• اخر تحديث : 2024-05-03 14:30

على مدار العقود الماضية استحوذت سنغافورة، التي وصفت إعلامياً بكونها سويسرا آسيا، على اهتمام دولي كبير؛ حيث قدمت نموذجاً تنموياً عالمياً حاولت الدول الأخرى تكراره والاستفادة منه. وبالرغم من التحديات العالمية التي تصاعدت خلال السنوات الأخيرة، فإن الاهتمام بنموذج سنغافورة لم يتراجع كثيراً، بل بالعكس  تزايد الاهتمام الدولي بسنغافورة وبشكل خاص على إثر جائحة كورونا والحرب الأوكرانية على روسيا، وما أحدثتاه من تداعيات إقليمية وعالمية على مستويات عدة؛ فعلى الجانب الاقتصادي تعتبر سنغافورة على نحو متزايد ملاذاً آمناً للاستثمارات ومركزاً مالياً وتكنولوجياً متطوراً؛ وذلك إلى الحد الذي دفع المستثمرين الصينيين، على سبيل المثال، إلى تسجيل نحو 500 شركة صينية في سنغافورة خلال عام 2022 وحده. فيما تهتم الدول الغربية بسنغافورة لاعتبارات سياسية واقتصادية عززت الحرب الأوكرانية وجائحة كورونا الاهتمام بها.

مؤشرات التقارب

شهدت الفترة الأخيرة عدداً من المؤشرات المعبرة عن الاهتمام الدولي بسنغافورة، منها:

1- الاهتمام الأمريكي بتطوير العلاقات مع سنغافورة: كان لافتاً أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، بدأت جولتها الآسيوية بصحبة وفد من الكونجرس، في أغسطس الماضي، من سنغافورة، وهي الجولة الهامة التي زارت فيها بيلوسي تايوان رغم التحذيرات الصينية، وهدفت إلى تأكيد التزامات الولايات المتحدة في منطقة الهندو-باسيفيك. واجتمعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي في سنغافورة مع رئيستها حليمة يعقوب، ورئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج، الذي دعا بيلوسي خلال اجتماعهما إلى إقامة علاقات مستقرة مع الصين. وفضلاً عن مناقشة القضايا الثنائية المشتركة بين الولايات المتحدة وسنغافورة، تناول الوفد الأمريكي مع المسؤولين السنغافوريين الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها قضية تايوان. وقبل هذه الزيارة زار رئيس الوزراء السنغافوري الولايات المتحدة في مارس 2022 لحضور القمة الخاصة التي عقدها بايدن مع قادة دول الآسيان.

وفي سياق متصل، أجرى وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن”، في شهر أكتوبر الماضي، اتصالاً هاتفياً بنظيره السنغافوري نج إنج هين لتبادل وجهات النظر حول البيئة الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك المخاوف المشتركة بشأن إمكانية تصعيد التوترات الإقليمية والحاجة إلى التواصل المفتوح. وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، أشار “أوستن” إلى أن “سنغافورة واحدة من أكثر شركاء الدفاع قيمة للولايات المتحدة في المنطقة”، كما جدد الطرفان التزامهما المتبادل بعلاقة الدفاع الثنائية بين الولايات المتحدة وسنغافورة.

2- لقاءات أوروبية-سنغافورية على مستوى القمة: شهد عام 2022 انعقاد لقاءات أوروبية-سنغافورية على مستوى القمة، على رأسها لقاءا رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج بالمستشار الألماني أولاف شولتز؛ حيث التقى الطرفان على هامش زيارة لونج إلى ألمانيا، وتم إطلاق غواصتين تابعتين لبحرية سنغافورة، في ديسمبر 2022، بعد شهر من لقائهما في سنغافورة في شهر نوفمبر من نفس العام خلال زيارة شولتز إلى سنغافورة بصحبة وزير الاقتصاد روبرت هابيك، لحضور مؤتمر للنشاط الاقتصادي الألماني في منطقة آسيا-الباسفيك انعقد في سنغافورة، لتقليص الاعتماد الاقتصادي الألماني على الصين وتعميق الشراكات مع دول آسيوية أخرى. كما توجه رئيس وزراء سنغافورة إلى بلجيكا في ديسمبر 2022 لحضور القمة التذكارية بين رابطة الآسيان والاتحاد الأوروبي، التي اعتبرها فرصة للجانبين لمناقشة سبل تعميق العلاقات المشتركة.

