• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
ندوات وحلقات نقاش

حلقة نقاش: "العراق ومعركة الخلاص من الاحتلال والهيمنة السياسية الأميركية"..


أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:

الزمان

الثلاثاء (25 / 10 /2022)

المكان

برنامج تطبيق zoom

مدة اللقاء

من الساعة العاشرة والنصف لغاية الثانية عشرة

 

المشاركون

1

د. محسن صالح

2

عضو الرابطة د. حسن سلمان

3

عضو الرابطة د. هيثم الخزعلي

4

عضو الرابطة د. عباس الموسوي

 

ثانيًا: مجريات اللقاء:

مقدمة

منذ غزت القوات الأميركية الأراضي العراقية، والشعب العراقي يعاني شتى أنواع النزاعات والتشرذم والفساد ...والتجزئة؛ وقد مارست الولايات المتحدة وجربت كل فنون الفتن والقتل والسرقة والتدخل في الحياة السياسية والإدارية والمالية من خلال وجود قواتها المهيمنة على كل مفاصل المجتمع العراقي ...

وأخيرًا، وبعد معاناة مجتمعية وسياسية داخلية وصلت حدود الحرب الأهلية!! تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واختيار وتكليف رئيس جديد للحكومة؛ فماذا يحصل في بلاد الرافدين؟، وهل نحن أمام مرحلة استقرار وسلام داخليين؟، أم هدنة مؤقتة نتيجة انشغالات أميركا في الحرب التي تشنها على روسيا من خلال اوكرانيا؟، وهل إن الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها قادرة على ضبط المعادلات الداخلية، وإدارة الدولة بشكل عادل ومستقر؟، وهل ستكون قادرة على وضع حد للفساد المالي والسياسي في الدولة وتنهي حال النهب وتعطيل عمل المؤسسات الخاضعة للمحاصصة السياسية والجهوية؟

هذه الأسئلة وغيرها تناولتها حلقة نقاش نظّمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين تحت عنوان: "العراق ومعركة الخلاص من الاحتلال والهيمنة السياسية الأميركية".

ثالثًا: وقائع الجلسة:

بداية رحّب رئيس الرابطة د. محسن صالح بالمشاركين، ثم مهّد لموضوع النقاش بالإشارة إلى أن الشأن العراقي يبدو في حالة انتظار من اجل ولادة ما لحكومة ما خاصة بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس للحكومة. وقال: العراقيون والمجتمع العربي والإسلامي ينتظر ان يخرج العراق من هذه المحنة التي مر بها خلال فترة لا تقل عن 20 عاما في ظل وجود الاحتلال الاميركي، اما ما فعله "صدام" فيحتاج الى كتب ومجلدات ومؤتمرات وندوات كيف عبث في النفس العراقية والهوية العراقية وقوى التحرر العراقي والادب العراقي والثقافة العراقية حتى في الدين، وهذا يتطلب الكثير من العمل والجهد من اجل ابرازه في هذا التاريخ.

وما يحصل في العراق الآن  يفهم على أنه محاولة للإبقاء تحت الهيمنة الأميركية أو هيمنة بعض الدول العربية التي تريد التحكم بالعالم العربي والعالم الإسلامي، ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا.

نحن في مرحلة جديدة وننتظر ما سيحصل في العراق، وكيف انتخب رئيس للجمهورية وكلف رئيس حكومة جديد يريده الإطار التنسيقي، وهناك قوى داخلية تضع عراقيل امام أي تطور باتجاه عراق موحد قوي وقادر وينسجم مع محيطه في التحرر والاستقلال والسيادة وفي التنمية.

ما أراده الأميركي من غزوه العراق هو تحطيم الدولة العراقية والنفس العراقية؛ وهذا استمرار لما قام به "صدام"، ولكن بعد بروز قوى ومجموعات وأحزاب مثقفة وواعية وقادرة ولديها الهمة والقرار، فمن المفترض ان يبدأ التحرك نحو اعادة بناء الدولة ووحدة المجتمع من شماله الى جنوبه، فقد اَن أوان الدولة. والسؤال: هل الولايات المتحدة الأميركية تستطيع ان تفعل أكثر مما تفعله في وضع كالعراق ولبنان؟ خصوصًا ان قوة المقاومة في لبنان هي التي اخضعت الأميركي والصهيوني. 

