هبط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة الأميركية واشنطن، على متن طائرة عسكرية أميركية، للقاء نظيره جو بايدن، وإلقاء كلمة في قاعة الكونغرس، حيث دعا إلى "النصر المطلق" على روسيا.
تم بث خطاب زيلينسكي، على جميع شبكات الكابلات الرئيسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، كتدريب مكثف لنشر دعاية الحرب، التي ينوي البيت الأبيض تصعيدها ضد روسيا في أوكرانيا، وما دعوة زيلنسكي، إلى واشنطن، سوى محاولة من قبل إدارة بايدن لتكييف الرأي العام الأميركي مع التصعيد المذكور.
ألقى زيلينسكي، خطاباً بالوكالة عن حرب بالوكالة. كان الهدف من الخطاب هو جذب قلوب الجمهور الأميركي، في مقاطع كتبها بلا شك، كاتب خطابات في واشنطن، مختص في التحريض العنصري ضد الشعب الروسي، مستخدما عبارات لم يسمع مثلها في أميركا، حتى خلال زمن الحرب الباردة.
وفي مؤتمر صحفي مع بايدن، وصف زيلينسكي الشعب الروسي بأنه "غير إنساني، وأن روسيا دولة إرهابية".
لم تغب عن حفلة "البروباغندا" الحربية للبيت الأبيض، الهتافات المفرطة بالتطرف من قبل الديمقراطيين، والجمهوريين، على حد سواء، وتم استدعاء خطاب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في عام ،1941 أمام الكونجرس، في ترميز يريد أن يظهرالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كأدولف هتلر، وزيلينسكي، يلعب دورتشرشل.
رغم كل العبارات الرنانة التي وجهها تشرشل إلى الكونغرس الأميركي، لم يحصل رئيس الوزراء البريطاني أبداً على مستوى الدعم غير المشروط الذي حصل عليه النظام الأوكراني تسليمه.
اجتهدت وسائل الإعلام الأميركية جنباً إلى جنب مع المؤسسة السياسية لصناعة هذا المشهد السخيف. جميع التعليقات الصحفية، لم يذكر حقيقة أن "النصر المطلق" على روسيا، لا يمكن تحقيقه، إلا من خلال حرب شاملة من قبل الولايات المتحدة ضد روسيا المسلحة نوويًا.
الغرض من زيارة زيلنسكي، هو تسويق حرب الولايات المتحدة وحلف "الناتو" ضد روسيا، على أنها عودة للحرب العالمية الثانية، "حرب جيدة" جديدة.
في وقت لم يسأل فيه أحد "البطل الديمقراطي"، زيلينسكي، الذي استخدم الوصف ذاته لهتلر لتبرير حرب الإبادة ضد شعوب الاتحاد السوفيتي.
ولم يسأل أي شخص لماذا صدح أعضاء الكونغرس بشعارات المنظمات الأوكرانية المتطرفة والتي كانت متحالفة مع المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
كان خطاب زيلينسكي، أيضاً جزءاً من حملة لتبرير ضخ ضخم للأسلحة بقيمة 45 مليار دولار إلى أوكرانيا، والذي ينتظر حالياً الموافقة النهائية من قبل مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، الأميركيين.
تعهد بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا "طالما أن الأمر يتطلب ذلك".
وحققت رحلة زيلينكسي، إعلاناً عن أن إدارة الببيت الأبيض سترسل نظام صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، وهو أكثر الأسلحة تقدماً التي تم نشرها في الصراع حتى الآن، فالولايات المتحدة تتعمق أكثر فأكثر في الحرب بلا هوادة.
وفي خضم هذا الوابل الدعائي الذي استمر لمدة يوم واحد في واشنطن، اعترف بايدن أن حلفائه الأوروبيين، غير مرتاحين من الإجراءات التي تنفذها الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد غير منضبط للحرب، و إلى تبادل واسع النطاق للقصف النووي.
في العام الماضي فقط، أعلن بايدن أنه بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، فإنه ينهي "الحرب الأبدية"، لكن الإدارة تغرق الآن سكان أوروبا والولايات المتحدة والعالم بأسره في "حرب أبدية" جديدة، لها عواقب وخيمة.
ورداً على سؤال من أحد المراسلين عن سبب عدم قيام الولايات المتحدة، بتوفير جميع الأسلحة التي طلبها زيلينسكي، أجاب بايدن، "إن فكرة أننا سنعطي أوكرانيا مواد تختلف اختلافاً جوهرياً عما هو موجود بالفعل هناك، سيكون لها تداعيات واحتمال أن تفكك حلف الناتو".
وقال بايدن عن حلفاء الولايات المتحدة، "إنهم لا يتطلعون لخوض حرب مع روسيا. إنهم لا يبحثون عن حرب عالمية ثالثة".
إن التصعيد الهائل لتدخل الولايات المتحدة، في أوكرانيا، يفتح الباب أمام تطور سريع وغير متوقع للحرب، بالنظر إلى أن الكرملين أعلن أن قاذفات باتريوت الأميركية "هدف مشروع"، ماذا سيحدث إذا تم مهاجمة هذه الأسلحة على أراضي دولة تابعة لحلف شمال الأطلسي؟ أو ماذا سيحدث إذا قُتل، أثناء هجوم على شحنات أسلحة داخل أوكرانيا، مجموعة من الجنود الأميركيين الذين يشرفون على نشر الأسلحة؟
رداً على شحنات الأسلحة الأميركية الأخيرة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيادة مخططة بنسبة 50% في حجم الجيش الروسي، وأعلن عن نشر صواريخ نووية تفوق سرعة الصوت على السفن الحربية الروسية.