"هل ستغادر الوطن إذا أعيد انتخاب ترامب؟" بهذا السؤال استهلت الكاتبة جنيفر فيني بويلان مقالها في صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) قائلة "أول مرة سمعت شخصا يقول هذا السؤال اعتقدت أنه كان يمزح". فقد تمتمت صديقة لها قائلة "سأرحل عن هذا البلد إذا أعيد انتخاب ترامب.. طفح الكيل، لن أعود أبدا".
وعن سبب اعتقادها أن السؤال كان مزحة تقول بويلان إنها لم تصدق أنه من الممكن إعادة انتخاب دونالد ترامب بعد كل هذه السنوات من العنصرية، وإعلانه أن الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الحروب القديمة كانوا "فاشلين"، ونعته أولئك الذين احتشدوا إلى جانب النازيين الجدد بأنهم "أناس طيبون للغاية"، وحبسه أطفال المهاجرين في الزنازين.
ولا انتخابه بعد أوامره بإطلاق الغاز المدمع على المتظاهرين حتى يتمكن من التلويح بالإنجيل في ساحة لافاييت، ولا بعد أن ساعدت حماقته في التسبب في وفاة أكثر من 200 ألف شخص؛ بسبب جائحة كورونا، ولا بعد الانهيار الاقتصادي، ولا بعد رفض الالتزام بالتداول السلمي للسلطة، ولا بعد ترديده الكذبة تلو الأخرى.
وتضيف الكاتبة أن اعتقادها بأن الأمر كان مزحة هو أن صديقتها بالتأكيد لن تختار بدء حياة جديدة في بلد آخر مهما وصلت الأمور السيئة فيه إلى هذا الدرك؛ لأنها لن تكون سيئة للأبد، وتساءلت "أليس من واجبنا كأميركيين أن نحاول مقاومة ما في هذه الأيام من شر، والوقوف في وجهه، والقيام بكل ما في وسعنا لإعادة هذا البلد إلى أفضل أوقاته؟"
وتزداد الصورة قتامة عندما يقول بعض أصدقائها إن الأوان قد فات، وإنه حتى لو انتخب جو بايدن، فإن أميركا تحطمت.
ومع ذلك قالت الكاتبة إنها تقاوم هذا الأسلوب من التفكير لأسباب عدة منها أنها ترفض تسليم بلدها لأتباع ترامب، ولأن هذا الأمر يتعارض مع كل ما تؤمن به للسماح لهؤلاء "البائسين" بادعاء النصر، ومن ناحية أخرى فإن مغادرة الوطن خيار متاح فقط لأصحاب الامتياز الذين لديهم المال للذهاب لمكان آخر وبدء حياة جديدة، وأخيرا أنى لمن أحب بلاده في أفضل أيامها أن يحب غيرها؟
وأعربت عن صدمتها بأن جيلا من الأميركيين يتساءل الآن بصوت عال إذا كان الوقت قد حان للخروج من هذا الجحيم؟
وقالت إن هذا هو ما أوصلنا إليه دونالد ترامب، وضع جعلنا نتساءل عما إذا كانت بلادنا قد انتهت، ووقت نفضل أن نبدأ به من جديد حياة في مكان آخر بدلا من الاستمرار في العيش بهذه الطريقة.
وختمت بويلان مقالها بأنه لا ينبغي للأميركيين التخلي عن بلدهم، ويجب أن يتحلوا بالشجاعة لجعله أفضل ولمحاربة العنصرية والظلم في عقر دارهم.
وكان شعارها أصلا هو حب أميركا أو غيرها حتى تحب يوما ما ما أصبحت عليه في النهاية؛ لكنها الآن بعد 4 سنوات من حكم ترامب قد يكون لديها شعار مختلف.