• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
أبحاث

الإخوان في السودان من التنظيم إلى التنظير إلى هاوية السقوط


المقدمة:

مرت جماعة الإخوان المسلمين في السودان بثلاثة مراحل رئيسية، أهمها مرحلة التنظيم في الأربعينات من القرن الماضي، تلتها مرحلة التنظير التي قاد فيها د. حسن الترابي الحركة الإسلامية وكان الإخوان جزءًا منها، بل كانوا عصب هذه الحركة ومحركها الأساسي، ثم كانت مرحلة السقوط الأخير للحركة نحو الهاوية، حيث عد بعض الباحثين والمراقبين أن ما حدث في السودان في ثورة ديسمبر من عام 2019 لم يكن مجرد سقوط للنظام السياسي ولكنه كان سقوطًا لمشروع الإخوان المسلمين على وجه التحديد، وهنا تبدو أهمية الثورة السلمية التي أطاحت بمشروع الحركة.

لذا يسعى هذا المقال التحليلي إلى الكشف عن البناء التنظيمي للإخوان في السودان منذ النشأة؛ نظرًا لأن تجربة الإخوان في السودان تستحق الدراسة وقراءة أبعاد الوجود والقوة من زاويتين، إحداهما في قدرتها على الانقلاب على السلطة في عام 1989وثانيتهما في إشعال فتيل الحرب في عام 2023. كما يسعى المقال إلى قراءة أبعاد تلك التجربة ومآلاتها وما جسدته في ذاكرة السودانيين، خاصة أنها خلفت حربين إحداهما أهلية في دارفور في عام 2003 وثانيتهما ما يعيشه السودان حاليًّا من صراع بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، حيث تُشير بعض التحليلات إلى أن الإخوان هم من عبأوا أجواءها، واحتمال تحولها إلى حرب أهلية، كما أنها تسعى لرصد محاولات العودة للمشهد السياسي المتوقع في حال خمدت الحرب مع هروب قادته من السجون، وضعف بنية المؤسسات بعد أن تخمد حدة الاشتباكات الدائرة حاليًّا.

الحركة الإسلامية والبناء الهيكلي للإخوان 

لم تجد جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد ظهورها على الساحة، أي موانع تحدُّ من نشر أفكارها في السودان، خاصة مع وجود روابط النسب والمصاهرة بين الشعبين المتجاورين، فضلًا عن وجود الطلاب السودانيين الذين كانوا يدرسون في القاهرة وسفر المعلمين المصريين للسودان، وبالتالي كان من السهل توغل التنظيم سريعًا في البيئة السودانية، وتشير بعض التقارير إلى أن عام 1946 يمثل بداية النشاط الفعلي للإخوان في السودان من الناحية التنظيمية والحركية من خلال جمال الدين السنهوري، وهو شاب سوداني كان مقربًا من حسن البنا، وعاد إلى السودان خلال تلك الفترة لتأسيس نشاط الجماعة. وهو ما أسهم في انتشار الفكر الإخواني في السودان في وقت مبكر، حتى إنه خلال احتفالية أقامها الإخوان المسلمون في مصر عام 1948 بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس الجماعة، ذكر مؤسس الجماعة حسن البنا أن عدد شُعب الإخوان بلغ ألف شعبة في مصر وخمسين شعبة في السودان.

وفي عام 1949، تم إنشاء أول فرع للجماعة في السودان، وكان الطلاب السودانيون الذين كانوا يدرسون في القاهرة يمثلون همزة الوصل في نقل الحركة إلى السودان، فما بين نهم العلم والمعرفة والبحث عن الهوية نجح الإخوان في مصر في استقطاب عدد من هؤلاء الطلاب الذين نشروا أفكار التنظيم في ما بعد داخل بلادهم.

