عند الحديث عن الدول العربية والإسلامية الخمس في قائمة المرشحين لإقامة علاقات مع إسرائيل يرفض ترامب ذكرها بالاسم من المنطقي البدء بالمغرب: فالملك محمد السادس يمنح يهود بلاده حرية شبه كاملة، ويقفز الإسرائيليون للزيارة بلا مشاكل ويديرون أعمال استيراد وتصدير، كما أن المواطنين المغاربة يأتون إلينا. غير أن الملك يفضل في هذه المرحلة التركيز على مكانة المغرب الإفريقية، ويطلب توسيع الأراضي التي تحت سيطرته في الصحراء الغربية. ومن ناحية إسرائيل، فإن العلاقات مع المغرب هي الأفضل من بين الدول العربية، حتى من دون المظلة الرسمية.
كما أن قصة عُمان التي يضغط الرئيس ترامب على أن تكون التالية في الدور مشوقة. فوزير خارجيتها القديم يوسف بن علوي لم يخفِ علاقاته مع إسرائيل، بل زار الضفة الغربية والقدس. عزل ابن علوي من منصبه قبل بضعة أشهر، ويمارس الضغط الأميركي الإسرائيلي الآن على خليفته بدر البوسعيدي. قلة سيتذكرون بأن عُمان كانت الدولة العربية الوحيدة التي أيدت علناً مبادرة السلام للرئيس السادات، وقلة أقل بكثير لن ينسوا بأنها بعثت فور اتفاقات أوسلو بدبلوماسي تولى رئاسة ممثليتها في تل أبيب. لكن في العام 2000 عقب الانتفاضة الثانية غادر دون أن يُعين له بديل. وظلت العلاقات من خلال مبعوث إسرائيلي خاص بروس كشدان، وسفراء غير مقيمين. ستعلن عُمان عن إقامة علاقات في غضون أسابيع قليلة حسب التقديرات على الرغم من أن ترامب يأمل بهذا قبل الانتخابات الأميركية.
دولة أخرى في القائمة تبعث على حب الاستطلاع هي إمارة قطر الصغيرة؛ فهي تسمح ضمن قيود معينة بدخول الإسرائيليين إلى عاصمتها الدوحة. ولها مبعوث خاص إلى غزة محمد العمادي الذي يتوقف في طريقه إلى القطاع لعقد لقاءات خفية في إسرائيل، ومحدثوه مفعمون بالثناء على أساليبه.
إذا واصلت قطر عنادها ـ وهي التي تضم القاعدة العسكرية الأميركية الأكبر في الشرق الأوسط-قاعدة العُديد في الصحراء العربيةـ فإن ترامب سيضطر بالاختيار بين التصميم القطري على الرفض الذي يأتي من خصمها الأكبر: السعودية واتخاذ القرار. هكذا بحيث أن قطر حالياً تواصل الرقص في الساحتين: الأميركية والإيرانية.
الدولة التالية هي النيجر، وهي دولة نامية وغير عربية في غرب إفريقيا، مع نحو 23 مليون من السكان المسلمين، و0.3 في المئة فقط من سكانها مسيحيون، لكنها دولة علمانية. تتم علاقاتها الخارجية في الظل مع دول في العالم الإسلامي، وفي الغرب مع فرنسا أساساً. معظم سكانها صغار السن، والتكاثر الطبيعي عالٍ جداً. كما أنه لا يزال هناك استخدام للعبيد المحليين.
الدولة الأخيرة في القائمة هي السعودية. الفرضية هي أن ولي العهد الشاب محمد بن سلمان لو كان هو الحاكم الحصري لكانت بلاده أول من قفز إلى العربة. يقيم في قصوره مع فريق المستشارين الشبان علاقات علنية مع الولايات المتحدة وعلاقات سرية مع مبعوثين إسرائيليين كبار جداً. إسرائيل والسعودية منسجمتان في رؤيتهما للخطر الإيراني – السعوديون قد يكونون حتى أكثر قلقاً، لكن بن سلمان أبلغ واشنطن والقدس بأنه ينتظر حتى انتخاب الرئيس المقبل. وفي هذه الأثناء فإنه المطبع الأكبر للعلاقات يهنئ الإمارات والبحرين بالاتفاق مع إسرائيل، ويدفع أموال التعويض من السودان للأميركيين، ويحث دولاً عربية أخرى على اتخاذ الخطوة الشجاعة التي لا يمكنه أن يسمح بها لنفسه لأسباب خاصة به.