الواضح أن الدول العربية لا تستطيع اللحاق بالتحولات والتغييرات التي تحصل على الصعيد العالمي في الأقطاب العالمية، وربما لم تتحول القضايا الأيديولوجية السياسية للان الى سلوك حتى تكون قادرة على اللحاق بالركب العالمي والخروج من الأحادية القطبية الى تعدد الأقطاب.  

مداخلة د. حسن سلمان

بدوره بدأ د. حسن سلمان مداخلته بالإشارة إلى أن العراق يمر بمرحلة صعبة وحساسة كالمراحل السابقة وليست جديدة وهي امتداد للمراحل الصعبة السابقة. وقال: العراق يمر في مرحلة امتحان وان شاء لله لا تدخل بعض الجهات الحمقى التي مارست بعض الأمور في الأيام الماضية من اعمال لا يمكن الا ان توصف بأنها اعمال لتخريب العراق وتخريب المنجزات التي حصل الشعب العراقي على جزء منها في حريته والعملية الديمقراطية. فقد أصبح هناك رئيس جمهورية في العراق ورئيس مكلف وأتمنى ان تتكلل جهود الرئيس المكلف بالنجاح وتركه على انجاز حكومة خدماتية وبناء ومحاربة فساد ولها مواصفات خدمة الشعب العراقي او ما اصطلح عليه حكومة خدمة وطنية.

رئيس الحكومة المكلف نواياه طيبة ولديه من المؤهلات ما يستطيع ان يقوم بهذه المهمة، ولكن هل القوى السياسية التي قسم منها شاركت في تسميته وقسم لم تشارك تسمح له بأن يتمم هذه العملية بنجاح، اعتقد انه ستظهر بعض العراقيل.  ونحن الان دخلنا على الخط الداخلي للدائرة وستكون هنالك حكومة وبرنامجها اتفق عليه وكتب بحسب ما ورد، وانشالله تحصل وتنال الثقة ويبدو انهم اتفقوا على ان تكون حكومة الى جانب التحضير للانتخابات من خلال القانون والهيئة المشرفة على الانتخابات.

هناك حقول غاز غنية جدا في غرب العراق وهي حقول عكاز وهي حقول مشتركة مع سوريا، ويبدو ان الأمريكان فعلوا ما فعلوه بسوريا وهذا باعتراف وزير الخارجية القطري عندما قال أرادوا طريق للغاز والنفط الخليجي ان يمر من خلال العراق، سوريا، تركيا، الى اوروبا وبالتالي الازمة الأوكرانية منذ العام 2011 قائمة، وحقول عكاز فيها ما يقارب احتياطي من 180 مليار متر مكعب من الغاز فقط حصة العراق، فاذاً الحرب هي حرب الطاقة والعراق جزء من هذه المنطقة التي تكتنز هذه الثروات بالطاقة. لكن المشكلة ليست مرتبطة بموضوع الطاقة فقط؛ انما لها علاقة بموضوع موقع العراق الاستراتيجي والجيو - سياسي في الصراع ما بين المحاور، ولا شك ان الجمهورية الإسلامية والمقاومة في لبنان هم في واجهة هذا الصراع ضد المشروع الأميركي – الإسرائيلي، ومن هنا العراق واقع بين بين.

العراق بتلوينته الكردية السنية الشيعية التركمانية غير قادر على وضوح القرار بأن يكون مع محور المقاومة، وانما في جزء من قواه الحية هم في هذا المحور ضد المشروع الأميركي – الإسرائيلي. وبالتالي فالقرار السياسي العراقي معرقل من الادارة الأميركية والبريطانية وبعض القيادات السياسية العراقية حاولت وعلى سبيل المثال السيد عادل عبد المهدي عندما حاول الاتجاه باتجاه الصين، اسقطت حكومته.

اعتقد ان هذه الحكومة ستمر لان هناك اتفاق بين معظم القوى السياسية لتقاطع مصالح مختلفة ان تمرر هذه الحكومة، ولكن هل هذه الحكومة ستخرج "الزير من البئر"، لا اعتقد هذا الامر وانما أتمنى ان تضع الأمور على السكة الصحيحة، والسيد محمد شجاع السوداني رجل صادق وخلفه بعض القوى السياسية أيضا صادقة في ان تقف وتدفعه الى ما يمكن ان يضع العراق على السكة الصحيحة لان اغلب الحكومات التي جاءت وبمشاركات مختلفة لم توفق لعدة أسباب.

