عكست زيارة نائب رئيس شركة نورينكو الصينية للأسلحة إلى الأرجنتين في شهر مايو الجاري – التي تأتي على خلفية مساعٍ صينية انخرط فيها سفير الصين لدى بوينس أيرس “زو شياولي”؛ بهدف ضمان فوز شركة نورينكو بصفقات تسليح للأرجنتين – الاهتمام الصيني المتصاعد بتعزيز النفوذ في الأرجنتين؛ فخلال السنوات الأخيرة، كثفت الصين تحركاتها في الأرجنتين لتعزيز حضورها سياسيّاً واقتصاديّاً وعسكريّاً هناك.
وكانت هذه التحركات مدفوعة برغبة الصين في تحقيق مصالحها الاقتصادية، وكسب الدعم والتأييد لمواقفها الدولية، جنباً إلى جنب مع مزاحمة النفوذ الأمريكي التقليدي في الأرجنتين، ومحاولة تقديم نفسها بديلاً للولايات المتحدة موثوقاً به.
وعلى الجانب الآخر، أدى الوضع المالي الدقيق للأرجنتين على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، والعلاقة الصعبة بين الحكومة اليسارية والدائنين الغربيين، مثل صندوق النقد الدولي، إلى زيادة الحاجة إلى الدعم المالي من جمهورية الصين الشعبية وبنوكها الحكومية. في ظل هذا الوضع، تواجه الأرجنتين تحديات مهمة لإدارة علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين؛ القوتين العالميتين المتنافستين؛ فالولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في الأرجنتين. أما الصين فهي ثاني أكبر شركائها التجاريين.
أهمية متزايدة
تحظى الأرجنتين بأهمية خاصة في إطار استراتيجية الصين لكسب النفوذ في أمريكا اللاتينية، وتُقدِّم البلاد إمكانات متعددة الأبعاد لتعزيز المصالح الصينية؛ وذلك للاعتبارات التالية:
1– التوجهات والمواقف السياسية الداعمة للصين: وجدت الصين في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأرجنتين – بما في ذلك ارتفاع معدل التضخم، الذي يعد من أعلى المعدلات في العالم، وزيادة الدين الخارجي الذي يُشكِّل 82.2 % من ناتجها المحلي الإجمالي – فرصة مهمة لكسب الدعم والتأييد لمواقف الصين من قِبل قادة ثاني أكبر دولة في أمريكا الجنوبية، الطامحين إلى تقليل الاعتماد على قروض صندوق النقد الدولي، وتنويع الوصول إلى الصناديق الدولية.
وبصفة عامة، تحظى الصين بتوجهات إيجابية من قِبل الحكومات اليسارية الأرجنتينية. وخلال تصريحاتها الأخيرة، أشادت “كريستينا دي كيرشنر ” نائبة الرئيس ببكين باعتبارها “النظام الرأسمالي الأكثر نجاحاً”. وتدعم الأرجنتين رسمياً سياسة “الصين الواحدة”. وفي أغسطس 2022، أيد السفير الأرجنتيني لدى الصين “سابيو فاكا نارفاجا”، علناً، موقف بكين الذي أدان زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك “نانسي بيلوسي” إلى تايوان، التي وصفها بأنها “استفزاز” و"مشكلة للمجتمع الدولي".
بالمثل، حصلت الأرجنتين في فبراير 2022، على تأييد بكين لموقفها من النزاع مع المملكة المتحدة، وأحقيتها في السيادة الكاملة على جزر فوكلاند، علاوةً على الدعم الصيني لانضمام الأرجنتين إلى تجمع “بريكس”، الذي يضم كلّاً من البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا.
2– تنوُّع الموارد الطبيعية ووفرة الفرص الاقتصادية: يمكن أن تقدم علاقات أكثر قوةً مع الأرجنتين، فرصاً اقتصادية هائلة لبكين. من ناحية، تمتلك الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية موارد طبيعية كبيرة، بما في ذلك المعادن التقليدية، مثل الحديد والنحاس، بالإضافة إلى المعادن الاستراتيجية، مثل الليثيوم الذي له أهمية بالغة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية والإلكترونيات. وللصين اهتمام خاص بقطاع الطاقة المتجددة في الأرجنتين؛ حيث موَّل بنك التنمية الصيني مشاريع كبرى للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مثل محطة الطاقة الشمسية في خوخوي بالأرجنتين، وهي المحطة الكبرى في أمريكا اللاتينية.
