• اخر تحديث : 2024-04-30 13:50
news-details
إصدارات الأعضاء

وحده الإعلام العالمي ما بعد العولمة يضلل.. ولكن من يضلل؟! يضلل الوهم..

الرأي العام في ظل موجات الغلاء والأوبئة والحروب والكوارث الطبيعية والمفتعلة واستهلاك الوقت فعلياً لم يعد موجوداً وتستطيع أي قناة إعلامية باستنسابية آراء افتراضية، تركيب وتصدير أي وجهة نظر.

ليس سجال الحق مع من وضد من وإنما سجال الرأي الواحد.. فحتى القنوات ذات التعددية الافتراضية في الآراء تعمل على تقديم الرأي المغاير ضعيفاً هزيلاً ممسوخاً بكافة الطرق وبكافة الأحوال فالجمهور نفسه لكل منبر يتمترس بحيث لن يفتح عقله لرأي مغاير.

وهذا جزء هام من اللعب على المكشوف، أما الأهم فهو لقاءات الشخصيات الفاعلة وصناعة القرار على مستوى الصراع العالمي

فمثلاً ترى ابتسامات ولقاءات وترحيبات على إعلام محسوب على دولة معينة بينما يعلم الملتقين كزعماء أو رجال سياسة أن كل طرف يكيد للآخر أيما كيد.

مثال أوضح: تعلو كافة المبادرات المقدمة لسورية كليشة: الحفاظ على وحدة سورية، بينما تلك المبادرات لن تؤدي إلا إلى تقسيم سورية في حال الموافقة عليها. وتقدم دول نفطية عربية مساعدات إنسانية لسورية بينما تغذي وتدعم مشاريع تدمير الخارطة السياسية لسورية.

سورية تمتلك أهم ما تملك الخارطة في الجغرافية السياسية للعالم ولذلك فمن المنطقي أن تكون خطة الكيان المؤقت إزالة هذه العقبة من الجغرافية السياسية لاستكمال مشروع إعادة رسم الخرائط التي كانت مهمة الربيع المزعوم بقيادة حلف الناتو وعرابه العميل العالمي الذي ثبت ضلوعه لحد الآن في معظم أزمات توليد الإرهاب في العالم (برنار هنري ليفي) وهذا الأخير حضر مرة في لقاء للفائزين بجائزة نوبل للسلام وحضر في مهرجان كان السينمائي وحضر في محافل صناعة الثقافة بين قوسين ..مما يدل على أن صناعة الخراب يتطلب تجنيد عناوين ونخبة فكرية على مساحات واسعة.

وبما أن ورقة برنار ليفي تحترق الآن ربما بسبب تقدمه في السن فسنسمع الكثير من الإفصاح الغربي عن قصصه.. وما خفي أعظم عمن هم البرنارات الجدد.

ولكن نعود لخارطة سورية المطلوب تمزيقها والتي كان المذكور ضالعاً في لقاءات تم تحضيرها بمباركة شمعون بيريز قبل موته لتجهيز سيناريو تقسيم على أرضية دينية طائفية عرقية في سورية لمواءمتها مع الصيغة الدينية العرقية العنصرية التي تشكل هوية الكيان المؤقت ولكن الأهم من هم "سبونسرات" أو ممولي تلك الخطة، إنهم الناتو العربي والمأمول استكماله بتدمير القرار السياسي لمحور المقاومة.

هناك تفاصيل كثيرة يمكن الحديث عنها في هذا المجال بدءاً من تمكين شخصيات لبنانية بمواصفات طائفية من أموال تدمير سورية ورشوتهم بما يتم نهبه منها وانتهاء بدوائر التسريب المالي القادمة من الكيان المؤقت فالمال كله من مصدر واحد في البقعة النفطية العربية ولكن الهدف أيضاً واحد.

مما يجعل المعركة على دمشق ذاتها المعركة على اليمن وبسبب البحر المتوسط كموقع متقدم لإدارة الطريق المائي فالمعركة ذاتها على روسيا في أوكرانيا.

وربما تغيب تلك التفاصيل أحياناً عن موسكو وقد يظن بعض الساسة الروس أنه يمكن حل ذلك الواقع بدون إيقاف المشروع من داخل الكيان أو غرفة (الموك) المعدة للإجهاز على المحور وداعمه الروسي وتالياً الصين عبر اشتباك لاحق في إفريقيا..

لماذا ننطلق من العالم ثم نعود إلى قرية في القنيطرة أو شارع في درعا أو بقعة في الجهة السورية

لأن المعركة تبدأ من نقاط التماس والقاعدة الأمريكية في التنف تدفع فاتورة مصاريفها دول الناتو العربية

ولماذا نتساءل عن طبيعة الرؤية السياسية لبعض التوجهات الروسية لأن القلقلة الكبرى التي ماتزال تحصل في درعا سببها الرئيسي طريقة إدارة المصالحات التي لم تمنحنا تطهير كامل هناك.. هذا المقال طويل وغارق بالتفاصيل لذلك سنكتفي وقد يأتي الشرح عند الحاجة.