وقعت، في الأسبوع الماضي، عدة أحداث مهمة في الدول السوفياتية السابقة في آن معاً، وهي مهمة بالنسبة إلى روسيا: اشتباكات واسعة النطاق بين جيشي أذربيجان وأرمينيا، قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند قُبلت فيها إيران عضواً في المنظمة، وحضرتها تركيا وأذربيجان كشريكتين في الحوار، بالإضافة إلى زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، الفاضحة إلى أرمينيا.
صحيفة "فيستنيك كافكازا" الروسية تحاور المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية، أندريه كورتونوف، الذي يعرض كيفية تغير الوضع الإقليمي اليوم من وجهة نظر المصالح الروسية.
-هل هناك دلائل على أنّ الغرب يُحاول زيادة الضغط على روسيا عبر جنوب القوقاز؟
بالطبع، الغرب يحاول التسلل إلى هذه المنطقة. نرى نشاطاً متزايداً من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى العمل كوسيط بين أرمينيا وأذربيجان. زارت نانسي بيلوسي يريفان مؤخراً، ما يشير إلى أنّ الولايات المتحدة ترى أنّه من الضروري تأكيد دورها في المنطقة. بطبيعة الحال، في ظلّ الأوضاع الحالية، فإنّ إمكانيات التفاعل الفعّال بين روسيا والغرب في منطقة جنوب القوقاز محدودة للغاية. على الرغم من أنّه من الناحية الموضوعية، يبدو لي أنّ مصالح روسيا ومصالح الدول الغربية هنا لا تتعارض كثيراً بعضها مع بعض، إذ لا أحد معني بعدم الاستقرار واستئناف الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.
- ما هي السياسة الروسية الحالية في جنوب القوقاز؟
أعتقد أن روسيا مهتمة الآن بمنع أي تصعيد قد يؤدي إلى استئناف النزاع العسكري واسع النطاق بين أذربيجان وأرمينيا. تواصل قوات حفظ السلام الروسية العمل في كاراباخ (آرتساخ)، وفي الوقت نفسه، يجري العمل على تطوير العلاقات الثنائية الروسية -الأذربيجانية والروسية – الأرمينية في آنٍ معاً.
- ما الديناميات الممكن توقعها في العلاقات الروسية -التركية؟
أعتقد بأنّ العلاقات بين روسيا وتركيا ستبقى صعبة في المستقبل المنظور. ستكون هناك عناصر للتعاون إلى جانب عناصر المنافسة. لدينا العديد من المصالح المشتركة في المجالين الاقتصادي والسياسي. روسيا وتركيا شريكان في عدد من المشاريع الدولية الكبرى، بينما لا تزال لديهما العديد من الخلافات بشأن القضايا الإقليمية. ففي سوريا، والصراع الروسي -الأوكراني، ومواقفنا من ليبيا وجنوب القوقاز لا تتوافق تماماً. ومع ذلك، فإنّ هذه الخلافات لا تمنع من استمرار التعاون، والطرفان لديهما فرصة للاتفاق حتى على تلك القضايا التي تتباين فيها مصالحهما بشكل موضوعي.
- ما أهمية قيام روسيا بتعزيز التعاون مع إيران من خلال منظمة شنغهاي للتعاون؟
من المهم جداً أن تنضم إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون. وهذا يوفر فرصاً جديدة بشكل أساسي للمشاريع الاقتصادية الأوروبية الآسيوية المتعددة الأطراف، ولا سيما في مجال النقل. تعدّ إيران حلقة وصل رئيسة في مشاريع ممرات النقل على طول خطي الشمال والجنوب. تمتلك إيران إمكانات كبيرة في القطاع الصناعي، لكنها لا تزال بعيدة عن الاستخدام الكامل حتى الآن. آمل أن يكون انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون مفيداً لكل من الجمهورية الإسلامية والأعضاء الآخرين في هذه المنظمة. لكن، بالطبع، يعتمد الكثير على كيفية تمكن الأطراف من الاستفادة من الفرص التي توفرها العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون. المنظمة نفسها تتطور، والآن تظهر أبعاد جديدة لعملها. أعتقد أنّ الجمهورية الإسلامية يمكن أن تساعد في إنشاء أبعاد جديدة.