العراق لم يوفق في بناء دولته والشعب العراقي يعاني من كثير من الأمور، وطبعا هنالك تأثيرات إقليمية والسعودية سعيدة جدًا بأن ان تكون هناك فتن في داخل العراق حتى تبقى هي من الدول الإقليمية الأولى المسيطرة على الساحة العربية. لكن السعودية هي أصغر من ان تعارض الولايات المتحدة الأميركية وحتى أوروبا، وهي قائمة على الدعم الأميركي. واميركا ليست حليفة صادقة حتى لأوروبا.

مداخلة د. عباس الموسوي

أما د. عباس الموسوي فقد جاء في مداخلته:  لا يخفى على أحد العراق وكموقع إذا قربنا الصورة هو مشابه لأوكرانيا التي هي رأس المشروع لضرب روسيا والمحور ما بعدها، والعراق هو صمام الأمان والبوابة الحديدية التي من خلالها تدخل المشاريع الى العراق والمنطقة، فجزء كبير من الازمة الحالية في العراق هي ازمة إقليمية أكثر منها داخلية عراقية، فنحن نعلم كيف تدخل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع محمد الحلبوسي وخميس الخنجر واعد لهم التحالف الذي الى الان هو جزء معرقل في العملية السياسية، ولا يخفى على أحد كيف أسست تركيا القائمة العراقية في 2014 وهذا ما اعترفت به القيادات التركية، ولا يخفى على احد الدور الإسرائيلي والدور الأميركي والدور الفرنسي في دعم الاكراد في شمال العراق، وهذه من الثوابت ان هنالك تدخل أميركي واقليمي في العراق وعرقلة له، لان أي مشروع عراقي حقيقي لا يرضى ان تكون كما يكون العراق ممر لضرب سوريا وممر لنقل الجنود الاميركيين.

العراق موقع استراتيجي لذلك كان التدخل واضح، ولكن الأميركيين الان ليسوا في موقع قوة، ونحن اليوم داخل الحرب العالمية الثالثة والعالم انشطر الى نصفين، ولذلك انشغال اميركا في الحرب العالمية وبداية التململ الغربي والأزمات الغربية والوضع الغربي في العودة خطوة الى الوراء هذا يزيد من ضعف الادارة الأميركية وسيزيد من إصرار الإدارة الأميركية على ان تبقى في العراق، لان إذا لم تحقق اميركا انجاز في أوكرانيا تريد ان تحقق انجاز في العراق وفي سوريا من اجل ان يكون لها أوراق للانتخابات الأميركية، فالمرحلة حقيقة صعبة.

الوضع في العراق من حيث الشكل والحكومة، ستقدم الحكومة نهاية الاسبوع القادم وستحصل على الثقة من البرلمان وتنطلق، ونحن بحاجة الى دعم هذه الحكومة.

جزء أساسي من تراجع السيد مقتدى الصدر هو وصول مسعود البرزاني الى قناعة انه لا يمكن تشكيل حكومة بإقصاء الإطار التنسيقي، وهذا الضغط مسعود برازاني الذي وصل الى الصدر من خلال رسائل إقليمية في المنطقة، كان اتصال بين مسعود البرزاني والسيد مقتدى الصدر قبل ان يخرج الصدر الى العلن ويعلن انسحاب الكتلة الصدرية، ولكن مع كل الأسف فالسيد مقتدى أراد ان يحمل الجانب الاخر الشيعي المسؤولية.

مداخلة د. هيثم الخزعلي

بداية أكد د. هيثم الخزعلي أن ستشكل الحكومة وسوف تنطلق هذا الأسبوع، وقال: موضوع تعديل القانون الانتخابي والهيئة المشرفة على الانتخابات امر ضروري، لان كل ما مر به العراق كان بسبب قانون الانتخابات الذي صمم بطريقة تساعد على صعود أطراف معينة وربما تكون قريبة من المحور الأميركي، وأيضا اللجنة المشرفة على الانتخابات لا بد من تغييرها.

