• اخر تحديث : 2024-07-04 03:36
news-details
مقالات مترجمة

"التلغراف": الليبرالية صنعت العالم الغربي لكنها الآن تدمره


نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية مقالا للكاتب نيكي تيموثي تحت عنوان "الليبرالية صنعت العالم الغربي، لكنها الآن تدمره"، يقول إن "السعي وراء الصالح العام ليس له مكان كبير في الليبرالية، لأنها معنية أساسا بالحريات الفردية المتزايدة".

وينطلق الكاتب من حرق كاتدرائية مدينة نانت الفرنسية ليقول إن "الكنائس والكاتدرائيات تمثل الإيمان الديني. إنها تمثل التراث الأوروبي المسيحي أيضا. هي جزء من هوياتنا الثقافية والوطنية".

ويضيف أن "الكنيسة هي مؤسسة واحدة فقط، والمسيحية مجرد معتقد تقليدي، شجعنا على مدى أجيال على التفاهم مع بعضنا البعض، وتقديم التضحيات من أجل بعضنا البعض، باسم المجتمع. لقد علمونا أن نسعى ليس فقط لمنفعتنا المادية بل للصالح العام".

لكن الكاتب يشير في الوقت عينه إلى أن "الدول الغربية اليوم ليست بالكاد مجتمعات متماسكة"، ويضرب مثلا ببريطانيا حيث تعد ثروة أغنى 10 في المئة من العائلات أعلى بخمس مرات من ثروة نصف جميع الأسر الدنيا مجتمعة، على حد قوله.

ويضيف علاوة على ما سبق فإنه مع فرص حياة الأطفال التي يحددها ثراء والديهم أكثر من الموهبة، يواجه الحراك الاجتماعي أزمة، ومع تشويه صورة الطبقة العاملة واحتقارها من قبل الكثيرين، فإن التضامن الاجتماعي في أزمة أيضا.

ويوضح الكاتب فكرته قائلا إن هناك "تأثيرا خبيثا لليبرالية الثقافية وسياسة الهوية المتشددة".

ويضرب مثلا بـأنه "في حين أن الأقوياء ينخرطون في نقاشات خاصة حول المساواة، مثل عدد النساء في المجالس، فإنهم لا يأبهون كثيرا بتوافر رعاية الأطفال والقدرة على تحمل تكاليفها للآباء ذوي الدخل المنخفض".

ويرى الكاتب أن "السعي لتحقيق الصالح العام ليس له مكان كبير في الليبرالية لأنها معنية بشكل أساسي بتعظيم الحرية الفردية. يميل الليبراليون دائما إلى التقليل من شأن كيف يمكن لحرية الأغنياء والأقوياء أن تقوض حرية الفقراء والضعفاء. ولكن الآن أصبح هذا الواقع صارخا ومنتشرا، وفي نظر الكثيرين، لا مناص منه".

ويقول "تهاجم الليبرالية المؤسسات والتقاليد التي تجمعنا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها تعتبرها عوائق في السعي إلى الحرية. لكن هذا التدمير هو أيضا بسبب العلاقة الإشكالية الليبرالية مع فكرة التقدم الحتمي".

وينتهي الكاتب بقضية كاتدرائية نانت أيضا، ويقول "رأينا يوم السبت النيران تتصاعد من مكان عبادة، ولكن بدون رغبة أكبر في السعي وراء الصالح العام، ستكون أكثر من كاتدرائية تستسلم للنار. إن الأساس ذاته للحضارة الغربية سيكون في خطر شديد".