كانت البداية الحركية والفكرية الحقيقية لتنظيم الإخوان المسلمين بالسودان في أول الخمسينات من القرن الماضي، حيث انضم إليه عدد كبير من السودانيين، وما هي إلا ثلاثة عقود حتى نجح التنظيم في الوصول إلى رأس السلطة بانقلاب عسكري في عام 1989. وهنا يبدو الفارق ما بين نشأة الجماعة ووصولها للسلطة ضئيلًا، خاصة أن الحركة كانت تجنح إلى القفز على السلطة منذ نشأتها وليس عن طريق التغيير السلمي؛ فبرغم أن التنظيم الأم في القاهرة نشأ في نهاية العشرينات من القرن الماضي إلا أنه لم يصل للسلطة إلا على خلفية ثورة شعبية في عام 2011، وجرت إزاحتهم من السلطة على خلفية ثورة شعبية أيضًا في عام 2013.

لم يكن هناك تشابه بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر وبين فرع التنظيم الذي نشأ في السودان بعد أكثر من عشرين عامًا من نشأته في القاهرة، سواء على مستوى الهيكل التنظيمي أو حتى على مستوى الممارسة السياسية، حيث نهجت الجماعة في السودان نهج الجماعة الأم في مصر، من خلال العمل على استقطاب أكبر عدد من الأفراد والعناصر الإسلامية إلى صفوفها، سواء من الصوفية أو السلفية أو حتى التيارات الدينية الدعوية التقليدية، وذلك من أجل توسيع قاعدتها الشعبية، لذا استفادت جماعة الإخوان في السودان من التنظيمات الدينية الأخرى التي باتت مصدر قوة للتنظيم، صحيح أنّ التنظيم ميّز نفسه في ما بعد، ولكنه نجح في الاستفادة من قوة التيارات الدينية الأخرى.

وقد عمل التنظيم على نسج خيوطه حول الدولة السودانية بجميع مؤسساتها بعد أن نجح في إنشاء ميثاق للعمل الإسلامي ثم الحركة الإسلامية، فكان التنظيم يميل في هذه الفترة إلى اعتبار نفسه تيارًا عامًّا وليس تنظيمًا مُؤطرًا، وبالتالي غاب المفهوم الاعتباري للبناء الهيكلي الذي عرف عن التنظيم في مصر أو أفرعه في باقي الدول الأخرى.

كما نجح تنظيم الإخوان في استقطاب العديد من الإسلاميين تحت لافتة الحركة الإسلامية، فنجحوا في خلق قوة كبيرة وصلت إلى السلطة بقوة السلاح، ولكن هذه القوة هيئت الشارع ونجحت في حماية الثورة المسلحة أو الانقلاب العسكري. فأنشأ حسن الترابي ما سُمي بالحركة الإسلامية، وقد كان الإخوان جزءًا منها، وقد أنشأ بعد ذلك الجبهة الإسلامية القومية، التي ضمت كل التيارات الإسلاموية على الساحة، صحيح أنه تقدم للترشح في الانتخابات البرلمانية في يونيو من عام 1989 ولكنه لم يفز فيها.

بعدها أسس حسن الترابي في عام 1991 ما سُمي بحزب المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، وقد ضم قرابة 45 دولة عربية وإسلامية، كما تم انتخابه أمينًا عامًّا لهذا المؤتمر، فهو يعتبر نفسه منظرًا للحركة الإسلامية ليس فقط داخل السودان ولكن خارج السودان أيضًا.

ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن ظهور الإخوان في السودان كان من خلال إنشاء ما أطلق عليه اسم الحزب الاشتراكي الإسلامي في عام 1949، واستمر وجوده حتى عام 1954 من خلال مجهود طلاب يتقدمهم بابكر عبد الله كرار وميزغني النصري وآخرين، وكان تحرك هؤلاء الطلاب رد فعل على موجة الشيوعية التي انتشرت في البلد في هذا التوقيت؛ هؤلاء الطلاب لم يكن لهم ارتباط مباشر بجماعة الإخوان المسلمين ولكنهم قد تأثروا بفكرهم ومنهجهم.

