شاركت سورية في فعاليات المؤتمر السادس /6/ للشراكة (العربية الهندية) والذي عقد في العاصمة (نيودلهي) ولمدة يومين 11و12 تموز 2023، وينظم المؤتمر بالتشارك بين (الحكومة الهندية واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية والأمانة العامة لمجلس الجامعة العربية واتحاد الغرف العربية واتحاد رجال الأعمال العرب) وتحت عنوان (التعاون التجاري الهندي العربي: الطريق إلى الأمام)، وشاركت سورية بفعالية بوفد اقتصادي كبير وعالي المستوى برئاسة السيد الدكتور (فادي خليل) رئيس هيئة تخطيط الدولة، وتأتي أهمية المؤتمر من خلال حضور ممثلين عن أغلب الدول العربية والهند.
وتمتلك سورية علاقات جيدة مع الهند والتي حافظت على علاقاتها السياسية مع سورية خلال سنوات الحرب على سورية، وكذلك مع الدول العربية التي تحدت الإرادة الأمريكية والاوربية في عودة مقعد سورية إليها في جامعة الدول العربية، فهل يكون هذا المؤتمر فرصة لنا لزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري ولا سيما بعد صدور المرسوم /18/ لسنة /2021 والذي أعطى مزايا كثيرة للمستثمرين الوطنيين والأجانب كما ترافق هذا مع توقيع الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة التي قام بها السيد وزير الخارجية الهندي إلى سورية بتاريخ 12و13/7/ 2023 ولقائه مع السيد الرئيس (بشار الأسد)، وهذا يتيح لنا الاستفادة من التجربة الهندية.
ومعروف ان الهند حققت معدلات نمو اقتصادي عالية زادت عن /8%/ بشكل وسطي في السنوات الأخيرة علما انها الدولة الأولى من حيث عدد السكان وتجاوزت لأول مرة الصين من ناحية مؤشر عدد السكان وبلغ عدد سكانها أكثر من /1،4/ مليار نسمة، تشكل من عدد سكان العالم البالغ عددهم حوالي/8/ مليار نسبة /18%/ تقريبا، وتبلغ مساحتها /2،3/ مليون كم2 وتعتبر سابع دولة في العالم من حيث المساحة وهي في المركز الخامس/5/ عالميا على سلم الهرم الاقتصادي بعد (أمريكا والصين واليابان وألمانيا) وبلغت قيمة ناتجها المحلي الإجمالي / GDP /أكثر من /3،8/ تريليون دولار، و ولها خبرة كبيرة في كل المجالات الاقتصادية ويمكن ان تشارك في إعادة (الاعمار والبناء) في سورية والكثير من القطاعات مثل [الطاقة الكهربائية وتبادل الخبرات وزيادة الاستثمارات في قطاع البنية التحتية والجسور والمطارات والطرق والصناعة والسياحة والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات وتفعيل عمل مجالس الاعمال والقطاع الخاص وإقامة شراكات اقتصادية سورية هندية] وغيرها، فهل نسعى لتكون سورية كمركز انطلاق وعقدة وصل بين الدول العربية والهند والاستفادة من موقع سورية الجيوسياسي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وهي تتوسط القارات الثلاث (أسيا وافريقيا والقارة العجوز أوروبا)، والاستفادة من تدفق الاستثمارات الهندية إلى المنطقة العربية، وخاصة ان الهند تعتبر من اهم الشركاء التجاريين مع الدول العربية وهي ثالث /3/ أكبر دولة مستثمرة في الوطن العربي، وبلغ عدد مشاريعها الاستثمارية /105/ بقيمة حوالي /5/ مليار دولار لسنتي /2021-2022/ وشكلت نسبة /12%/ من إجمالي الاستثمارات الدولية في المنطقة العربية، وهي تستورد أكثر من /80%/ من احتياجاتها النفطية من المنطقة العربية، ويمكن أن نستفيد من الهند أيضا في الانضمام إلى مجموعة (البر يكس) وهي دولة أساسية وفاعلة في المجموعة، وسورية لديها الكثير من الفرص الاستثمارية التي يمكن للهند أن تستثمر بها سواء عن طريق الاستثمارات الهندية او عن طريق بنك البر يكس (بنك التنمية الجديد) الذي تأسس سنة /2014/ وبالتعاون مع (الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وايران وبعض الدول العربية) وغيرها، و قدمت الهند مساعدات كثيرة خلال سنوات الحرب على سورية.
نأمل ان نرى قريبا الشركات الهندية تعمل في سورية ومنها (شركة بهارات) مثلا وهي مختصة في قطاع الكهرباء ومملوكة للدولة الهندية ولها عقود سابقة وبمئات الملايين من الدولارات بإنشاء محطة توليد كهرباء في ريف دمشق بطاقة /400/ ميغا وات، ويمكننا الاستفادة من القروض الاستثمارية الهندية وتأسيس شركات مشتركة (سورية - هندية) وعلى مبدأ (رابح رابح) و بقروض ائتمانيه هندية مضمونة والاستفادة من خبرة الهند وتفعيل عمل مركز التميز الهندي السوري لتقانة المعلومات الذي افتتح في المرة الأولى نهاية عام 2010، وباشر بالتدريب في شباط 2011، وعاد للعمل سنة /2021، فالتعاون بين سورية والهند والبر يكس وتفعيل التوجه شرقا سينعكس إيجابا على البدين وهذا ما نأمله.