حكومات الاحتلال الصهيوني المتعاقبة على مدار تاريخها فشلت في إيجاد استراتيجية ناجحة في التعامل والحسم مع قطاع غزة، وتسعى في كل جولة مواجهة للحصول على تهدئة طويلة المدى على أساس الردع العسكري، فيما تتجاهل حقيقة أن الردع الذي تزعم أنه يتحقق بعد كل جولة مواجهة سرعان ما يتلاشى ولا يدوم طويلاً.
وعليه، نجاح إسرائيل في الضربة الأولى المباغتة لحظة اغتيال قيادات سرايا القدس مؤخراً، حقق لها نجاحاً تكتيكياً سجلت فيه نقطة سياسية مؤقتة لصالحها، لكنها لم تحقق نجاحاً استراتيجياً يدوم طويلاً.
حالة التوتر والاستنفار الكبيرة التي ظهرت في القدس على خلفية مسيرة الأعلام مؤخراً لم يعطيها نشوة انتصار طويلة، وعليه أتوقع أن تكون جولة المواجهة المقبلة مع المقاومة في قطاع غزة هي مسألة وقت ليس إلا، وهذا الوقت ليس بالكبير جدا وربما تكرر إسرائيل سيناريو الاغتيال بحق قيادات في صفوف المقاومة الفلسطينية مرة ثانية ليس بالضرورة في قطاع غزة بل أصبحت ساحات الخارج هدفاً إسرائيلياً تكرر الحديث فيه..
مثل هذا السيناريو المتوقع ينسجم مع تصريحات "غالانت" وزير جيش الاحتلال مساء أمس بقدرة جيش الاحتلال على تكرار سيناريو الاغتيال ضد قيادات المقاومة في قطاع غزة وفي ساحات خارحية أخرى... لذلك وجب الحذر وبشدة هذه المرة.