3- عقد الإمارات جولة افتراضية لمجتمع الأعمال والعلماء بسنغافورة: استضافت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، في مايو 2022، جولة افتراضية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات لمجتمع الأعمال والعلماء في سنغافورة التي استعرضت استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والفرص المتاحة للتعاون في مجال التصنيع المتقدم.

وهي الجولة التي اختتمت بجلسة رفيعة لتبادل الأفكار وربط الشركات السنغافورية الناشئة بالمسؤولين والخبراء والمستثمرين الإماراتيين، بما في ذلك كبار المديرين التنفيذيين من مجموعة تكنولوجيا الدفاع الإماراتية “إيدج”، و”أسباير” ذراع إدارة برامج التكنولوجيا لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهو ما يرتبط بالقدرات التكنولوجية والتقنية لسنغافورة وتطلُّع أبوظبي إلى تعزيز فرص التعاون المشترك مع سنغافورة في قطاعات الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والأمن الغذائي والمدن الذكية، في ظل النجاحات التي حققتها سنغافورة في المجالات الرقمية والتكنولوجية.

4- استمرار الترابط بين الصين وسنغافورة: تشكل العلاقات مع الصين محوراً مهماً بالنسبة لسياسة سنغافورة؛ لاعتبارات تاريخية وديموغرافية وكذلك اقتصادية. لقد تجلت أهمية سنغافورة بالنسبة للصين خلال عام 2022؛ حيث تشير التقديرات إلى اتجاه الكثير من الصينيين للقيام باستثمارات في الخارج وفي سنغافورة على وجه التحديد. وعلى سبيل المثال، شهدت شركة هينلي وشركاه Henley & Partners البريطانية لاستشارات الهجرة الاستثمارية، ارتفاعاً كبيراً في استشارات الهجرة من المواطنين الصينيين في عام 2022، التي ارتفعت بنسبة 83% بحلول نهاية نوفمبر مقارنةً بعام 2021 بأكمله. كما تم تسجيل نحو 500 شركة صينية في سنغافورة في العام الماضي.

5- عودة انعقاد “حوار شانجريلا” في ظل تزايد التوترات الأمنية: تمثل قمة أمن آسيا التي تنعقد سنوياً في سنغافورة المعروفة باسم “حوار شانجريلا” إحدى المنصات الحوارية المهمة حول القضايا الأمنية في العالم، وتساهم في تعزيز مكانة سنغافورة في آسيا وفي العالم، وهي المنصة التي تزداد أهميتها في ظل التوترات الأمنية العالمية.

وقد عاد “حوار شانجريلا” السنوي للانعقاد في الفترة من 10 إلى 12 يونيو 2022 للمرة الأولى منذ انتشار فيروس كوفيد–19. وزاد من أهمية تلك النسخة التاسعة عشرة من القمة أنها جاءت في سياق دولي معقد ومتوتر على وقع اندلاع الحرب الأوكرانية، وتصاعد التوترات في منطقة الهندو–باسيفيك، وتزايد المخاوف من انفجار الأزمة التايوانية. وعلى هامش القمة الأخيرة التقى وزيرا الدفاع الصيني والأمريكي للمرة الأولى منذ تولي الوزير الأمريكي مهام منصبه. وتمثل عودة انعقاد القمة فرصة لسنغافورة لجذب القيادات العسكرية للدول الآسيوية والكبرى، واحتضان النقاشات حول القضايا الأمنية في العالم وفي آسيا بشكل خاص.

جاذبية النموذج

ثمة عدد من الدوافع والعوامل الجيوسياسية يمكن من خلالها تفسير الاهتمام الدولي بسنغافورة، منها:

1- الاستفادة من التجربة التكنولوجية السنغافورية: تمتلك سنغافورة قدرات تكنولوجية كبيرة، وتمتلك خبرة في توظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي والروبوتات في العديد من القطاعات الاستراتيجية؛ الأمر الذي تزداد الحاجة إليه، وتحرص العديد من الدول على الاستفادة منه ونقل تلك الخبرة التكنولوجية إليها؛ فرغم الأوضاع الاقتصادية المضطربة والتحديات التي تواجه القطاع الصناعي في دول العالم، ينظر إلى القطاع الصناعي السنغافوري على أنه يمثل تجربة فعالة في الاستفادة من القدرات التكنولوجية لزيادة القدرات الصناعية؛ حيث تعتبر سنغافورة الدولة الثانية عالمياً من حيث استخدام الروبوتات في القطاع الصناعي بعد كوريا الجنوبية.