من ناحية أخرى، تُعد الأرجنتين مورداً مهماً لفول الصويا ولحم الخنزير وغيرهما من المدخلات الزراعية المهمة لإطعام سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وعلى نحو مماثل، تُقدِّم الأرجنتين سوقاً كبيرة للطبقة المتوسطة لشراء السلع والخدمات الصينية ذات القيمة المضافة العالية، والقدرة على الوصول إلى أسواق أكبر، من خلال عضويتها في منظمة التجارة الإقليمية (ميركوسور). ويشمل اقتصاد الأرجنتين المتنوع قطاعات التصنيع والخدمات والتكنولوجيا المتطورة، التي يمكن للشركات التي تتخذ من الصين مقراً لها أن تشارك فيها لاستيعاب التقنيات وتحسين عروض منتجاتها وخدماتها.
3– الموقع الاستراتيجي المتميز: يوفر الموقع الجغرافي للأرجنتين في نصف الكرة الغربي، بالقرب من الولايات المتحدة، للصين الفرصة لإبراز قوتها العسكرية والتأثير على الديناميات السياسية والاقتصادية لدول أمريكا الجنوبية. وتسعى الصين إلى تعزيز حضورها العسكري والأمني في الأرجنتين منذ عام 2017؛ حين حصلت الصين على عقد إيجار لمدة 50 عاماً لمحطة تتبُّع الأقمار الصناعية في لاس لاخاس، باتاجونيا. ويُزعَم أن المنشأة – التي يتم تشغيلها إلى حد كبير من قبل أفراد عسكريين صينيين – تهدف إلى تتبُّع إطلاق الأقمار الصناعية، ودعم برنامج الفضاء الصيني، في حين أن المنشأة ليس لها غرض عسكري مُعلَن؛ فقد ذكرها رئيس القيادة العسكرية الأمريكية الجنوبية باعتبارها عنصراً مثيراً للقلق؛ حيث يمكن أن تكون قادرة على اعتراض الإشارات من الأقمار الصناعية الأمريكية أو غيرها من الأقمار الصناعية التي تحلق في السماء. في الوقت ذاته، كان هناك حديث عن تمويل صيني لمنشأة الخدمات اللوجستية القطبية الأرجنتينية على قناة بيجل، وهي المنشأة التي يمكن أن تعمل بوابةً إلى القارة القطبية الجنوبية، وتقع بالقرب من مضيق ماجلان وممر دريك، وهي نقاط اختناق استراتيجية لحركة الملاحة البحرية العالمية.
مؤشرات صاعدة
في ضوء المعطيات السابقة، وبسبب الجاذبية المتزايدة للأرجنتين بالنسبة إلى الصين، حرصت بكين على توثيق العلاقات معها في مختلف المجالات؛ وذلك كما يتبيَّن فيما يلي:
1– تطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية: اهتمت الصين بتوثيق شراكاتها السياسية مع الأرجنتين، وصنفتها “شريكاً استراتيجيّاً” في عام 2004. وخلال زيارة الرئيس الصيني “شي جين بينج” إلى العاصمة “بوينس أيرس” في عام 2014، رفع العلاقات إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”. وفي عام 2018، تطورت العلاقات الثنائية مع توقيع الأرجنتين والصين على 35 اتفاقية جديدة عبر مجموعة متنوعة من المجالات. وفي فبراير ويونيو 2022، زار الرئيس الأرجنتيني “ألبرتو فرنانديز” بكين؛ حيث التقى نظيره الصيني، واتفق الزعيمان – من بين أمور أخرى – على خطة خمسية للتعاون الزراعي، تركز على المجالات الرئيسية لتنمية وتنويع التجارة والاستثمار داخل القطاع. واحتفلت الأرجنتين والصين بالذكرى الخمسين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، معلنتَين عام 2022 "عامَ الصداقة والتعاون الأرجنتيني الصيني".