تلاه مباشرة إنشاء ما سُمي بجبهة الميثاق الإسلامي، فقد نجح الإخوان هنا في إنشاء هذه الجبهة التي ضمت معهم السلفيين وبعض الصوفيين المحسوبين على الطريقة التيجانية، وكان الإخوان يتحركون من خلال الجبهة وفي نفس الوقت تحت لافتة التنظيم. أجريت انتخابات داخل هذه الجبهة في عام 1969، حيث تم انتخاب د. حسن الترابي وقتها أمينًا عامًّا لجماعة الإخوان المسلمين، ومع إجراء أول انتخابات داخل هذه الجبهة حدث أول انشقاق داخل التنظيم، حيث خرجت مجموعة رافضة لهذا الانتخاب منهم محمد صالح عمر والشيخ محمد مدني سبال والشيخ جعفر الشيخ إدريس.

وصل الأمر إلى حد تكفير حسن الترابي، نظرًا لاجتهاداته الدينية مثل جواز أن يتزوج الكتابي من المسلمة وجواز إمامة المرأة في الصلاة وغيرها من الفتاوى التي كانت بابًا للخروج عليه من هؤلاء الذين كفّروه، مثل الشيخ محمد عبد الله برات، الذي دعا لعدم الصلاة خلف الترابي، وكانت هذه المجموعة مع الشيخ علي جاويش النواة الأولى لجماعة الإخوان الحالية، ثم انضم لهم الشيخ صادق ود. الحبر في عام 1979.

والشيخ محمد عبد الله برات الذي كان يكفر د. الترابي ويدعو الناس لعدم الصلاة خلفه والشيخ علي جاويش، كانوا بعد ذلك نواة لجماعة الإخوان الحالية ود. الحبر في عام 1979 فقد أجل انقلاب الرئيس النميري في 25 مايو من عام 1969 بمساعدة الشيوعيين والقوميين العرب وإعلان الانشقاق الثاني في الجماعة.

وقد كانت هناك محاولة عسكرية انقلابية ضد الرئيس جعفر النميري، قام بها العميد محمد نور سعد في عام 1976 بدعم ليبي، شارك فيه أعضاء في التنظيمات الكبرى في السودان مثل حزب الأمة، الحزب الاتحادي الديمقراطي والإخوان المسلمين، بعدها قام الرئيس النميري بحل تنظيم الإخوان المسلمين، ولكن الجماعة ظلت تحمل اسم الإخوان المسلمين وتتمسك به والتوجه بقيادة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، الذي هو اليوم المراقب العام للجماعة المعترف به، ولم تدخل جماعة الإخوان (صادق عبد الله عبد الماجد) الحكم مع الرئيس نميري.

تم إطلاق الجبهة الإسلامية القومية في عام 1986 – 1989 من قبل الدكتور حسن عبد الله الترابي، ثم تحوّلت إلى حزب إسلامي وظل تنظيم الإخوان المسلمين يمثله الحبر ويوسف نور الدايم، حيث خاضوا انتخابات عام 1986، وحدث انشقاق آخر في صفوف الإخوان المسلمين في عام 1991م حيث تم انتخاب الشيخ سليمان أبو نارو رئيسًا لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الكثيرين ظلوا مع قيادات الإخوان التقليدية، صادق عبد الله عبد الماجد؛ الذي أيدته أيضا الجماعة العالمية والمرشد العام بعد أكثر من 10 سنوات، ثم قامت جماعة أبو نارو بحل نفسها وتغيير اسمها إلى جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، وما يزال الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد مراقبًا عامًّا للإخوان المسلمين حتى الآن.

كما قامت جماعة الإخوان في السودان في إبريل من عام 2022 بتغيير جلدها للمرة الرابعة حيث أطلقت 8 تنظيمات إخوانية سودانية، تيارًا جديدًا أطلقت عليه “التيار الإسلامي العريض”، ضم عناصر فاعلة في المؤتمر الوطني المحلول، الذي يعد الجناح السياسي للإخوان، وأسقطته الاحتجاجات في إبريل 2019 بعد أن وصل إلى السلطة في عام 1989 عبر انقلاب نفذته الجبهة الإسلامية القومية، التي تغير اسمها لاحقًا إلى "المؤتمر الوطني".

