أولاً: توطئة واستهلال:
ليس الهدف من هذه الورقة عدّ أو إحصاء عوائل فلسطين أو عشائرها الكريمة، ولا ردّها إلى أصولها ومنابتها الأولى؛ فهذا أمرٌ خارج اختصاص الكاتب، وينوء بحمله كبار النسّابة؛ ففلسطين التاريخية تضم بين جنباتها عشرات العشائر والعوائل، ومئات البيوتات والحمائل.
فمدينة القدس مثلاً فيها عشرات العوائل الكبرى التي لا تبدأ بآل الحسيني ولا تنتهي بالنابلسي مروراً بالعلمي، ونابلس فيها من آل الخياط إلى آل أبو غزالة الكرام، وبئر السبع تضم بين جنباتها من العشائر ما يُرفع له العقال ويسند به الظهر؛ من الترابين إلى الحناجرة، وآل البرغوثي في رام الله قدموا – هم وغيرهم – من العوائل المحترمة فلذات أكبادهم، وعشائر طوباس لم يقصروا يوماً في إسناد المقاومة بالمال والرجال، والخليل فيها من العوائل ما يغطي سلاحها عين الشمس، من الجعابرة إلى الرجوب إلى آل أبو سنينة فدودين، وجنين قلعة المقاومة الصامدة وخزانها الذي لا ينضب تضم بين جنباتها آل جرار وعبد الهادي وزيدان والطوباسي وغيرهم من كرام العوائل والحمائل.
باقي مدننا في الضفة الغربية في الداخل المحتل فيها من العوائل ما يتعذر عده، ويصعب إحصاؤه على كاتب مثلي بضاعته في عالم الأنساب مزجاة، كلها عوائل وحمائل وعشائر يشد بهم الظهر ويرفع لهم العقال ويصدق فيهم بلا استثناء أنهم (عقال رأس ومحزم ظهر).
لماذا هذه المقدمة؟
إنها للتدليل وللفت نظر المقاومة الفلسطينية إلى أنها يجب أن تنظر – ولا أظنها غافلة عن ذلك – إلى هذه العوائل وتلك العشائر والحمائل على أنها قيمة مضافة إن حَسن العمل معها، وعرفنا كيف نتعاطى معها، فهي من أهم نقاط القوة التي يمكن أن تحوزها في مواجهة هذا المحتل الصائل.
وهنا لا بأس من الإشارة السريعة إلى أهمية هذا الأمر من خلال الاستدلال عليه مما جاء في قول ربنا سبحانه في سورة الزخرف الآية (31) “وَقَالُوا لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ” يقول تعالى شأنه: وقال هؤلاء المشركون بالله من قريش لما جاءهم القرآن من عند الله: هذا سحر، فإن كان حقاً فهلّا نزل على رجل عظيم من إحدى هاتين القريتين؛ مكة أو الطائف، والمقصود بالعظيم؛ عظيم العائلة، عظيم النسب، عظيم الذكر.
إذاً فمثار التشكيك كان في أن هذا القرآن -بزعمهم- لم ينزل على رجل ذو حسب ونسب وخلفه عشيرة أو قبيلة!
من هنا نبدأ لنقول أن هدف هذه الورقة تبيان دور العشائر والعوائل الفلسطينية في تقوية وتعظيم فعل المقاومة ورفدها بأسباب البقاء والحياة، في ظرف أقل ما يقال فيه أن قوى الأرض كلها قد تكالبت عليها -المقاومة- وعلى أهلها ومُسانديها، ورمتهم تلك القوى وترميهم عن قوس واحدة.
لذلك جاءت هذه الورقة لتوصّف هذا الدور وما يمكن أن تقوم به هذه العشائر والعوائل من أدوار مساندة للمقاومة. وكذا لتشرح المتطلبات التي يجب على قوى المقاومة توفيرها والحرص على تأمينها لتهيئ البيئة المناسبة لتؤدي هذه المكونات العشائرية والعائلية الكريمة دورها على أكمل وجه، ودون أن تكلّف فوق طاقتها أو تحمل أكثر مما تطيق.
ثانياً: الأدوار المتوقعة والممكن تأديتها:
كشف الغطاء عن العملاء والمتعاونين مع العدو:
إن عدونا الصائل الذي يفسد الدين والدينا، إنما يستقوي علينا بقدراته الذاتية، وما يمكن أن يجنده من قدرات مضافة، تضيف قوة إلى قوته، وبأساً إلى بأسه، وهو في سبيل هذا الأمر يلجأ ليكوّن معرفة مطابقة للواقع عن بيئة عمله، وساحة مناورته، وما يواجهه من تهديدات، لذلك يلجأ وبشتى الطرق والوسائل إلى تجنيد العملاء، وبث العيون بين أبناء شعبنا، يحصون عليهم أنفاسهم، وينقلون ما خفي من أمرهم إلى عدوهم، وهذه العيون وتلك المصادر إنما هي أبناء عوائل وحمائل وعشائر، فإن تم رفع الغطاء عنها من قبل عشائرهم ومن ينتمون له نسباً؛ فإن أمر التعامل معهم -العملاء- سوف يكون سهلاً ممكن الإجراء، كما أن كشف الغطاء عنهم سوف يثير عوائلهم وعشائرهم عليهم، فليس هناك من عائلة أو حمولة أو عشيرة يسرها أن يكون أحداً من ذويهم أو ممن ينتمي لها بالنسب، عميلاً عند عدوهم، يشارك في قتل بني جلدتهم وأقرباء نسبهم.
