يرى المحرر جيمس ماريوت أن عيوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي التي أوصلته إلى القمة، وأن الرئيس مثل العديد من القادة لديه يأس من الحب والانتباه الذي يستجيب له الناخبون.
وأشار ماريوت في مقاله بصحيفة "التايمز"البريطانية إلى رقص الرئيس ترامب في تجمع انتخابي الأسبوع الماضي على أنغام أغنية فيلدج بيبول الشهيرة "واي إم سي إيه" (YMCA) متسائلا: ما العذاب النفسي واليأس العميق من الحب الذي يدفع رجلا يبلغ من العمر 74 عاما ومليارديرا وزعيم العالم الحر إلى هز خصره العجوز على موسيقى البوب الكلاسيكية في السبعينيات من أجل إرضاء حشد يصيح ويصرخ؟
وقال لو أن ترامب لم يفعل شيئا آخر في فترة رئاسته، فبسلوكه هذا قد قدم على الأقل درسا في علم النفس. فهو على مدى 4 سنوات كان بمثابة تذكير فاضح بشكل غير عادي بحقيقة أن الرجال والنساء ليسوا مدفوعين بالرضا أو الشعور المستقر بقيمة الذات إلى السعي وراء منصب رفيع.
ويبدو أن ترامب يفهم ذلك بطريقته الحيوانية، إذ إن كتابه "أميركا العرجاء" (Crippled America)، الذي نشر قبل حملته الانتخابية عام 2016 يضم فقرة غربية توضح أن صورة مؤلفه على الغلاف "غاضب ولئيم" بتعمد لتعكس "الغضب والتعاسة التي أشعر بهما".
وأشار المحرر إلى أن ترامب أدرك أن الغضب والتعاسة من القوى الدافعة القوية للسياسيين، فلقد اعتدنا على مشاهدة الخصال النفسية لقادتنا، مثل حالات الغضب المعيبة الشهيرة لرئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، والحرج الاجتماعي لتيريزا ماي، على أنها عيوب عرضية، وقد يكون من الأفضل أن ننظر إليها على أنها دالة على ما أوصلهم إلى القمة.
وأسهب الكاتب في ذكر العيوب التي كانت في بعض الزعماء وأوصلتهم إلى قمة الهرم السياسي في بلادهم.
وألمح إلى كتاب ابنة أخ الرئيس ماري ترامب عن عائلته "أكثر من اللازم ولا يكفي أبدا"، الذي تعزو فيه نرجسيته وطموحه إلى التعاسة الشخصية العميقة الناجمة عن مرض والدته عندما كان طفلا، وتركه في رعاية والده الفظيع، فريد، الذي عجز عن تهدئة أو حب ابنه، ناهيك عن تلبية احتياجاته الأساسية.
وخلص الكاتب إلى أن أعمق دوافع الزعماء السياسيين لا توجد في السياسة أو المثالية، لكن في التعاسة والصدمة وأكثرهم ذكاء يعرفون ذلك. وطموح ترامب ومن على شاكلته هو القوة الدافعة، وكان عاجزا عن مقاومته، وغالبا ما يأتي هذا الطموح الشديد من مكان فظيع ومؤلم.