• اخر تحديث : 2024-04-19 13:59
news-details
إصدارات الأعضاء

هذا ما حمله بن زايد إلى دمشق


تركت زيارة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد الأخيرة في الأيام القليلة الفائتة إلى دمشق، ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد، كثيرًا من التساؤلات. كما بنيت على هذه الزيارة العديد من التحليلات السياسية والصحافية، وتحديدًا لجهة توقيتها، كونها جاءت بالتزامن مع إطلاق سيل من التصريحات التركية التي تدعو إلى إعادة تفعيل العلاقات الثنائية مع سورية، واحتمال تمهيدها إلى عقد لقاء قمةٍ سوريةٍ- تركيةٍ بين الرئيسين الأسد ورجب الطيب إردوغان، بحسب المواقف الأخيرة للجانب التركي، وحده من دون غيره.

وأشارت بعض هذه التحليلات المذكورة آنفًا، إلى أن رئيس الدبلوماسية الإماراتية أبدى للرئيس السوري، إستعداد بلاده لإستضافة اللقاء المرتقب بينه وبين نظيره التركي. كذلك فإن بعض التحليلات، رجّحت أن بن زايد حمل رسالةً خليجيةً إلى دمشق، على طريق إعادة تفعيل العلاقات السورية- الخليجية. غير أن التصريحات الرسمية السورية أكدت أن هذه الزيارة هي لتعزيز التعاون بين البلدين وتوسيع آفاقه، واستمرار التشاور والتنسيق مع سورية حول مختلف القضايا.

إذاً:إن هذه الزيارة، تأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين، بخاصةٍ في مجال التعاون الإقتصادي، بحسب التصريح الرسمي السوري. وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، تعتبر مصادر سياسية سورية أن هذه الزيارة، هي طبيعية، وهي ليست الأولى، وجاءت في إطار الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون بينهما. وتنفي هذه المصادر علمها بنقل أي رسائلٍ من أي جهةٍ إلى الجانب السوري.

يذكر أن الرئيس الأسد زار دولة الإمارات في آذار الفائت أيضًا. سبقها زيارة قام بها رئيس الدبلوماسية الإماراتية لدمشق في تشرين الثاني من العام 2021. وتشير المصادر عينها إلى أن الإمارات تمايزت بموقفها عن باقي الدول الخليجية، حيال الحرب الكونية على سورية، منذ إندلاعها في آذار من العام 2011. وهي أي (الإمارات)، مؤهلة كي تؤدي دور الوساطة لإعادة جمع الشمل العربي، كذلك لديها مروحة كبيرة من العلاقات الدولية، تختم المصادر.

في المقابل، ترى مصادر في المعارضة السورية أن هذه الزيارة عادية، وتأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الجانبين الإماراتي والسوري لا أكثر. وتشير إلى أن موقع الإمارات الجغرافي بين إيران والمملكة السعودية، دفعها ويدفعها إلى إتخاذ مواقف متوازنة، وسلوك دبلوماسيٍ حياديٍ إلى حدٍ ما من مختلف القضايا العالقة، والخلافات في المنطقة. كذلك تستبعد المصادر عينها، عقد اللقاء المرتقب بين الأسد وإردوغان في الإمارات، مرجحة إمكان عقده في روسيا، هذا في حال إنعقاده، تختم المصادر المعارضة.

وتعقيبًا على كل ما ورد آنفًا، وعن الصمت الأميركي، حيال الإنفتاح الدولي على دمشق، يعتبر خبير في العلاقات الدولية، أن الأميركي اليوم، هو في موقع المراقب، لذا فهو يترقب التطورات في المنطقة عمومًا، وفي سورية خصوصًا، ففي حال نجاح المبادرات تجاه سورية، عندها يدخل الأميركي على خطها، وقد يعرض عندها على دمشق وموسكو شروطه لإنطلاق قطار التسوية السورية، أو يتجه إلى إتخاذ مزيد من الإجراءات التصعيدية تجاه سورية، وتشديد الحصار على الشعب السوري. لذا فإن نجاح هذه المبادرات مرهون بخواتيمها.