تأمين المتطلبات البشرية والمادية للمقاومة:
فهذه المقاومة تعيش بين ظهراني هذه العوائل، وهي حاضنتهم البشرية، منها يستمدون الدعم البشري قبل المادي، وبحسن إدارة العلاقة مع هذه المكونات المجتمعية، تتحول إلى خزان من القدرات لا ينضب، يرفد المقاومة بكل ما ينقصها، ويزودها بكل ما تحتاج له. كما أنها -العشائر- إن شاءت فإنها تحيل عمل المقاومة في جغرافيات تواجدها إلى أمر مستحيل، وضرباً من الخيال، لذلك فإن سهولة عمل، ويسر تأمين المتطلبات البشرية والمادية للمقاومة يتناسب تناسباً طردياً مع حُسن العلاقة بينها – المقاومة قيادة وأفراداً – مع هذه العوائل والحمائل ورؤوسها ومشايخها.
3. حماية ظهر المقاومة من أجهزة سلطة الحكم الذاتي أو العدو:
كما يمكن أن تشكل هذه العوائل الدرع الواقي الذي يحمي ظهر المقاومة من بطش عدوها، فعدونا -الأصيل قبل الوكيل- يعرف قيمة هذه العوائل، ويعرف أن التعدي على حماها وتجاوز خطوطها الحُمر سوف يثير البيئة عليه، ويحرمه من صلات وصل تسهل عمله، وتقلل من أكلاف فعله، فإن لجأ مقاوم إلى عائلة كبيرة أو عشيرة ممتدة؛ فإن طريقة تعامل العدو معه ستختلف عما لو كان لجوؤه إلى جهة أو شخص أو بيت من البيوتات الصغيرة -مع كل الاحترام للجميع-، إن هذا العدو يعرف معنى كسر الأعراف والتعدي على الخصوصيات العائلية، لذلك يمكن استثمار هذا الأمر -العرف العشائري والعائلي- في حماية ظهر المقاومة والمقاومين.
4. المشاركة الفعلية في المقاومة:
كما يمكن أن يتم تطوير العلاقة مع هذه العشائر والحمائل لتصبح شريكاً فعلياً في الجهد المقاوم أو ما يعرف اصطلاحاً بـ “المجهود العسكري” فتتحول جغرافيا تواجد هذه العوائل إلى نقاط ارتكاز للمقاومة؛ تنطلق منها ثم تنحاز لها، المهم في هذه المسألة هو معرفة قدرة هذه العوائل والمهام التي يمكن أن تنفذها، فلا تُكلَّف فوق طاقتها ولا تُحمّل فوق قدرتها.
5. إسناد عوائل الأسرى والشهداء والجرحى والمتضررين وتلبية احتياجاتهم:
وهذا أمرٌ في غاية الأهمية، ويشكل عبئاً مادياً ونفسياً على المقاومة -قيادة وأفراداً- فإن أُسند هذا الأمر إلى هذه العوائل والعشائر؛ فستخفف من حمل المسؤولية عن كاهل المقاومة، فتتفرغ لمقارعة عدوها والاشتباك معه، كما أن هذه المكونات المجتمعية وبما تحتكم له من أعراف وعادات، هي أقدر الجهات على التعامل مع أسر الشهداء وعوائل الأسرى، فهم بما يملكون من مكانة اجتماعية أقدر على جمع الأموال والمساعدات العينية والمادية من مصادرها، ومن ثم توزيعها على مستحقيها.
6. إعادة بناء وترميم ما هدمه الاحتلال:
وهذا دورٌ يشبه ما سبقه، ويأتي مكملاً له، فالعدو لا يفتأ يهدم المنازل، ويخرب الممتلكات، ومن أفضل من هذه العوائل والعشائر ليلجأ له -بعد الله سبحانه- لإعادة إعمار ما تهدم، وترميم ما تضرر، إننا في المقاومة إن خاطبنا عاطفة هذه المكونات (وعزفنا) على وتر العرف والعادة التي تقضي بإغاثة الملهوف، وسدّ عوز المحتاج، فسنجد الكثير ممن سيهبّون لنجدة المضطر، إن أعراف هذه العشائر تأبى عليهم أن يناموا وفيهم جائع، أو يتدفؤون وفيهم من يشكو البرد، المهم أن نعرف كيف نخاطب هذه الشرائح المجتمعية، وكيف نثير حميتها ونستنهض نخوتها.
