• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"وول ستريت جورنال": كيسنجر قلق من اختلال التوازن في العالم


نشر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر كتابا حديثا عن القيادة يتناول بالتحليل ما يراه افتقار السياسة الخارجية بشكل خطير للأهداف الإستراتيجية.

ويقدم الكتاب -وهو بعنوان "القيادة: 6 دراسات في الإستراتيجية العالمية"- رؤية تحليلية للإنجازات التاريخية التي حققتها "كوكبة لامعة" من القادة "العظماء" في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتقول الكاتبة لورا سيكور في مقالها بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن القادة الذين يعنيهم كيسنجر في تلك الفترة هم: مستشار ألمانيا كونراد أديناور، والرؤساء الفرنسي شارل ديغول، والأميركي ريتشارد نيكسون، والمصري أنور السادات، والوزير الأول لسنغافورة لي كوان يو، ورئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر.

وتنقل سيكور عن كيسنجر -الذي شغل في السابق منصب مستشار الأمن القومي الأميركي- أن جميع الشخصيات الستة التي ذكرها في كتاب "القيادة" تشكلت من خلال ما يسميه "حرب الثلاثين عاما الثانية"، وهي الفترة من عام 1914 إلى عام 1945، وأسهمت في صياغة العالم الذي أعقب ذلك.

وكان الجامع بين كل تلك الشخصيات -من وجهة نظر كيسنجر- نمطين أصليين للقيادة، هما: "البراغماتية بعيدة النظر، والرؤية التنبئية الجريئة". ومع ذلك يقر السياسي المخضرم (99 عاما) بأن أيًّا من أولئك الأشخاص لم يكن خبيرا في التكتيك أساسا، إلا أنهم أتقنوا فن التكتيك في ما بعد، وكان لديهم تصور للهدف عندما تولوا الحكم.

معضلة التوازن وتحديد الوجهة

وأعرب كيسنجر عن اعتقاده بأن العالم يواجه في الوقت الراهن "مشكلة كبيرة في تحديد الاتجاه"، وهي فترة "تتجاوب تماما مع مشاعر اللحظة".

وتوضح كاتبة المقال أن كيسنجر أدرك -منذ أن كان باحثا بجامعة هارفارد يكتب عن الإستراتيجية النووية- أن الدبلوماسية عملية موازنة بين قوى عظمى يطاردها شبح كارثة نووية.

والتوازن في نظر الدبلوماسي الأميركي المخضرم له مكونان: نمط من توازن قوى مع تقبل -في بعض الأحيان- شرعية القيم المتعارضة، والنوع الآخر هو "توازن السلوك، ومعناه أن هناك قيودا على ممارسة قدراتك وقوتك في ما يتعلق بما هو مطلوب للتوازن العام".

وتحقيق هذا المزيج يتطلب في الغالب "مهارة فنية"، حسب تعبير كيسنجر الذي يرى أن عالم اليوم يدنو من مرحلة سيكتنفها اختلال خطير في التوازن.

وفي ذلك يقول "نحن على حافة الحرب مع روسيا والصين بشأن القضايا التي أسهمنا في افتعالها من دون معرفة الكيفية التي ستنتهي إليها الأمور أو ما الذي من المفترض أن تفضي إليها".

ويخشى الرجل من أن الولايات المتحدة والصين تتجهان نحو أزمة بسبب تايوان، ناصحا واشنطن بالتماسك والثبات في مواقفها.

وبخصوص أوكرانيا، فإن كيسنجر لا يرى بُدًّا من أخذ مخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على محمل الجد، مشيرا إلى أن السياسات غير الحذرة من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ربما تكون قد أشعلت فتيل الأزمة في تلك الدولة.

وبعد الطريقة التي تصرفت بها روسيا في أوكرانيا، فإنه يرى الآن وجوب معاملتها كعضو في الناتو.