2– تشجيع الأرجنتين على الانضمام إلى المبادرات الاقتصادية الصينية: في سبتمبر 2020، وافق الكونجرس الأرجنتيني على مشاركة البلاد في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في الصين. وفي فبراير 2022، وقَّعت الأرجنتين اتفاقية للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق بقيمة 23 مليار دولار، لتكون بذلك الدولة العشرين في أمريكا اللاتينية التي تقوم بذلك، لكنها أكبر اقتصادات المنطقة التي انضمت، حتى الآن، إلى المبادرة الصينية. ودعت الصين الأرجنتين أيضاً للانضمام إلى “بنك التنمية الجديد”، وهو بنك متعدد الأطراف أنشأته الدول الأعضاء في تجمع بريكس، ومقره شنجهاي، ويهدف إلى أن يكون بديلاً للمؤسسات المالية التقليدية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وفي يناير 2023، توصل البلدان إلى اتفاق لتبادل العملات، في خطوة تهدف إلى زيادة احتياطيات الأرجنتين من العملات الأجنبية؛ لتغطية تكاليف التجارة وسداد الديون المستقبلية، كما أن من شأن هذا الاتفاق تعزيز استخدام اليوان في الأسواق الأرجنتينية. وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأرجنتين بعد البرازيل.
3– توسيع المشاركة العسكرية الصينية في الأرجنتين: وقَّعت الصين والأرجنتين في مايو 2007، اتفاقية تعاون دفاعي، وقامت الصين ببيع الأسلحة إلى الأرجنتين، بما في ذلك ناقلات الجنود المدرعة WMZ–551. وفي 4 مايو الجاري، قام “شو هونج يو” نائب رئيس شركة “نورينكو” الصينية العملاقة في صناعات السلاح، بزيارة الأرجنتين للتوقيع على عقود جديدة لتوريد الذخائر وتحديث دباباتها من طراز WZ551. ويتطلع مسؤولو الشركة إلى التوصل لاتفاق مع السلطات الأرجنتينية لإنشاء مركز لتجميع وصيانة الدبابات والطائرات المقاتلة الصينية قريباً؛ لتزويد أمريكا اللاتينية بالأسلحة الصينية. وفي مارس 2023، كشفت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” عن خطط للتعاون الدفاعي للأرجنتين مع الصين، تشمل الشراء المحتمل للطائرات المقاتلة JF–17، والمركبات المدرعة نورينكو 8×8، وهي صفقة من شأنها أن تمنح بكين نفوذاً عسكريّاً في منطقة يُنظَر إليها تقليديّاً على أنها مجال نفوذ أمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، تبرعت الصين بأسلحة بقيمة 17.5 مليون دولار أمريكي للشرطة والدرك الفيدرالي الأرجنتيني، إضافة إلى تعهد الصين بتمويل محطة الطاقة النووية الرابعة في الأرجنتين، وهي أول صادرات بكين من هذه البنية التحتية الحسَّاسة إلى أمريكا اللاتينية. خارج الدعم المادي، قامت سفن البحرية الصينية بزيارات إلى الأرجنتين، كما يسافر العسكريون الأرجنتينيون وغيرهم من أفراد الدفاع إلى الصين بانتظام لحضور دورات التعليم العسكري المهنية والزيارات المؤسسية.
مخاوف أمريكية
لدى الولايات المتحدة مخاوف جدية من النفوذ الصيني المتزايد في الأرجنتين وغيرها من بلدان أمريكا اللاتينية، وتستند هذه المخاوف إلى عدد من الاعتبارات يسوقها المسؤولون والمراقبون الأمريكيون، وتتمحور حول:
1– تعميق التبعية الاقتصادية للصين: مثلما كانت العلاقات الصينية مع فنزويلا والإكوادور وبوليفيا، فإن بكين لا تبني صراحةً تحالفاً مناهضاً للولايات المتحدة في الأرجنتين. ومع ذلك، فإن المشاركة الصينية الكبيرة عبر مجموعة واسعة من المجالات التجارية والسياسية والأمنية، ينظر إليها المسؤولون والمحللون الأمريكيون، باعتبارها سبباً محتملاً لتقليص استقلالية الحكومة في الأرجنتين.
ومنذ عام 2005، تلقَّت الأرجنتين قروضاً بقيمة 17 مليار دولار معظمها من بنوك حكومية صينية، و20.6 مليار دولار في هيئة مقايضات للعملات؛ لدعم السيولة المالية الأرجنتينية، وقدرة البلاد على إجراء معاملات مع الشركات التي تتخذ من جمهورية الصين الشعبية مقراً لها. ويُجادل بعض الخبراء الأمريكيين بأنه كان من بين الانتقادات لصفقة صندوق النقد الدولي الأخيرة مع الأرجنتين، أنها قلَّصت استقلالية البلاد.
بالمثل، فإن الانخراط الاقتصادي الأعمق مع الصين، لن يؤدي إلا إلى ترك البلاد مع القليل من الحرية أو بدونها عندما تصبح محصورةً بين القوتين الكبريين المتنافستين. وحتى في غياب الصراع، يمكن للصين الاستفادة من نفوذها الاقتصادي والتنموي لانتزاع تنازلات سياسية من البلدان المقترضة، وتقييد خيارات سياستها الخارجية.