7. إصلاح ذات بين المقاومين ولم شملهم:
فكما قيل في المثل (المصارين في البطن بتتكاتل) فما بالنا بتجمعات بشرية، وتنظيمات حزبية، تختلف في الرؤى، وتتعدد عندها الأولويات، وتتنافس على الإنجازات، أنّى لها أن لا تحتك ببعضها البعض إن عملت في نفس الأماكن والجغرافيات، لذلك، فإن دور هذه العوائل والحمائل مهم جداً في رأب ما تصدع من علاقة بين هذه المكونات الحزبية والتنظيمية، فهم -العوائل والعشائر- يشكلون القاسم المشترك بين العاملين، ونقطة التقاطع التي يتقاطعون عندها؛ إن لجلب وتجنيد الأنصار والكوادر، أو لتأمين المتطلبات المادية وأسباب الإدامة البشرية، لذلك فإن العشائر والعوائل أقدر الناس على لم الشمل، وإصلاح ذات البين، والأخذ على يد الظالم، وكف أذى المعتدي.
هذه بعض الأدوار الممكن تصور قيام عشائرنا وعوائلنا الكريمة في عموم فلسطين تجاه المقاومة، فتشد من عضدها، وتحمي ظهرها وتجبر كسرها، وحتى يتم هذا الأمر على أكمل وجه؛ لا بد من تهيئة الظروف الموضوعية، وتأمين متطلبات القيام بهذه الأدوات والمهام، والتي من أهمها:
الاعتراف بمكانة هذه العوائل والعشائر في النظام الاجتماعي المحلي:
يجب ابتداءً الاعتراف بمكانة هذه العوائل والعشائر الكريمة في نظامنا الاجتماعي والمجتمعي، فدون هذا الأمر لا يمكن تصور تعاون وتعاضد هذه المكونات مع المقاومة أو تلبية حاجاتها، وسد نقصها، والتذرع بأن شرائعنا السماوية وقوانيننا الإلهية لا تعترف بمثل هذه التقسيمات أو التمايزات ولا تقيم لها وزناً، لأن التفاضل إنما يكون بالتقوى -وهو صحيح- كون الأمر كذلك؛ لا يعطينا حقاً بتجاوز تلك المركبات المجتمعية، أو الحطّ من قدرها، هذا فضلاً عن القول أن لا صوت فوق صوت البندقية، ولا صلة أو وشيجة أو رابطة أو قرابة أعلى من الوشائج والعلائق الثورية، إن انتظار دعم هذه المكونات للمقاومة وأهلها يرتب عليهم -المقاومين- الاعتراف بها إبتداءً، والوقوف عند خاطرها انتهاءً.
اعتراف واحترام خصوصيات وأعراف هذه العوائل والعشائر:
فلكل عشيرة أو عائلة عرف وعادة، ولكل مكون منها طبائع وأخلاقيات، تعبر -الأعراف- عن الخطوط الحمراء لتلك المكونات الاجتماعية التي ترسمها حول حِماها، ولا يقبل الاقتراب منها، ويقف احترام وتقبل هذه الشرائح المجتمعية لغيرها من الخلائق والأجناس على مقدار احترام هذه الأخيرة لهم ولعاداتهم وأعرافهم وما شبوا وشابوا عليه.
3.مخاطبة هذه العوائل بالمستوى المناسب من الخطاب:
كما يجب أن تخاطب هذه الشرائح المجتمعية بالقدر المناسب من الاحترام والتقدير، وعبر المستويات المناسبة من المُخاطِبين، فلا يصح ولا يستقيم أن تخاطب هذه العشائر والحمائل عبر حداث السن، قليلي الخبرة والتجربة، أو عبر أشخاص (مغمورين)، بل يجب أن يخصص لهم من هو في مكانتهم ليتصل بهم، ويخاطبهم، ويدير العلاقة معهم، وليس أفضل من أن يكون المُخاطِب لهم من طينتهم وابن بيئتهم، يعرف عاداتهم وتقاليدهم، ويستن بسننهم، التي تكسر الحواجز والعوائق، وتذيب الجليد بين المقاومة وأبناء تلك الشرائح الاجتماعية.
