• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

أويل برايس: اتفاقية تبادل الغاز بين دول ثلاث قد تحول سوق الطاقة في أوروبا


من المتوقع أن تنمو اتفاقية تبادل الغاز بنسبة 70 في المئة هذا العام، مدعومة بتوسيع البنية التحتية لنقل الغاز في إيران واتفاقية استيراد الغاز الجديدة مع تركمانستان. وتعتمد أذربيجان على هذه الزيادة في حجم الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد لديها والتزاماتها التصديرية الى جورجيا وتركيا وأوروبا.

على الرغم من الجهود المستمرة لزيادة الإنتاج من حقل غاز شاه دنيز قزوين الأذربيجاني والتنقيب عن احتياطيات غاز جديدة، لا يزال يتعين على باكو الاعتماد على صفقة التبادل مع إيران وتركمانستان للوفاء بالتزاماتها.

من المتوقع أن يزداد حجم الغاز الذي يتم نقله بين تركمانستان وإيران وأذربيجان بموجب اتفاقية مبادلة ثلاثية رائدة تم توقيعها أواخر العام 2021 بنسبة 70 في المئة هذا العام وفقًا لما ذكره رئيس شركة الغاز الوطنية الإيرانية ماجد شيجيني. ولم يذكر شيجيني حجم الغاز الذي يتوقع نقله إلى تركمانستان هذا العام، لكن الاتفاقية الأصلية سمحت بما يتراوح بين 1.5 و2 مليار متر مكعب في السنة، وهو الحجم الذي قال العديد من التقارير اللاحقة إنه سيرتفع بسرعة.

في منتصف العام 2022 أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي أن الشركاء الثلاثة توصلوا إلى اتفاق لمضاعفة حجم مقايضات الغاز. في حين أنه من غير الواضح ما إذا كان قد تم تبني هذه الاتفاقية رسميًا، إلا أن إيران تمضي قدمًا في خططها الخاصة لتوسيع بنيتها التحتية لنقل الغاز بهدف واضح يتمثل في تعزيز قدرتها على نقل الغاز بين جيرانها.

وفي وقت سابق من هذا العام، أكد مسؤولون إيرانيون أن العمل على توسيع خط أنابيب الغاز رشت-شيلافاند سيكتمل بحلول منتصف العام، مما يرفع حجم الغاز الذي يمكن نقله إلى أذربيجان إلى 5.5 مليار متر مكعب سنويًا.

 وأعلن العوجي الشهر الماضي أن إيران تخطط لتوقيع اتفاقية جديدة لاستيراد الغاز مع تركمانستان تصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنويًا. ومن غير الواضح كم من هذا الغاز سيتم نقله إلى أذربيجان، لكن ما هو مؤكد هو أن أذربيجان بحاجة إلى كميات إضافية من الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد وتلبية التزامات التصدير الى جورجيا وتركيا وأوروبا.

 في تموز/ يوليو من العام الماضي وقعت باكو مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لمضاعفة حجم الغاز الذي ترسله إلى أوروبا عبر ممر الغاز الجنوبي إلى 20 مليار متر مكعب سنويًا بحلول العام 2027 للمساعدة في تعويض خسارة الغاز الروسي. وستشهد المرحلة الأولى من هذا الاتفاق وصول صادرات الغاز الأذربيجاني إلى 11.5 مليار متر مكعب هذا العام مسجلةً ارتفاعًا من 10 مليار متر مكعب سنويًا قبل غزو موسكو لأوكرانيا.

 يتواصل العمل لزيادة الإنتاج من حقل الغاز الأذربيجاني العملاق شاه دنيز قزوين على الرغم من أن مشغل الحقل BP قد أشار إلى أن هذا الحقل لا يمكنه وحده توفير كل الغاز المطلوب.