2– تعقيد المشاركة الأمريكية في أمريكا اللاتينية: تقلل الموارد الصينية الهائلة وغيرها من أشكال الدعم المقدمة للحكومة الأرجنتينية، من الدرجة التي يجب أن تقلق بها بشأن ردود فعل المستثمرين الغربيين والبنوك والمؤسسات المتعددة الأطراف والحكومات. ومن شأن هذا الأمر أن يقوض أجندة الولايات المتحدة في دول المنطقة، ومنها الأرجنتين، لصالح الأجندة التجارية والاستراتيجية الصينية.
وترتبط المشاركة الاقتصادية الصينية في الأرجنتين، بوجودها المتزايد في مشروعات البنية التحتية، خاصةً السكك الحديدية وتطوير الموانئ وبناء خطوط أنابيب الغاز. ولدى بعض المسؤولين الأمريكيين قلق من أن مشروعات البنية التحتية التي تطورها الصين، يمكن أن تكون مزدوجة الاستخدام بطبيعتها؛ ما يوفر للجيش الصيني نقاط نفوذ في مواجهة مستقبلية محتملة ضد الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية.
3– التخوف من انتشار التكنولوجيا الصينية في الأرجنتين: في السياق ذاته، أثار المسؤولون الأمريكيون مخاوف بشأن تركيز الصين على “البنية التحتية الجديدة”، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والمدن الذكية وتكنولوجيا G5 من شركات الاتصالات مثل Huawei. وعلى الرغم من التحذيرات الأمريكية من استخدام معدات Huawei – التي يقول صانعو السياسة الأمريكية إنها تترك الدول عرضةً للتهديدات الإلكترونية الصينية ومخاطر التجسس – فإن الأرجنتين تعتمد عليها في شبكاتها الخلوية.
4– تشكيل جبهة موحدة مع الصين وروسيا: ترتبط الأرجنتين بعلاقات إيجابية وودية للغاية مع روسيا كما هو الحال مع الصين؛ إذ رفضت الأرجنتين في عهد “فرنانديز دي كيرشنر” إدانة ضم روسيا شبهَ جزيرة القرم في عام 2014. ورغم تصويت الحكومة الحالية لإدانة موقف روسيا من الحرب الأوكرانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنها عارضت الدعوات الأمريكية إلى فرض عقوبات عليها.
وقبل أيام قليلة على اندلاع الحرب في أوكرانيا، زار الرئيس الأرجنتيني موسكو، والتقى نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، وأشار إلى إمكانية أن تصبح بلاده “بوابة لروسيا للولوج إلى أمريكا اللاتينية”، وشدد كذلك على سعي بلاده إلى تقليل اعتمادها على صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى كل من الصين وروسيا بصفتهما “منافسَين استراتيجيَّين”، فإن المخاوف تتزايد بشأن إمكانية أن يؤدي توثيق البلدَين صلاتهما بالأرجنتين، إلى تهديد الأمن القومي الأمريكي والمصالح الراسخة لواشنطن في البلاد وغيرها من بلدان أمريكا اللاتينية.
من جملة ما سبق، يمكن القول إن الأرجنتين تُواجِه – في الوقت الراهن – معضلة تحقيق التوازن الدقيق بين أكبر شركائها الدوليين: بكين وواشنطن؛ فمن ناحية، تضغط بكين لزيادة مدفوعات الواردات الأرجنتينية باليوان الصيني بدلاً من الدولار الأمريكي، وتُواصِل جذب الأرجنتين إلى مجال نفوذها الجيوسياسي. ومن ناحية أخرى، تُعَد بوينس أيرس شريكاً رئيسياً لواشنطن في إطار جهودها لتعزيز السلام الإقليمي والاستقرار الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان في الأمريكتين، كما أن الولايات المتحدة مصدر رئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر، وراعٍ لبرامج التعاون الدولي في الأرجنتين. وبدون الدعم الأمريكي الصريح، ستكافح البلاد للحصول على قروض من صندوق النقد الدولي. ومع ذلك، فإنه في ظل غياب نهج أمريكي أوسع نطاقاً يلبي احتياجات التنمية في الأرجنتين، فإن الولايات المتحدة تُخاطر بفقدان نفوذها في البلاد لصالح الصين بشكل دائم.