كتبت مقالتي عن بروتوس عابر الأزمان منذ فترة، وسبب كتابتي هو قراءة كل ما هو حولنا فالفساد وقلة الأخلاق مع تعدد الحروب وعمق الصراعات، والعقوبات الاقتصادية والتي هي فن خنق الشعوب أخلاقياً ونفسياً، وعمق الانقسام العالمي على إعادة توزيع الثروة، كل تلك بيئة خصبة لكل أنواع المؤامرات، وبيئة الحرب خصبة لصعود القادة عموماً.
جاء المماليك من مرتزقة الحروب، وجاء السلاجقة والكثير من صانعي الانتصارات وسلاطين عصور الانحطاط في عمر الدولة الإسلامية.
وتتناقل السيرة الشعبية قصة الظاهر بيبرس، لأنه القائد القوي والقائد الفاتح.. تحب المشاعر الشعبية الأقوياء، تحتمل الظلم في سبيل قوة الجماعة ومهابة الجماعة،
وبكل الأحوال ما هو جيد هذا الصباح أن بريغوجين قائد فاغنر لا يشبه القادة بينما بوتين يشبه القيصر، ولا يستهين أحد بكاريزما الملامح وكاريزما الشخصية، فهي نصف قوة القائد أو أكثر، لا شك أن الوضع يثير القلق، ولا شك أن روسيا بقيادة بوتين صنعت علاقة شديدة الأهمية مع جزء من العالم، وعلاقة انتظار وأمل متجدد مع جزء من شعوب العالم، وتلك الكاريزما الروسية لها دالة على تاريخ المنطقة، ولا يسأل أحد ما العلاقة بين كتب تولستوي وبوشكين العظيم، و رفضنا للتمرد على روسيا فالذاكرة والمخيلة الشعبية التي تفعل فعلها في هكذا حروب لا تفصل بين النصر الثمين على حدود ستالين غراد وبين الحرب الغربية التي يشنها الناتو اليوم على روسيا، المؤلم اليوم هو الناشز عن الذاكرة البطولية لروسيا التي حملت معركة العالم ضد النازية، الناشز هو قصة الخيانة، تصعب على روسيا أن يخونها أحد ويصعب علينا أن نتقبل.