• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
مقالات مترجمة

"واشنطن بوست": استمرار الوحشية السعودية يظهر مهزلة وعود ابن سلمان لبايدن


كتبت هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية افتتاحية تناولت فيها استمرار القمع في السعودية حتى بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لها الشهر الماضي.

وقالت الصحيفة إن سلمى الشهاب، وهي أم لطفلين صغيرين، كانت تدرس للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة ليدز وأخذت إجازة للعودة إلى المملكة العربية السعودية لقضاء العطلة. السيدة شهاب مسلمة شيعية، والشيعة أقلية مضطهدة في المملكة، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة تحدثت على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل حق المرأة في القيادة. انتهت إجازتها في السجن.

احتجزت السلطات السعودية السيدة الشهاب في يناير / كانون الثاني 2021 وحكمت عليها بعد ذلك بالسجن 6 سنوات بتهمة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي "للإخلال بالنظام العام وزعزعة أمن واستقرار الدولة".

على موقع تويتر، طالبت الشهاب بإطلاق سراح لجين الهذلول، التي دافعت عن حق المرأة في القيادة وتم سجنها وتعذيبها بسبب ذلك. في الاستئناف، أشارت شهاب إلى أنها استخدمت اسمها الحقيقي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولديها خلفية سلمية، ونشرت صوراً لأطفالها ولديها عدد قليل نسبياً من المتابعين (2000 متابع)، فكيف يمكن أن تشكل خطراً أمنياً؟ واشتكت من احتجازها في الحبس الانفرادي 285 يوماً.

رداً على ذلك، جادل المدعون العامون بضرورة توجيه الاتهام إليها في وقت واحد بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في المملكة وبموجب قانون الجرائم الإلكترونية في المملكة. في 8 آب / أغسطس، أصدرت المحكمة حكماً شديد القسوة: 34 عاماً في السجن ثم 34 عاماً من تقييد السفر. وبحسب "مبادرة الحرية"، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن، فإن هذا هو أطول حكم معروف بحق ناشطة في مجال حقوق المرأة في السعودية.

وقالت الافتتاحية إن هذه القضية تقدم صورة أخرى عن الجانب السفلي الوحشي للديكتاتورية السعودية تحت حكم ولي العهد ورئيس الدولة الفعلي، محمد بن سلمان، الذي اغتال فريقه الضارب الصحافي المساهم في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي منذ نحو أربع سنوات.

وأضافت: كان ولي العهد محمد بن سلمان حريصاً على تصوير نفسه على أنه شخص عصري، يغذي الثروة السعودية في جولة دولية للغولف ويعزز مدينة مثالية يتم بناؤها في الصحراء. في شباط / فبراير 2021، تم إطلاق سراح السيدة الهذلول بعد نحو ثلاث سنوات في السجن لكنها لا تزال تخضع لقيود السفر، وهي واحدة من العديد من العقوبات الخبيثة للحاكم السعودي.

عندما زار الرئيس بايدن المملكة العربية السعودية الشهر الماضي وصافح بالقبضة محمد بن سلمان، قال البيت الأبيض إنه "أثار قضايا محددة مثيرة للقلق" بشأن حقوق الإنسان، بما في ذلك "القتل الفظيع لجمال خاشقجي". وأضاف أن الرئيس بايدن "تلقى التزامات فيما يتعلق بالإصلاحات والضمانات المؤسسية المعمول بها للحماية من أي سلوك من هذا القبيل في المستقبل".

وأشارت الافتتاحية إلى أن ولي العهد السعودي يظهر الآن بالضبط ما هي الضمانات الموجودة: لا شيء. كانت الوعود السعودية لبايدن مهزلة.

ورأت الصحيفة أنه يجب على بايدن الآن، على الأقل، أن يتحدث بقوة ويطالب بالإفراج عن السيدة الشهاب والسماح لها بالعودة إلى ولديها، وهما في عمر 4 و6 سنوات، ويقيمان في المملكة المتحدة، واستئناف دراستها هناك. يجب على عشاق الغولف ومضيفي أحداث الغولف LIV المدعومة سعودياً في بوسطن وشيكاغو وميامي الاحتجاج على المعاملة القاسية للسيدة شهاب.

وختمت "واشنطن بوست" بالقول إنه في السعودية، يقود ولي العهد بالخوف والصمت. لكن في المجتمعات المفتوحة، يجب التنديد بسلوكه القاسي في كل فرصة.