستكبر استكبارا.
وإذا كان العالم قد أغمض عينيه عن القضية الفلسطينية وما يجري على الشعب الفلسطيني من ارهاب فان إيران اوقفت مالها وسلاحها وخبرتها واعلامها من اجل دعم المقاومة الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في محنته. لكن السؤال الذي يوجع القلب (اين العرب من القضية الفلسطينية؟).
يبدو ان العرب قد تنازلوا عن القضية الفلسطينية واوكلوا امر تحريرها الى (إيران) واسترخوا دون أدنى تفاعل مع ما يحدث من معارك وحروب وجرائم بحق الشعب الفلسطيني!
الغريب ان الاعلام العربي هو الاقل في التحريض بالضد من الصهاينة فحين يهاجم الصهاينة غزة او الضفة الغربية ينقل الاعلام العربي واقع ما يحدث للشعب الفلسطيني إثر الهجمات الصهيونية دون ذكر بطولات المقاومة وتأثير ذلك على واقع اسرائيل من الداخل وكأن الاعلام العربي يريد ان يشيع رأيا عاما ان المقاومة أضعف من ان تهاجم (دولة) بحجم اسرائيل وان المقاومة دائما ما تورط الشعب الفلسطيني بحروب ومعارك أكبر من طاقتها! ومما لاحظته ان التلفزيون الصهيوني نقل مشهدا كيف ان صواريخ المقاومة تتعرض الى اسقاط من قبل (الدفاعات الصهيونية) فراح الاعلام العربي ينقل هذا المشهد لساعات طويلة ليخلق حالة من الاحباط لدى العامة ان صواريخ المقاومة لا تستطيع ان تواجه دفاعات الصهاينة ثم ليروج للبضاعة الصهيونية كي تسوق على انها متميزة في تقنياتها.!
الشيء الغريب الاخر ان بلدانا مثل قطر ومصر سرعان ما تتدخل عندما تومئ لها اسرائيل (سرا) لغرض (الوساطة!
لماذا يدخل العرب وسطاء بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل؟
الدولتان اللتان تدخلان على خط الوساطة هما مصر وقطر، والسبب واضح ان مصر لها حدود مع غزة وهي المسؤولة عن دخول اي بضاعة او مساعدة الى غزة وكذلك فهي مفوضة بالإشراف على اي مساعدة او مال يدخل لشعب غزة، وحين ترفض المقاومة الوساطة تخنقها مصر حتى تستسلم!! مثلما سدة على غزة غارا صغيرا تحت الارض وليس نفقا كانت تصل من خلاله بعض المواد الغذائية الى الناس المحاصرة هناك، ويبدو ان مجيء السيسي كان لهذه المهمة فهو الاكثر مقبولية حتى من الاردن التي كانت هي تتولى هذه المهمة.
اما قطر فغالبا ما تقدم مساعدات مالية الى الشعب في غزة ورواتب الى 100 ألف اسرة متعففة ناهيك عن معاونات في مجالات البناء والاعمار للاماكن والابنية التي يطالها القصف الصهيوني ولا يمكن ان يردوا لها طلبا فقد (….) لان الشعب الفلسطيني وقادة المقاومة يعلمون حجم دولة (قطر) وأنها لا يمكن ان تعمل شيأ خارج الارادات الدولية وان ما تقوم به (تحت النظر)!
الوساطة المصرية تأتي حين تقع اسرائيل في حرج امام ضربات المقاومة كما حدث في معركة "سيف القدس" في رمضان الماضي ومعركة (وحدة الساحات) الاخيرة، وليس عجيبا ان الهجوم الصهيوني الاخير على غزة واغتيال قادة المقاومة جاء اثناء "وساطة مصرية" وحالة من "التهدئة" في الساحة الصهيونية والمقاومة (والله اعلم!).
استطاع الاعلام الاميركي الصهيوني ومعه الاعلام العربي (العميل) ان يسوق خصما (وهميا) اسمه إيران، قبل ان يسوق من قبل (الشيوعية والقومية) ثم (الارهاب) على انه عدو للعرب والاسلام وصدق من صدق حفاظا على ابقاء الحكام (العملاء) لأطول مدة في السلطة، وبذا فان (العرب) باتوا لا يتفاعلون مع القضية الفلسطينية والمقاومة بدعوى انها تتلقى الدعم من إيران! والسؤال؛ هل لنا ان نتحجج بإيران ونترك قضية الامة "المركزية"؟
إيران ترى من واجبها الديني والانساني ان تقف مع قضية الشعب الفلسطيني منذ ان انطلقت الثورة الاسلامية في إيران علم 1979 وحتى اليوم دون كلل او ملل، رغم ان هذا الدعم يشكل ثقلا ماليا على ميزانيتها وعلى حساب شعبها المحاصر. وحتى نكون منصفين بقولنا فان البعض من الشعب الايراني - ممن نظرته قصيرة - يرى ان الشعب الايراني اولى بها، دون ان ينظر الى البعد الاستراتيجي للامة والذي طالما ارادت اميركا ان تدخله في مفاوضات فيينا بان تتنازل إيران عن دعم المقاومة فأوجز ذلك المرشد الاعلى السيد الخامنئي إن (التنازل أمام أمريكا أو أي قوة أخرى لتفادي العقوبات هو خطأ كبير) وهذا واحد من اسباب صمود إيران على مدى الـ (41) عاما وعدم انهيارها بعد تفرد امريكا وحتى الان.
ان التنازل عن القضية الفلسطينية من قبل العرب لمجرد دعم إيران للمقاومة بمثابة تنصل عن المهمة القومية والدينية والقيمية ولو كان العرب مخلصين لادوا الواجب الذي عليهم وكانوا هم المتصديين بالدعم وبذا حتى لو دعمت إيران فسيكون تحت غطاء عربي اسلامي ولكن دعونا نسأل؛ من ذلك الذي يتجرأ من العرب ان يقدم السلاح المتطور والخبرة الصاروخية ويوازن قوة الردع مع كيان تقف معه دول الغرب بأجمعها وبإمكانياتها؟
وفوق ذلك تعلن إيران انها تدعم المقاومة دون أدنى تردد وترى في ذلك واجبا يقول اسماعيل قآني قائد فيلق القدس (إيران تدعم حزب الله لبنان على الدوام بقدر ما تستطيع) وهذا يتمدد على حماس والجهاد الاسلامي وهم يعترفون بدعم إيران لهم يقول اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة (نتوجه بالشكر لإيران التي دعمت حماس بـ "المال والسلاح والتقنيات)!
لا شك ان المقاومة الفلسطينية لو وجدت بالعرب عونا لها لما تأخرت في الاعلان والسعادة ايضا ولكن رأت انهم بدلا من ان يدافعوا عن فلسطين وقضيتها خانوها وألقوا أنفسهم بالحضن الصهيوني بما يسمى (التطبيع) والانكى من ذلك يريدون ان يشكلوا حلفا لحماية اسرائيل من اي اعتداء!!
هناك فرق بين من يؤمن بزوال اسرائيل كما يقول السيد الخامنئي (سوف لن يكون لإسرائيل من وجود بعد 25 عاما المقبلة) وبين "المحبطين" من القادة العرب الذين يرددون (اسرائيل واقع حال).
قد يقول البعض ومنهم انا (الحكومات الرسمية العربية هي المهرولة الى اسرائيل اما الشعوب العربية فهي مع القضية الفلسطينية) هذا صحيح ولكن؛ هل يستطيع الشعب المصري ان يفتح الحصار الذي يفرضه السيسي على الشعب الفلسطيني؟ الجواب (حتى الان كلا)!