عند حدوث ازمة مصادر الطاقة بسب الازمة الأوكرانية بحث الأميركي عن بدائل للغاز الروسي وكان هناك طريقان، الأول عن طريق الكيان الصهيوني باتجاه مصر او قبرص، والثاني من شمال العراق باتجاه تركيا الى أوروبا، وكان الغاز يتواجد في السليمانية وهي تحت سيطرة الاتحاد الكردستاني الذي يعتبره الامريكان مقرب من إيران ولذلك ابعد عن نتائج الانتخابات حاله حال الإطار التنسيقي، هذا السبب ووجود الغاز تحت سيطرة السليمانية جعل الأمريكان يحاولون النزول عن الشجرة ويضغطون على حلفائهم بتغيير البوصلة وتراجع خطاب السيد برزاني لان طالباني كان مستعد لتقسيم الإقليم الى اقليمين على ان يسلم الإقليم ورئاسته ورئاسة الحكومة وثروات الإقليم بيد السيد مسعود برزاني وهذا يعني نهاية الاتحاد، لذلك اضطر السيد برزاني على التراجع وهذا ما استشعره السيد مقتدى الصدر والذي جعله ينسحب من البرلمان.

بالنسبة الى الوضع الإقليمي، الولايات المتحدة اضطرت ان تضغط على الكيان الصهيوني ليوافق على اتفاق لبنان في موضوع ترسيم الحدود البحرية، فهي تريد ان تحل مشاكل أوروبا بشكل سريع، وضغطت على حلفائها في العراق وحتى عندما حدثت الفتنة الأخيرة كان بيان السفارة الأميركية بأنه لا نشجع على العنف ونريد ان تتم الأمور بسلاسة، وهذا خلاف الموقف الأميركي الذي كان يحرض على الفتنة والثورات الملونة، وحتى في ذكرى تشرين هذا العام خرج العشرات ولم يكن هناك تمويل ولا دعم دولي.  لقد كان من مصلحة الاميركي ان يكون الوضع هادئا في العراق ولكن هذا الهدوء لحين اكمال معركته في أوكرانيا وأوروبا والتي لا اعتقد انها ستنتهي بوقت قريب ولا بشكل سلمي.

الموقف الإقليمي يتبع للموقف الأميركي ونتيجة الاتفاقات والامتيازات السيد الكاظمي لبعض دول الإقليم مثل الاردن مصر والسعودية والامارات. واليوم هناك توتر بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن تجلى بأكثر من صورة، وهناك توتر أيضا يجعل السعودية حاليا بعيدة بالمواقف خلال فترة بايدن عن الولايات المتحدة.

الموقف الإقليمي لا يسمح بتوتر الوضع لان أي رد فعل سلبي في العراق قد يجابه بداخل الدول التي تدعم الفتنة توتر الوضع في العراق، ولا من مصلحة لأميركا ولا أوروبا ان يكون هناك أي عرقلة في مناطق مصادر الطاقة وأسواق الطاقة وممرات الطاقة، ولذلك اعتقد ان السيد السوداني يمتلك فرصة، ولكن الامر يجب ان يدار بحرفية وبشكل متوازن.

في موضوع تفعيل اتفاقية الصين او بناء ميناء الفاو او بناء محطات الكهرباء، عندما ذهب السيد عادل عبد المهدي للتعاقد مع شركة " Siemens" هو لم يعطي أي امتياز للولايات المتحدة، في مصر ذهبت للتفاوض مع الفيدرالي الأميركي واقنعته بأن" Siemens" سوف تأخذ قرض من الفيدرالي الأميركي لبناء المحطات وان كل المواد والكابلات سوف تستورد من شركة "General electric"، وبالتالي شعرت الولايات المتحدة بوجود ربح لها، اما في العراق لم يحدث هذا الشيء وهذا يدل على وجود ضعف في الفريق المفاوض، فلا بد أن ندرك بأن الاقتصاد الأميركي لا يسمح بدولة في الاقتصاد الأوروبي خصوصا المانيا التي لم تكن جزء من غزو العراق.

في موضوع الدخول الصيني الى العراق، فإذا أردنا ان نشغل ميناء الفاو او نبنيه بشركات صينية لا بد ان تكون الشركات المشغلة أميركية وأوروبية، فلا بد ان تلتقي مصالح الدول مع مصالح العراق كي نستطيع السير بالعجلة شيئاً فشيئاً. لا بد من ان تكون لدينا اهداف سياسية واقتصادية وأتمنى ان يوازن السيد السوداني بين هذه الأمور لكي يستطيع ان يعبر بهذه المرحلة ويستغل انشغالات الولايات المتحدة.