4. إشراكهم في التفكير والتقدير واحترام رأيهم ومشورتهم:
وحتى تعطي هذه العوائل وتلك العشائر أفضل ما عندها؛ لابد من مشورتهم وسماع رأيهم، واحترام تقديرهم للأمور، وحتى تكون تلك المشورة في مكانها، وتؤدي دورها؛ يفترض أن تواكب هذه المكونات المجتمعية عمل المقاومة، وتسمع أخبارها وآراءها، وتعرف رؤاها، كما يجب أن تُمد هذه العوائل بالمعلومات والمعطيات أولاً بأول، وهنا يراعى للمقاومة حق الاحتفاظ بخصوصياتها وحجب ما تراه مناسباً من المعطيات لحفظ أمنها وأمن عملها، ولكن لا نظن أنها -المقاومة- تملك الحق في تغييب هذه المكونات عن المشهد، ثم تطلب منها العون والمدد عند الملمات، لأنه يصدق في حق هذه العشائر والعوائل والحمائل قول المثل الشعبي “اللي بشوفنا بعين، بنشوفه بالثنتين” وعليه من لا يراهم ولا يقدر دورهم؛ لن يروه ولن يتعاطوا معه، وسيتركونه يقلّع شوكه بيديه، بمعنى (ما حيشيلوه من أرضه)!
5. إصلاح ذات بينهم وتوظيف ما بينهم من تناقضات في خدمة ومواجهة التناقض الرئيسي لنا ولهم ألا وهو الاحتلال الصائل:
كما قلنا أن أحد أدوار هذه العوائل إصلاح ذات بين الفصائل الأحزاب، بما يملكون من سلطة وأعراف وسطوات؛ فإن دور هذه الفصائل أن تصلح بما تملك من سلطة عرفية، ومكانة فرضها واقع حال المقاومة ومكتسباتها، دور هذه الفصائل أن تصلح بين هذه العوائل والعشائر إن استدعت الحاجة، وأن توظف وتحوّل ما بينها من خلاف وتناقض، إلى طاقة تدفع بها في وجه المحتل، فيكفي مثلاً أن يسن عرفٌ بين هذه العشائر والعيل يقول: أن من دُميَ لعائلة ما، فإنه يُحقن دمه، ويعفو وليّ الدم عنه إنه هو جرح أو قتل من العدو بدل الذي جرحه أو قتله منهم! هل يمكن هذا؟ نعتقد أن نعم، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
6. استثمار الفعل المقاوم وآثاره في توثيق وتمتين أواصر المحبة بينهم:
كما يمكن أن تستثمر المقاومة تضحيات أبنائها، ودماء شهدائها، في رأب صدع العلاقات بين هذه العشائر والعائلات، فتدخل في جاهاتهم وعطواتهم، مستخدمة هذا الرصيد الجهادي والمقاوم في إتمام هذه المصالحات البينية، فلا نعتقد أنه إن قيل أن “لبّاس الثوب” هو أب الشهيد الفلاني أو عم الأسير الفلاني، لا نعتقد أنه إن قيل هذا أن أولياء الدم سيضعون المستحيل من الشروط أو العقوبات التي تحول بين العطوة وعقدها، أو الصلحة وإتمامها.
7. البرهنة لهم أنهم والمقاومة يتشاركون التهديد والمخاطر نفسها:
ومن متطلبات استثمار دور هذه العشائر والحمائل البرهنة لهم أن هذا التهديد وتلك المخاطر التي شخصت المقاومة للتصدي لها، إنما هي تهديدات تعترضهم هم أيضاً، وأن ما يشكل خطراً على المقاومة ورجالها؛ إنما هو خطر عليهم هم أيضاً، في فعلٍ يعاكس ما يحاول المحتل أن يغرسه في نفوس وصدور هؤلاء الناس من خلال الضخ الإعلامي اليومي الذي ليس له هم إلا إيصال رسالة مضمونها؛ أن المقاومة هي التي تنغص عليهم حياتهم! وهي التي تحرمهم طيب العيش وهنيئه، وأن فعلها – المقاومة – هو الذي يجر عليهم وعلى بيئتهم الدمار والخراب، إن هذه النقطة هي النقطة المحورية التي تتصارع عليها المقاومة والعدو لكسب الرأي العام، المحلي والإقليمي والدولي، فإن كانت بضاعتنا في تقديم رأينا للبعدين الثاني والثالث – الإقليمي والدولي – مزجاة، فلا أقل أن نملك من أدوات الفعل، وأدلة القول ما يثبت لبيئتنا الحاضنة أننا لسنا الخطر وإنما مزيلوه، وأننا لسنا التهديد؛ وإنما مبددوه.
هذه أفكار ورؤوس أقلام بحاجة لتوضع على طاولة التشريح، وأمام مبضع الخبير، ليدلي كلٌ بدلوه، وليقول كلٌ رأيه، علّنا نجد الطريقة المثالية في تثوير البيئة الحاضنة للمقاومة في وجه هذا المحتل، والاستفادة منها على أكمل وجه. فنزداد قوة إلى قوتنا، ومنعة إلى منعتنا، ونفتح آفاقاً مغلقة.