مرت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية بتوترات وتقاطعات بسبب اختلاف الرؤيا تجاه الأحداث في المنطقة ومحاولة إيجاد مبررات لقطع العلاقة وسحب السفراء بين الدولتين مع كونهما يمتلكان مصادر الطاقة والموقع الجيوسياسي والمرجعية الدينية وعلى هذا الاساس فان مواقف حكومات الدول العربية مسبقة من جمهورية إيران لاعتبارات لا اساس لها دون مراعات المصالح العليا لبلدانهم.
طالعت مرة تصريحات الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل في لقاء على إحدى القنوات الخليجية تأكيده على ضرورة ان تكون هناك علاقات إيجابية بين المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية مبنية على احترام السيادة ورعاية المصالح والأمن ومن الضروري أن تحرص هاتين الدولتين على أمن منطقة الخليج لكونه شهد حروب أثرت على تلك الدول ونوه الكاتب على ان جمهورية إيران الإسلامية جارة ولا يمكن تجاوزها أو إلغائها أو مناصبة العداء لها لأنه لا يصب في مصالح المنطقة.
وجهة نظري طرحتها حينها أمام السيد وزير الخارجية الايراني عبد الأمير اللهيان أثناء زيارة الوفد العراقي من الخبراء والمحللين السياسيين وكانت؛ من المهم جدا أن تسعى جمهورية إيران الإسلامية إلى إعادة علاقاتها الدولية مع المملكة العربية السعودية كفاعل عربي ولتأثيرها في الساحة العراقية وتقاطع المصالح بين الدولتين في العراق يؤثر سلباً على استقراره.
وكذلك يجب ان تسعى جمهورية إيران لعلاقاتها مع جمهورية مصر العربية لاعتبارات كثيرة ومنها عقائدية تنعكس سلبا على الواقع الاسلامي وتسهم في ايجاد أجواء متوترة في الرؤية تجاه التاريخ.
نعم الكثير من الدول حذرة بدون مبرر تجاه جمهورية إيران الإسلامية وغالبية الشخصيات السياسية في تلك البلدان تتحجج بتدخل إيران بتصدير الثورة الإسلامية وقد مر أربعين عاما واثبتت إيران بانها لم تتدخل في الشؤون الداخلية.
اسقاطات العلاقات الإيجابية بين الدولتين تنعكس ايجابيا على حلحلة أزمات ومشاكل دول تتقاطع فيها المصالح بين الدولتين مثل اليمن ولبنان وسوريا. وستنعكس أيضا ايجابيا على تغيير مواقف بعض الدول العربية تجاه جمهورية إيران الإسلامية وكذلك إعادة تموضع المواقف وإيجاد رؤية مستقبلية تجاه مواقف القطب الأمريكي وتحكمه بالمشهد الدولي في منطقة الشرق الاوسط، وما توسط الصين الا دلاله لهذا التوجه وتوحيد الرؤيا مستقبلا تجاه الأحداث الدولية في ظل الطاقة والاقتصاد والمتغيرات الأخرى.