تُناقش هذه الورقة كيفية تحول احتجاج “الفهود السود”، من احتجاج راديكالي قائم على المواجهة العنيفة والمباشرة، إلى احتجاج سلمي، كما تُناقش الأسباب التي أدت إلى أفول واضمحلال الفهود كحركة احتجاجية جماهيرية. كما وتفترض الدراسة أنّ الأداة الراديكالية التي تتطلب احتكاكًا مُباشرًا مع السلطة بدرجة عالية جدًا، تحترق، أو تتلف بسرعة بشكل طبيعي. لذا فإنّ الحركة التي تستخدم الأداة الراديكالية والثورية، لن تعمر طويلًا كحركة، ولن تبقى قائمة عندما يعطي التأثير الراديكالي لنشاطها أُكله. وهذا ما حصل في حالة “الفهود السود”. وربما يعود فشل العديد من محاولات لتنظيم الفئات والجماعات الشرقية في البلاد، وذلك حتى ظهور حركة شاس، إلى شدة تأثير وقوة الخطاب الصهيوني ذي المدلولات الدينية العميقة، وكذلك محاولات المؤسسة الصهيونية إفشال أي مبادرة لإقامة تنظيمات كهذه، واستقطاب العديد من قادة الفئات والجماعات الشرقية. فلم يكن مقبولًا قي السابق على صعيد الجمهور اليهودي الراضخ تحت وطأة العقيدة الصهيونية، إقامة تنظيمات على أساس إثني؛ لأنه بذلك يشكل خطرًا ويزعزع من قوة الوحدة اليهودية. والأهم من ذلك أن جميع المحاولات السابقة، جاءت للانتظام من داخل الخطاب الصهيوني، وليس من خارجه، وفي هذه الحالة لم يكن لهم أمل كبير للنجاح.
للاطلاع على الدراسة يمكن الضغط على الرابط