ولدى أذربيجان احتياطيات غاز أخرى. في كانون الثاني/ يناير أعلنت شركة بريتيش بتروليوم أنها بدأت عمليات حفر استكشافية في مكامن الغاز "العميقة" التي يُعتقد أنها تقع أسفل حقل غاز شاه دنيز وحقل النفط الرئيس في أذربيجان آزيري- جيراق- جونشلي (ACG).

ومع ذلك، حتى إذا أكد الحفر وجود احتياطيات قابلة للاستخراج تجاريًا، فمن غير المرجح أن يبدأ الإنتاج قبل العام 2027. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلنت شركة Total Energies الفرنسية أنها ستبدأ إنتاج الغاز من حقل Absheron الخاص بها بحلول نهاية هذا العام. ومع ذلك، سيكون الإنتاج الأولي 1.5 مليار متر مكعب سنويًا فقط، وتم تخصيصه بالفعل لسوق الغاز المحلي المتنامي في أذربيجان، فقد نما الطلب بنسبة 18 في المئة بين عامي 2018 و2021.

وتم التخطيط لمرحلة ثانية من الإنتاج ولكن مرة أخرى من المرجح أن يذهب الغاز الإضافي إلى السوق المحلية لأذربيجان، مما يعني أنه لا يزال يتعين على باكو النظر في صفقة التبادل مع إيران وتركمانستان للوفاء بالتزاماتها.

 أضغاث أحلام

ستساعد زيادة مقايضات الغاز على زيادة حجم الغاز الأذربيجاني المتاح للتصدير إلى أوروبا، وستحقق بطريقة ما الحلم البالغ من العمر 25 عامًا بجلب الغاز من تركمانستان إلى أوروبا، وإن كان بالوكالة. ومنذ أواخر التسعينيات حاولت سلسلة من المشاريع تطوير خطوط أنابيب لجلب الغاز التركماني إلى أوروبا وفشلت في ذلك.

وليس من المستغرب أن غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي أعاد إحياء الاهتمام بتركمانستان كمصدر للغاز. إذ تمتلك تركمانستان رابع أو خامس أكبر احتياطي غاز على كوكب الأرض، ما بين 9.8 و19 مليار متر مكعب وفقًا لتقديرات مختلفة، على الورق على الأقل، تعد تركمانستان أكثر من قادرة على استبدال 174 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الذي كانت تصدره روسيا سنويًا إلى أوروبا قبل حرب أوكرانيا. أو على الأقل يمكن أن يحدث ذلك إذا تم تطوير خط أنابيب لنقل هذا الغاز من جمهورية آسيا الوسطى غير الساحلية عبر بحر قزوين وعبر أذربيجان وجورجيا وتركيا إلى أوروبا.

ومع ذلك، فإن زيادة حجم الغاز الذي يصل إلى أذربيجان من خلال اتفاقية التبادل وتمكين باكو من الوفاء بالتزاماتها من المرجح أن يجعل من الصعب تحقيق خط الأنابيب هذا.

وأشار المسؤولون الأذربيجانيون مرارًا وتكرارًا إلى أن خطوط أنابيب ممر الغاز الجنوبي الحالية لا تتسع إلا لـ 20 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز التي تعتزم باكو تزويدها بنفسها.

و أكد الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف في مؤتمر عقد في أوائل شهر أيار/ مايو أن أذربيجان ستدعم تطوير خط أنابيب لنقل الغاز التركماني إلى أوروبا.وقال "يمكننا تقديم المساعدة الفنية ، وتوفير صنادل مد الأنابيب الخاصة بنا والوصول إلى محطة سانغاتشال الخاصة بنا" ، مضيفًا أن ما لم تفعله باكو هو توفير التمويل لأي خطوط أنابيب جديدة. وتعهد بالقول "لا يمكننا البدء في هذا المشروع، ولا يمكننا تمويله. يمكننا فقط أن نكون دولة عبور وسنكون بالتأكيد شريك عبور عادل للغاية"، مشيرًا إلى ضرورة قيام مالكي الغاز التركماني واللاعبين في السوق الغربي بتشكيل كونسورتيوم لجمع الأموال اللازمة.