ونتيجة للنجاحات التقنية والتكنولوجية الكبيرة التي حققتها سنغافورة، في بيئة وسياسات اقتصادية داعمة للثورة الصناعية الرابعة؛ تدفع التجربة السنغافورية العديد من الدول إلى الاستفادة منها وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني وغيرها من المجالات التكنولوجية التي تستفيد منها مختلف القطاعات، وعلى رأسها القطاعات الاقتصادية والأمنية.

2- اعتبار سنغافورة مركزاً مالياً جاذباً للاستثمارات الأجنبية: عملت سنغافورة خلال السنوات الماضية على تعزيز وضعها مركزاً مالياً دولياً، وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية بالنسبة للمستثمرين المتعددي الجنسيات؛ وذلك عبر إدارة اقتصاد مفتوح يسمح للاستثمار الأجنبي المباشر والسلع الوسيطة بالتدفق، فضلاً عن تدفق الصادرات منها بسلاسة وبتكلفة منخفضة إلى السوق الآسيوية الكبيرة والمربحة، بالإضافة إلى حماية معايير الملكية الفكرية.

وقد نجحت تلك الجهود السنغافورية في صعود سنغافورة إلى المرتبة الثالثة في “مؤشر المراكز المالية العالمية” الصادر في سبتمبر 2022، خلف نيويورك ولندن، لتكون بذلك الأولى على المدن الآسيوية باعتبارها أفضل مركز مالي آسيوي، مع استضافة العديد من المؤتمرات والأحداث الاقتصادية.

ووفقاً لتقرير صادر عن HSBC Holdings Plc، في أغسطس 2022، فإن من المتوقع أن تتصدر سنغافورة قائمة المراكز المالية التي تضم أصحاب الثروات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحيث تحتضن أكبر حصة من أصحاب الملايين من بين السكان البالغين في آسيا بحلول عام 2030، بينما احتلت المرتبة الثانية في عام 2021.

3- تصاعد الاهتمام الغربي بدول الآسيان: يرتبط الاهتمام الأوروبي، والغربي بشكل عام، بسنغافورة في جانب منه بالاهتمام بدول الآسيان بشكل عام؛ حيث يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز علاقاته بدول الآسيان عبر تعزيز الاستثمارات الموجهة لتطوير الطاقة المتجددة ومجالات النقل والقطاع الرقمي والبنية التحتية، والمشروعات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية، وهي المساعي التي يُنظر إليها خاصة من الصين باعتبار أنها تأتي في سياق محاولات تحجيم الدور الصيني في المنطقة، ومواجهة وتقويض الاستثمارات الصينية في المنطقة، وعلى رأسها تلك الاستثمارات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.

4- الرغبة الأوروبية في تنويع سلاسل الإمداد: يرتبط الاهتمام الأوروبي بتعزيز استثماراته مع دول الآسيان، ومن بينها سنغافورة، بالسعي الأوروبي والغربي بشكل عام إلى تنويع سلاسل الإمداد بشكل أكبر على وقع صدمتي جائحة كورونا والحرب الأوكرانية، وما أحدثتاه من أزمات في سلاسل التوريد. وفيما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول الآسيان، فإنه يرتبط باتفاقية تجارة حرة مع سنغافورة بالفعل دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2019. وفيما انعقد مؤتمر للنشاط الاقتصادي الألماني في منطقة آسيا-الباسفيك بسنغافورة، في نوفمبر 2022 لتقليص الاعتماد الاقتصادي الألماني على الصين وتعميق الشراكات مع دول آسيوية أخرى من بينها سنغافورة، أشار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إلى أهمية توسيع نطاق التعاون بين ألمانيا وسنغافورة والاستفادة من القدرات الإنتاجية المتوافرة في البلدين لأشباه الموصلات.

5- الموقف السنغافوري غير الحاد من الصراعات الكبرى: رغم بعض المواقف السياسية التي تتخذها سنغافورة خلال الأزمات الكبرى، على نحو موقفها من الحرب الأوكرانية على روسيا، فإنه يمكن القول إن مواقف سنغافورة من الصراعات الكبرى هي مواقف شبه محايدة أو غير حادة؛ حيث تنتهج سنغافورة سياسة خارجية تدعم تسوية الصراعات وعدم تفاقمها في ظل الارتدادات السلبية لتلك الصراعات على الاقتصاد السنغافوري من جهة، وكونها مركزاً مالياً يضم سكاناً متعددي الأعراق والجنسيات من جهة أخرى. ويمنح هذا الموقف سنغافورة مكاسب متعددة؛ منها إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم، والبعد عن مخاطر تأثيرات الاستقطابات السياسية الحادة.

