قدم المسؤول الأمني السابق، والباحث الاسرائيلي في موضوع النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، دورون متسا، 10 وصايا لاتفاقيات التطبيع الجديدة التي يجري الإعلان عنها بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا في إحداها، أن القضية الفلسطينية قطعت تماما عن بعدها العربي.
الوصية الأولى
- اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، تعبر عن ثورة عظيمة تمر بالشرق الأوسط".
- لقد انتهت الأزمنة التي كانت تعرف فيها المنطقة عبر اتفاقية سايكس بيكو، وأصبحت صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي المباراة الوحيدة في المدينة، وتعبر عن مفهوم سياسي ذي صلة ينسجم مع التطورات التي مرت على الشرق الأوسط في العقود الأخيرة.
الوصية الثانية
- السياسة الشرق أوسطية لم تعد تقوم على أساس فكر مثالي يستند لفكرة القومية والسعي لخلق إطار مشترك للعرب، بل لفكر نفعي ووظيفي يخاطب التحول السياسي الكبير الذي حصل في المنطقة في شتاء 2010 (الربيع العربي)، وأعاد المنطقة لعصر ما قبل القومية.
الوصية الثالثة
- الاستقرار يكون أهم بكثير من القيم والهوية، والاقتصاد هو السوط والحافز في نفس الوقت، وهما الكابح الأساس في وجه تضعضع المنظومة وانهيارها، وهذا هو السبب الذي يجعل لتل أبيب في هذا الوضع، ميزة كبرى في النظام الشرق أوسطي الجديد، كونها توفر مزايا واضحة لدول المنطقة الغنية التي ترى في النموذج الاقتصادي شرطا ضروريا لحفظ مصالحها في وجه المحافل التي تسعى لضعضعة الاستقرار القائم، مثل إيران.
الوصية الرابعة
- التطبيع مع أبوظبي والمنامة، يشهد على أنه ليس التغيير في طبيعة السياسة الإقليمية فقط بل وأيضا على التحول الذي طرأ على مكانة إسرائيل التي جعلتها إنجازاتها المختلفة قوة عظمى إقليمية بكل معنى الكلمة، وتوجد لها خطوات هامة في السياسة الإقليمية.
الوصية الخامسة
- اتفاقيات السلام تشحن منظومة العلاقات الإسرائيلية مع العالم العربي بمضمون جديد (اقتصادي، تكنولوجي) يختلف تماما عما كان يميز علاقات إسرائيل مع دول السلام القديمة، مثل مصر والأردن، وتخلق فرصة هائلة لإضافة بعد آخر للعلاقات، سيساهم أكثر فأكثر في الاستقرار الإقليمي.
الوصية السادسة
- في الشرق الأوسط نشأت حالة من إعادة الاستقطاب بين محورين؛ محور واحد هو معسكر المقاومة (إيران، حزب الله، حماس) مقابل المعسكر المحافظ (إسرائيل ودول الخليج) ومن جهة أخرى المجال الجغرافي السياسي الغني والمزدهر لجنوب شرق المنطقة، ومقابله المجال الفقير والمظلوم لشمال – شرق المنطقة.
- المنافسة بين المجالين لا تدور فقط حول سياسة المقاومة مقابل سياسة المحافظة، بل حول نموذج الوهن مقابل نموذج الازدهار"، بحسب زعمه.
الوصية السابعة
- الشرق الأوسط بعد الاتفاقيات هو منطقة مع تواجد أمريكي أقل، أو على الأقل مع نموذج مختلف من التواجد الجغرافي الاستراتيجي، الذي وجد تعبيرا اقتصاديا في شكل بيع سلاح متطور لدول الخليج على حساب التواجد الأمريكي المباشر، الذي تحل محله إسرائيل بقدر ما.
الوصية الثامنة
- السقف الزجاجي الفلسطيني الذي كان قائما منذ عقود عديدة تحطم تماما، وقطعت المسألة الفلسطينية تماما عن المسألة العربية.
الوصية التاسعة
- لتحطم السقف الزجاجي معنى سياسي، وسياسي إسرائيلي داخلي؛ فالفكر اليساري الكلاسيكي حول الصلة بين حل المسألة الفلسطينية وبين التطبيع مع العالم العربي انهار تماما، بعد أن انهارت قبل ذلك فكرة الدولتين.
الوصية العاشرة
- الساحة الفلسطينية فاتها القطار مرة أخرى، وهذا مسمار آخر في نعش أماني الفلسطينيين، وتصل هذه الساحة لمرحلة يتعين فيها إلى أن تتخذ قرارات هامة بشأن مستقبلها، ويبدو أن انهيار السند العربي يوشك على أن يتقاطع مع التهديد السياسي الذي سيأتي في أعقاب آخر جيل زعماء منظمة التحرير الفلسطينية؛ محمود عباس.