أثارت الضربة الصاروخية التي طالت بولندا يوم الثلاثاء مخاوف لدى وسائل الإعلام الغربية والمحللين الغربيين من تصعيد العدوان الروسي وتوسيع رقعة الحرب، لكن تلك المخاوف سرعان ما تراجعت مع تراجع احتمال أن يكون مصدر تلك الضربة هو روسيا، فهل فعلا ابتعد شبح حرب أوسع؟
هذا ما استبعده العقيد السابق في الجيش البريطاني ريتشارد كيمب في مقال رأي بصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تحت عنوان "نحن بالفعل أقرب إلى حرب عالمية ثالثة مما يقبل الكثيرون الاعتراف به".
وقال الكاتب إن تلك الضربة الصاروخية سرعان ما اتضح أنها كانت حدثا عرضيًا، لكن على حلف شمال الأطلسي -وفقا له- أن يدرك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يقوم بخطوة غير عقلانية دون سابق إنذار.
وأبرز أن روسيا وسعت بالفعل هذه الحرب، التي ركزت في البداية على الأهداف العسكرية، وذلك من خلال شن ضربات مكثفة على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
وحذر الكاتب، وهو قائد سابق للقوات البريطانية بأفغانستان، من أن الوضع هش بشكل متزايد، مبينا أنه "على الرغم من النكسات الروسية، فإن هذا ليس وقت التراخي".
وهنا تساءل: مع تعرض بوتين لضغوط هائلة وازدياد يأسه من استعادة زمام المبادرة، متى سيقرر مهاجمة إمدادات أسلحة الناتو التي تدخل أوكرانيا عبر بولندا وهل يهاجم طائرات الاستطلاع التابعة لحلف الناتو أم تراه يشن هجمات إلكترونية ضد قدرات الناتو العسكرية المشاركة الموجهة لدعم أوكرانيا؟
وعلق على ذلك قائلا إن العقل الغربي سيعتقد أن من غير المنطقي أن تصطدم روسيا عمدًا بالناتو الآن، لكن الكاتب لفت إلى أن التجربة أظهرت أن بوتين "لا يفكر كما نفكر نحن" وعلينا إذن ألا نخفض سقف ما يمكنه أن يقوم به من تحركات غير عقلانية.
وإذا أردنا تجنب الانجرار إلى القتال، فعلينا، وفقا للكاتب "ردع روسيا، وهذا يعني اتخاذ إجراءات ضد كل عمل عدواني -متعمد أو غير متعمد- يؤدي إلى الموت والدمار في أراضي دول الناتو".
وفسر الكاتب الردع على أنه يزاوج بين التصميم السياسي والقوة العسكرية، وأنه لا بد من اتخاذه نهجا مع بوتين سواء زادت ثقته في قوته أم أصبح ظهره إلى الجدار، وفقا للكاتب.