الإخوان بين ولاءات الفكرة وتحولات المستقبل 

مازال تنظيم الإخوان المسلمين موجودًا في السودان منحازًا للفكرة والتنظيم معًا، تحت لافتة التنظيم بصورة واضحة، أو تحت لافتة الحركة الإسلامية التي يمثل أحد أهم معطياتها.

الإخوان برغم أنهم أنشأوا كيانات ضمت تنظيمات غيرهم وتيارات دينية ربما يكونوا مختلفين عنها، غير أنهم شديدو الإيمان والانحياز لأفكارهم وللتنظيم، فولاؤهم للفكرة ربما يدفعهم لتحولات المستقبل التي يُحاولون أن يصنعوها على الأقل على مستوى الحضور السياسي.

صحيح أنهم كانوا جزءًا من الحركة الإسلامية والجبهة التي تشكلت وكانت نواة الحكم، ولكنهم ظلوا يعبرون عن أيديولوجيتهم الخاصة، وما حدث بين الإخوان والحركة الإسلامية، حدث بين مرجعية الحركة ممثلة في د. حسن الترابي وبين الرئيس السوداني، عمر البشير.

فقد كان الإخوان أكثر بعدًا في النظر إلى العمل تحت لافتة ضمت تيارات دينية مختلفة مثل السلفيين والصوفيين وعموم المنتمين للحركة الإسلامية، وهنا نجحت في الاستفادة من قوة هذا التيار العددي، ونجح الترابي في تحويل التنظيم إلى تيار ثم العودة إلى فكرة التخندق التنظيمي فيما بعد.

وقع انقلاب 30 يونيو عام 1989 حاملًا الجبهة الإسلامية القومية التي يتزعمها الدكتور حسن الترابي إلى السلطة محققًا أول نجاح لفصيل إسلامي من صلب حركة الإخوان المسلمين للوصول إلى الحكم في التاريخ، ولذلك تصبح تجربة الجبهة الإسلامية في الوصول إلى السلطة نموذجًا يفتخر به الترابي كثيرًا أمام أقرانه من قادة الحركات والجماعات الإسلامية التي فشلت، برغم قدمها في الاقتراب من كرسي الحكم حتى الآن، فقد أصبح ملكًا متوجًا ولكنه تاج يشك الكثيرون في أنه أتى بالمجد.

وهو ما جعل للإخوان لأول مرة قاعدة تنطلق منها إلى تحقيق أهدافها الأممية تحت شعار تحقيق المشروع الإسلامي الحضاري ولكي يُصبح المشروع واقعًا لا بد أن يكون واضح الملامح والرؤى، ولكي ينتقل المشروع بين الإطار النظري إلى الحياة العملية لا بد له من سياسات وبرامج وخطط، وفوق كل ذلك لكي ينجح المشروع لا بد له من نموذج وقيادة وظروف محلية وإقليمية ودولية مواتيه، وهو ما استطاع الإخوان صناعته سواء على مستوى الولاء للفكرة والنظرة المستقبلية ومحاولات إعادة إنتاج للمشروع السياسي والفكري معًا.

تجربة الإخوان في السلطة والانقلاب عليها

نشأة الإخوان في السودان ظلت مرتبطة بالسلطة، حتى تحيّنوا الفرصة للانقضاض عليها، من خلال القوة العسكرية؛ فالإخوان قاموا بأول انقلاب عسكري في المنطقة وظلوا متمسكين بالسلطة طوال ثلاثة عقود. انقلبوا على السلطة السياسية بالقوة وشكلوا قوة مدنية مسلحة هدفها إخضاع السودان بقوة السلاح والدبابة، خططوا لانقلاب عسكري أوصلهم للسلطة، حتى بعد نجاح الانقلاب ظلوا مسيطرين بالحديد والنار، غير أن الحركة الإسلامية التي وصلت بالقوة سقطت في ثورة شعبية سلمية في 19 ديسمبر من عام 2019.

