• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

"إيكونوميست": تفاصيل الانهيار الانتخابي الذي يهدد أميركا


اعتبارا من يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ستبدو ملامح الفوضى التي لا سابقة لها بالبلاد واضحة للعيان؛ ماذا يحدث إذا رفض الرئيس دونالد ترامب نتيجة الانتخابات؟

في مقال له بمجلة "إيكونوميست" البريطانية، يضع الكاتب الأميركي أستاذ القانون لورانس دوغلاس جدولا لتفاصيل ما أسماها الفوضى الانتخابية غير المسبوقة بالولايات المتحدة في 2020، وحتى يناير/كانون الثاني 2021:

الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل: يتابع الأميركيون باهتمام بالغ النتائج لمعرفة الفائز قبل إيقاف أجهزة تلفزيوناتهم. لكن هذه المرة، مع استمرار فرز عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع عبر البريد، ويشير مذيعو التلفزيون إلى أن الإعلان عن الفائز قد يستغرق أياما أو حتى أسابيع، ويصرون على أن هذا ليس علامة على خلل في النظام بل نتيجة لانتخابات خلال جائحة.

في اليوم نفسه، تظهر رسالة مختلفة من البيت الأبيض تعلن تقدم ترامب في الولايات المتأرجحة. هذا ليس مفاجئا نظرا لأن الأغلبية العظمى من مؤيدي ترامب اختاروا التصويت شخصيا، في حين أن نسبة أكبر من مؤيدي المرشح جو بايدن، الذين يميلون إلى العيش في المناطق الحضرية الأكثر عرضة لانتشار فيروس كورونا، صوتوا بالبريد.

عند حلول منتصف الليل، يرسل الرئيس تغريدة يشكر فيها الشعب الأميركي على إعادة انتخابه التاريخية.

وعندما تبدأ أعداد بطاقات الاقتراع في البريد خفض تقدمه يوم الانتخابات، يعلن ترامب أن جميع تنبؤاته الأكثر خطورة تتحقق: "لقد سرق عملاء الديمقراطيين العاملين في الفرز الأصوات عمدا وأفسدوا الانتخابات".

تضخم الأبواق عالية الصوت المؤيدة لترامب في وسائل الإعلام مزاعمه. وكل الجهات الفاعلة المحلية والأجنبية -لا سيما روسيا- تقصف وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار كاذبة.

يعمل ترامب بلا كلل لضمان تأخير عدّ بطاقات الاقتراع بالبريد لإثارة الأسئلة والارتباك، وينشر فرقا من المحامين للطعن في التصويت بأي طريقة ممكنة.

يتأخر حسم التهم في الولايات الثلاث المتأرجحة (بنسلفانيا، ميشيغان، ويسكونسون) ويتعثر في التقاضي.

لن تستطيع هذه الولايات الثلاث إكمال فرز الأصوات قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو اليوم المقرر قانونيا للإكمال بسبب تعثر التقاضي.

لن يكون الكونغرس ملزما بقبول نتائج الولايات الثلاث. الكونغرس في العادة يكتفي بإخطار الولايات التي لا يقبل نتائجها مجرد إخطار، ثم تقوم الولاية بحل مشكلتها في الوقت المناسب.

يواصل محامو ترامب -بمساعدة وزارة العدل- إغراق الولايات بالدعاوى التي تسعى إلى استبعاد بطاقات الاقتراع بالبريد لأسباب قانونية فنية، مثل الوصول متأخرا أو فقدان التوقيعات.

تأخذ الأمور منحى حزبيا أكثر إثارة للقلق، ويعلن المشرعون في الولايات الثلاث المتأرجحة -وثلاثتها يسيطر على مجالسها التشريعية جمهوريون- فوز ترامب في ولاياتهم، مستشهدين بقانون فدرالي من عام 1845 يخول الهيئة التشريعية تعيين الناخبين في الظروف التي "تفشل فيها الولاية في الاختيار".

ومع ذلك، يوجد في كل من الولايات الثلاث حكام ديمقراطيون يتهمون المشرعين الجمهوريين بسوء النية، ويصرون على أن ولاياتهم "اتخذت خيارا" آخر وهو فوز بايدن، ويرسلون شهاداتهم إلى الكونغرس.

في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، يجابه الكونغرس الجديد الذي أدى أعضاؤه القسم قبل 3 أيام مشكلة نادرة الحدوث في أميركا؛ 3 ولايات تقدم شهادات انتخابية متضاربة.

يمكن تجنب الانهيار إذا سيطر الديمقراطيون على مجلسي الشيوخ؛ وتقوم الجلسة المشتركة بالاعتراف بفوز بايدن، لكن إذا ظل الكونغرس منقسما بين الحزبين مثل الآن، فسيقوم كل منهما بإعلان أحد المتنافسين فائزا.

أيام من الحدة تتبع ذلك، ويستأنف كلا الطرفين أمام المحكمة العليا، لكن المحكمة -في تناقض حاد مع تدخلها عام 2000 في قضية بوش ضد آل غور- تعلن أنها غير قادرة على الحل، مع إصرار الخبراء على أن المحكمة ليس لها دور تلعبه في حل نزاع انتخابي بمجرد وصولها إلى الكونغرس، ومع إعلان المشرعين في كلا الحزبين أنهم لن يلتزموا بحكم غير موات.

يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل، تنتهي ولاية ترامب في منصبه دستوريا، وستكون أميركا بلا رئيس، أو نائب رئيس منتخب.

وبموجب قانون الخلافة الرئاسية لعام 1947، ينتقل المنصب إلى رئيس مجلس النواب؛ لذلك تقوم نانسي بيلوسي بأداء اليمين رئيسةً بالنيابة. ويصر ترامب على أن الديمقراطيين ينظمون انقلابا، ويهدد بتنظيم حفل تنصيب منفصل.

وتجد أميركا نفسها في أزمة خلافة كاملة، ولا يوجد مخرج واضح وسلمي منها.

خلال 230 عاما من الحكم الدستوري، تمكنت أميركا من تجنب أي انتخابات رئاسية كارثية، لكن يبدو أنها في 2020، لن تتمكن من ذلك.

• فوز بايدن الحاسم من شأنه أن يحد من قدرة ترامب على الانخراط في سياسة حافة الهاوية الدستورية، ويمكن للمشرعين الجمهوريين البارزين -مثل ميتش ماكونيل- الضغط على الرئيس لوقف معركته. لكن إذا تحولت الانتخابات إلى عد متأخر وهوامش ضئيلة للغاية بين المتنافسين في الولايات المتأرجحة، فعلى أميركا أن تستعد للفوضى.