نشر موقع "سي جي تي أن" الصيني مقالاُ تحدث فيه عن تبعات زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، وعن الجشع الآميركي في الهيمنة الاقتصادية والاستراتيجية على مقدرات العالم. فيما يلي النص المنقول إلى العربية:
تحاول الولايات المتحدة هندسة كارثة جديدة في منطقة مضيق جزيرة تايوان الصينية. وبعد آقل من آسبوع على زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة الكونغرس الأميركين، قام وفد من 5 شيوخ بقيادة السناتور إدوارد ماركي، بزيارة منطقة تايوان في عمل آخر خطير للغاية، و يتعارض مع مبدأ "الصين واحدة" ويثير استفزاز بكين من خلال التعدي على سيادتها الوطنية، وتحدي إرادتها وعزمها المطلق عن عدم التنازل عن تايوان، إضافة الى ان القضية مرتبطة بالآمن القومي للصين وبوحدة آراضيها
لقد تدخلت الولايات المتحدة بشكل كبير في شؤون تايوان الصينية وخرقت الالتزام المستمر منذ عقود بمبدأ الصين الواحدة. ونتيجة لذلك، حظيت هذه الإجراءات الرادعة المضادة للدفاع عن السيادة الوطنية الصينية بدعم عدد من دول العالم، التي تعتبرها تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين من قبل قوى خارجية.
الجشع الآميركي تدفعه طموحات الهيمنة الاقتصادية والاستراتيجية على مقدرات العالم، مستخدما القوة كأداة لتحقيق أهداف سرية خارج حدود الولايات المتحدة وأقاليمها وممتلكاتها. ولكن عندما تستمر جهة مثل الولايات المتحدة في تهديد وحدة أراضي الصين، ينتقل عبء المسؤولية عن حماية السيادة الوطنية إلى الجيش الصيني، الذي آظهر في التدريبات والمناورات الحية الأخيرة قوة الالتزام وقدرتها على آن تكون ناجعة لحماية الصين.
مع ذلك، صرحت نانسي بيلوسي، خلال زيارتها المذكورة: "لا يمكننا السماح للحكومة الصينية بعزل تايوان".
طالما تستمر الولايات المتحدة في تحدي سيادة الصين أو دعم "استقلال تايوان"، فإن قوات الأمن الصينية ستلعب دورها في حماية المجال الوطني . ولا تهتم ما إذا كان هذا الموقف الدفاعي يُنظر إليه على أنه تصعيد كبير، أو يثير مخاوف للرئيس الأمريكي جو بايدن. فالسياسات الامريكية الخطيرة والمتهورة دفعت بالصين إلى رد فعل مضاد، فوري وقوي. كما علقت بكين سلسلة من قنوات التعاون الثنائي مع واشنطن في مجالات متنوعة .
وسرعان ما وصفت واشنطن تعليق التعاون الثنائي بين البلدين بأنه "غير مقبول".
قد تؤدي الخطوات الاميركية المتهورة في منطقة تايوان إلى تدمير حملة بايدن، في الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، وقبل بضعة أشهر فقط من انعقاد الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022 للغاية في شرم الشيخ في مصر،، حيث سيحضر بايدن للترويج لخططه وإجراءاته التشريعية المتعلقة بالمناخ، آلتي لن تلقى تجاوبا من القيادة الصينية.
تعليق التعاون الثنائي سيعقد انتقال الطاقة النظيفة الى الولايات المتحدة، ألتي تعتمد بشكل كبير على صادرات التكنولوجيا الصينية من الطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن بكين قد تخلت عن وعودها بشأن مواجهة تحديات تغير المناخ العالمي.
لم تفعل بيلوسي شيئًا من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما كانت تبحث عنه دول المنطقة. وبدلاً من ذلك، كانت زيارتها بمثابة قرع طبول للحرب وتعميق الاختلاف وعدم الاستقرار. ونظرًا لأن الجيش الأميركي يجري نحو 100 مناورة عسكرية في المياه حول الصين كل عام. لا يمكن وصف ردود الفعل الدفاعية والاقتصادية والسياسية الصينية بأنها مبالغ فيها.
الجنون الأميركي لاستغلال التوترات البعيدة عنها لخدمة مصالحها يدفع البلدان إلى اتخاذ مبادرات بمفردها. وما الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في تركيا بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود إلا أحد الأمثلة على ذلك، حيث يجب أن تحث واشنطن على العودة إلى الدبلوماسية والتحدث مع روسيا.
في تايوان، يفسد بايدن الأمور عبر مطالبة الصين بعدم تغيير الوضع الراهن للجزيرة من جانب واحد، والسماح أيضًا للمشرعين الأمريكيين بزيارة الجزيرة. وتتناسى إدارة بايدن آن تايوان لم تكن ابدا في تاريخها دولة وهي جزء من الصين، و وضعها الراهن هو نفسه وضع بكين.
تايوان، في الواقع، هي قضية أحادية الجانب لا تتطلب أي آليات ثنائية أو متعددة الأطراف أو نصيحة الولايات المتحدة لحل الخلافات عبر المضيق بالطرق السلمية.
فالجزيرة تنتمي إلى الصين، والهمهمات الأميركية ليست سوى أضعف هدير لقوة تحتضر.