فقد كانت خطة الحركة الإسلامية في السودان بعد استيلائها العسكري على السلطة أن تُخرج انقلابها بواجهة وطنية لا إسلامية، ثم تتدرج خلال ثلاثة أعوام من “التأمين” إلى مرحلة “التمكين” التي تذوب فيها الحركة في الدولة، وتكشف عن وجهها الإسلامي سافرًا، بما في ذلك تسليم العسكريين السلطة للمدنيين وتقلُّد د. الترابي منصب رئاسة الدولة.

وهذه الصورة هي في حد ذاتها انقلاب على إرادة السودانيين، فتسليم السلطة لمرجعية دينية سبق وخططت للانقلاب لا يَعني أنه تم تسليمها لمدنيين ولا أن الجيش تنازل عنها، وبرغم ذلك لم يتحقق هذا السيناريو، بل قام الرئيس عمر البشير بإيداع د. حسن الترابي السجن.

مشروع الإخوان في السودان لم يكن مبنيًا على خلق تجربة ديمقراطية، ولا حتى ترميم الحالة السياسية في ذلك الوقت، ولكنه كان مبنيًا على فكرة الاستيلاء على السلطة ثم الانتقال إلى مرحلة التمكين من هذه السلطة وعدم التفريط فيها، وكانت تتم هذه الممارسة باسم الحركة الإسلامية، بما يدل على مفهوم الدولة الضيق لهذه الحركة وعدم إيمانها بالديمقراطية.

يقول الدبلوماسي والكاتب السياسي السوداني منصور خالد، في كتابه “تناقض السودانيين”: من تبعات استيلاء الإسلاميين على السلطة في يونيو 1989، قرارهم تحويل الحرب الأهلية في السودان “بين المسلمين الأتقياء في الشمال وغيرهم في الجنوب” بأنه “من أكبر خيبات الخزي والعار التي اقترفوها”. والمفارقة التي كشف عنها خالد هنا هي أن الإسلاميين لا ينتظرون الوصول إلى السلطة للمضي في محاولاتهم فرض مشروعهم الإسلامي بالقوة، وإنما ظلوا يقومون بذلك في أغلب المطبات السياسية على طول تاريخ السودان الحديث، ومثال ذلك تواطؤهم مع الأحزاب الإسلامية التقليدية والطائفية في منتصف ستينيات القرن الماضي.

وهنا تجربة الإخوان لم تخلُ من العنف سواء قبل الانقلاب أو حتى الانقلاب؛ فالحرب الأهلية والانتهاكات التي مورست في دارفور يتحملها التنظيم والنظام السياسي والحركة الإسلامية التي انحازت إلى استخدام القوة حتى ضد السودانيين أنفسهم.

فقد مارست الحكومة المحسوبة على الحركة الإسلامية حرب التطهير العرقي وحرب الإبادة من خلال دعمها لمليشيات الجنجويد ضد بعض الإثنيات من سكان إقليم درافور

ويمكن اختصار تجربة الإخوان إما في الوصول للسلطة عن طريق قوة السلاح أو الانقلاب عليها كما يسعى الإخوان الآن من خلال تعبئة الأجواء وشحنها والقتال مع طرف دون الآخر، أو من خلال حرب الإبادة والتطهير العرقي التي قام بها في إقليم دارفور.

ختامًا:

الإخوان يسعون إلى الانقلاب على السلطة الحالية ممثلة في المجلس السيادي ولكن بشكل يختلف عن الانقلاب الذي قام به في عام 1989، فقد اقتصر دورهم على إشعال فتيل الحرب وتهيئة أجواء استمرارها، نظرًا لأنهم غالبًا ما يعملون من خلال لافتة تضم كل التيارات والتنظيمات الإسلاموية للاستفادة من زخم وجودها وحتى يعطيها ذلك قوة لتحقيق الجماعة مشروعها للوصول للسلطة والاحتفاظ بها، وذلك على الرغم من استهلاك الجماعة في السودان المراحل الثلاثة التي مر بها التنظيم غير أنها تحاول أن تعيد إنتاج نفسها مرة ثانية.