ولذلك حذر رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج، في أغسطس الماضي، من جهات فاعلة أجنبية وحملات تدخل وصفها بأنها تعمل على تغذية الانقسامات في البلاد، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، موضحاً أن سنغافورة ممن يبذلون جهوداً لتجنب الصراعات بين القوى الكبرى. ولذلك رفض حينها الحملات التي تستغل الحرب الأوكرانية لإثارة مشاعر قوية معادية للولايات المتحد أو لتشويه سمعة روسيا والصين وتسعى إلى التأثير والإقناع بالوقوف إلى جانب الغرب، معتبراً أنها حملات تهدف إلى إقناع السنغافوريين بالانحياز إلى أحد الجانبين.

6- المراهنة على دور سنغافورة في تهدئة التوترات الأمريكية الصينية: تحافظ سنغافورة على علاقات جيدة بالولايات المتحدة والصين. وبالنظر إلى موقعها في جنوب شرق آسيا وأهميتها الاستراتيجية وعلاقاتها بالولايات المتحدة والصين، فإنه يُنظر إلى سنغافورة على أنها إحدى الدول التي قد تلعب دوراً في تهدئة التوترات بين واشنطن وبكين، فضلاً عن أن الدولتين تحرصان على الحفاظ على علاقات جيدة بها. وبينما تدعم سنغافورة حضوراً قوياً للولايات المتحدة في القارة الآسيوية عبر السماح لها بالوصول إلى المنشآت العسكرية، فإنها أيضاً تعتبر الصين أكبر شريك تجاري.

وفي سبتمبر الماضي، حذر فيفيان بالاكريشنان وزير خارجية سنغافورة، من تعمق الانقسام بين الولايات المتحدة والصين، ومن خطر وقوع حادث مؤسف أو سوء تقدير حقيقي ومتزايد بين البلدين، ودعا إلى ضرورة استمرار الحوار والتواصل بين البلدين ومنع نذر الحرب؛ باعتبار أن العلاقات المستقرة بين الولايات المتحدة والصين أمر حيوي للسلام والازدهار الإقليمي والدولي.

7- حرص غربي على موقف سنغافوري مناوئ لموسكو: تحرص الولايات المتحدة والدول الغربية كذلك على ضمان استمرار موقف سنغافوري مناهض للحرب الروسية على أوكرانيا، في ظل امتناع عدد من الدول الآسيوية عن إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا بشكل واضح، أو الانضمام إلى العقوبات الغربية على موسكو، في حين أن سنغافورة أدانت على الفور التدخل الروسي في أوكرانيا، وأعلنت عن عقوبات على موسكو، مؤكدةً رفضها مهاجمة أي دولة لدولة أخرى مستقلة وذات سيادة. وتحرص الدول الأوروبية على استمرار موقف مناوئ لموسكو من قبل حكومة سنغافورة، بالنظر إلى أن سنغافورة بعدما أيدت قراراً للأمم المتحدة لإدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، في مارس 2022، فإنها عادت لتمتنع عن التصويت على قرار يعلق أهلية روسيا للمشاركة في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في أبريل 2022، مبررة موقفها ذلك بأن التصويت كان ينبغي أن ينتظر نتائج تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها في أوكرانيا.

ختاماً، يساهم موقف سنغافورة تجاه الصراعات الإقليمية والدولية، وعلاقاتها بالقوى الكبرى في آسيا والعالم، ومقاربتها غير الحادة تجاه تلك القوى في تفسير تزايد الاهتمام الدولي بسنغافورة عقب الحرب الأوكرانية، فضلاً عن اعتبار سنغافورة مركزاً مالياً جاذباً للاستثمارات والتعاون الاقتصادي، خاصة في مرحلة ما بعد كورونا والحرب الأوكرانية. وكذلك تطلع بعض الدول إلى تعزيز التعاون التقني والتكنولوجي مع سنغافورة والاستفادة من تلك القدرات لتعزيز النمو الاقتصادي والصناعي.