كتب يوجين روبنسون مقالة رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قال فيها إن وضع ألواح خشبية أمام واجهات المحلات في الأيام التي تسبق الانتخابات ليس شيئاً نفعله في هذا البلد. وأضاف أنه لا يستخدم مؤيدو مرشح رئاسي سياراتهم لإحداث فوضى على الطرق السريعة الرئيسية أو لتهديد حافلة مليئة بمؤيدي المرشح الآخر، في إشارة إلى مطاردة أنصار الرئيس دونالد ترامب لحافلة لحملة منافسه الديمقراطي السناتور جو بايدن في مدينة تكساس.
وقال الكاتب: "نحن لا ندخل يوم الانتخابات نتساءل عما إذا كان سيتم عد جميع الأصوات - أو إذا كان الجميع سيقبل النتيجة. نحن لا نحول الوباء القاتل إلى قضية سياسية. لا شيء من هذا يحدث في أعظم ديمقراطية على وجه الأرض".
وخلص الكاتب إلى أنه من المغري تحميل شخص واحد مسؤولية الفوضى التي نعيشها والصلاة أن يُهزم ترامب حيث ستعود الأمور إلى سابق عهدها. لكنه يرى أن ترامب هو مجرد "عرض"، وليس "المرض نفسه". فما يثير القلق هو استمرار "أثر ترامب"، أي الطريقة التي يدفع فيها أنصاره ومعارضيه للقيام بأعمال كانت في الماضي تعتبر خارج السلوك المقبول.
ورأى الكاتب أن ترامب وإن كشف عن هذه الوقاحة، إلا أنه لم يخترعها. وقال إن هنالك قسماً من السكان البيض، وخصوصاً من يعيش منهم في الأرياف والبلدات الصغيرة، تم تهميشهم على يد النخب الثقافية والسياسية في المراكز المدينية الكبيرة والمعولمة، وهم يشعرون بقلق من فقدانهم المكانة والسلطة في بلد بات يبدو متنوعاً وبدرجة كبيرة.
وخلص روبنسون إلى أن السياسة الأميركية باتت قبلية وينظر فيها الأميركيون إلى الساسة الذين يقدمون لهم حساً بالتفوق بدلاً من السياسات المدروسة التي تنفع كامل الأمة. لكنه أشار إلى أمل منبثق من مشاركة 100 مليون أميركي في الاقتراع المبكر. وختم بالقول: لن نبدأ بحل مشاكلنا إلا حينما نتحدث مع بعضنا البعض، والانتخابات هي مكان للحديث. قد نصرخ على بعضنا البعض لكنها البداية فكونوا جزءاً منها وأدلوا بأصوتكم.