• اخر تحديث : 2024-04-24 13:38
news-details
إصدارات الأعضاء

منصتي (القرم) و(أعداء سورية) بين الاقتصاد والسياسة؟


تمّ الدعوة  لتأسيس منصة القرم كمنصة دولية  ضد روسيا سنة /2020/ من قبل وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا وبتكليف من الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي وخلال عقد الدورة السنوية /75/ للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد مؤتمرها  الأول في العاصمة الأوكرانية كييف بتاريخ 23/8/2021، وشارك بالاجتماع ممثلين عن /46/ دولة ونذكر منها [أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا والنمسا وهولندا ولوكسمبورغ وأيرلنديا والدانمارك والسويد وسويسرا والبرتغال وبلغاريا والجبل الأسود والنرويج ومقدونيا الشمالية وتركيا و لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندا وسلوفاكيا والمجر ومولدوفا وسلوفينيا وفنلندا ورومانيا وجورجيا وكرواتيا] وغيرهم.

وهي تقريبا نفس الدول التي شاركت في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم منصة (أصدقاء سورية) وهم أعداؤها الحقيقيين بتاريخ 24/2/2012 في (تونس) وعارضها الشعب التونسي وخرج مظاهرات مناهضة لها وعبرّ عن موقفه المعارض ضد حكم النهضة الإخواني ورئاسة المنصف المرزوقي، ولكن مؤتمر أعداء سورية حضرته دول عربية لم تحضر منصة القرم، والفاعل الأكبر في المنصتين كانتا (أمريكا وتركيا) والمنصتان تكملان بعضهما رغم الفارق الزمني بينهما وهما (وجهان لإرادة وإدارة واحدة) ومخرجهما وأهدافهما واحدة و متطابقة وهي فرض استمرار القطبية الامريكية الأحادية على العالم.

وفي المنصتين كانت الدعوة واضحة لدعم القوى الفاشية في سورية (داعش والنصرة وغيرهما)، وأوكرانيا (البان ديريين وكتيبة آزوف) ودعم الحركات الانفصالية في (جزيرة القرم والجزيرة السورية)، وكانت الحجج التي اعتمدها المتآمرون في المنصتين متطابقة وتمثل قمة النفاق السياسي والاقتصادي وتجلت في خمسة محاور وهي [اقتطاع الجزيرتين عن بلديهما الأصليين ودعم العصابات الانفصالية وفرض عقوبات وحصار واستخدام شماعة شعار حقوق الانسان وتهديد الأمن العالمي].

وبعد التحليل تبين لنا أن الهدف من المنصتين هو السيطرة على المواقع الجيوسياسية الهامة، فجزيرة القرم تطل على البحر الأسود وتتصل بالبر الروسي بشريط ضيق وهي روسية منذ نهاية القرن الثامن عشر وأكثر من /65% يتكلمون الروسية  عندما انتصرت  الإمبراطورية الروسية بقيادة (يكاترينا العظمى) على العثمانيين وطردتهم من الجزيرة، ولكن في سنة /1954/ ألحقت جزيرة القرم  بجمهورية (أوكرانيا) وبأمر من الرئيس السوفيتي ذو الأصول الأوكرانية  (نيكيتا خروتشوف) لكن ضمن إطار الاتحاد السوفيتي، وفيها الاسطول الروسي المواجه لقوى الناتو في البحر الأسود  في مدينة سيباس وبول.

وباتفاق بين الحكومتين الروسية والاوكرانية منذ سنة/1991/ عندما انهار الاتحاد السوفيتي، ورغبة من شعبها بالعودة إلى أحضان الوطن الام (روسيا) جرى فيها  استفتاء شعبي سنة /2014/ وعادت على روسيا بناء على نتيجة الاستفتاء ورغبة سكانها، وهذا يشبه ما يجري في الجزيرة السورية الحبيبة الغنّاء أي المحافظات  (دير الزور والرقة والحسكة) والتي تشكل /41%/ من مساحة سورية أغلب سكانها عرب سوريين ولكن لها أهمية جيوسياسية كبيرة حيث تقع على الحدود مع تركيا والعراق  وهي من أغنى المناطق السورية ففيها حوالي /57%/ من الاحتياطيات من الغاز والمياه و تتواجد فيها  الثروات الطبيعية من النفط والملح الصخري وغيرهما، وهذا يفسر دعوة الاحتلال الأمريكي للعصابات الإجرامية والانفصالية (قسد) للانفصال عن الام سورية، وتقدم لهم الدعم بكل أنواعه من قبل قوات التحالف المتواجدين في  /14/ قاعدة عسكرية أمريكية، إذا مما سبق يتبين لنا أن الاطماع الاقتصادية والسياسية للأعداء واضحة ويفسر دعم هذه الدول المتآمرة على سورية وروسيا.

ويتجسد هذا حاليا في سنة /2022/ في دعوتي الرئيسين التركي والامريكي لعداء سورية وروسيا والعمل لتدميرهما، وصرح الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) في اجتماع منصة القرم قائلا: (يجب تسليم شبه جزيرة القرم إلى إدارة كييف)؟! وصرح أيضا بأنه (سيصلي في الجامع الأموي) ؟!، وهكذا يتبين لنا أن هؤلاء المتآمرون يقوموا بدعم الفاشيين والإرهابيين في أوكرانيا وسورية  ويقدموا الدعم لما يدعى (الجيش الوطني الحر) وهو عصابات وليس جيشا ولا وطنيا ولا حرا، كما يدعمون (فلاديمير زيلنسكي) منذ سنة /2019/ وخاصة الكيان أمريكا والصهيوني وتركيا، و قال ان أوكرانيا ستصبح (إسرائيل الكبرى) وأيد العدوان على غزة والانضمام لحلف الناتو كما فعل أعداء سورية وكل هذه الأفكار تم حياكتها في اجتماع  (منصة القرم) سنة 2022 واجتماع أعداء سورية سنة /2012/ فهما وجهان لعملة واحدة رغم الفارق الزمن، والمتآمرون  سيرمون إلى مزبلة التاريخ وقريبا جدا وكما قال الدكتور (فيصل المقداد) وزير الخارجية والمغتربين في لقائه  مع السيد وزير الخارجية الروسي بتاريخ 23/8/2022 بقوله (أن من يخون وطنه لا وطن له) ، وقال السيد الرئيس الدكتور (بشار الأسد) في خطاب القسم بتاريخ 17/7/2021 (دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن) وصدرت مراسيم وعقدت مؤتمرات لعودة كل السوريين إلى بيوتهم.