قال أربعة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لموقع "أكسيوس" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الحصول على اتفاق أمني مع الولايات المتحدة يركز على ردع إيران في سياق الصفقة الضخمة التي تحاول إدارة بايدن التوصل إليها مع السعودية وإسرائيل.
لماذا الأمر مهم؟: من شأن الاتفاق الرسمي الذي من المرجح أن يوافق عليه الكونغرس أن يمنح إسرائيل ضمانات أمنية أميركية أقوى في وقت تواصل فيه إيران دفع برنامجها النووي. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي للكونغرس إن الإيرانيين يمكنهم بناء نظام نووي في غضون خمسة أشهر إذا قرروا القيام بذلك.
طرح نتنياهو فكرة اتفاقية أمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل بالمرور خلال آخر مكالمة هاتفية له مع الرئيس بايدن في تموز\يوليو حسب ما قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين لموقع أكسيوس. وقال المسؤولون إن نتنياهو أبلغ بايدن أنه يريد إرسال وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرب منه رون ديرمر إلى واشنطن لتقديم اقتراح بالتفصيل. ديرمر هو القوة الدافعة وراء الفكرة وقد بدأ في دفعها بعد وقت قصير من تولي نتنياهو منصبه قبل سبعة أشهر حسب ما قال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع أكسيوس.
ولا تُعرف المعايير الدقيقة لاتفاق نيانياهو المقترح لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إنه يهدف إلى التركيز على الضمانات الأمنية الأميركية بشأن تهديد نووي عسكري محتمل من إيران. وقال مكتب نتنياهو إنه لن يعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة. ولم يرد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي على أسئلة محددة حول فكرة نتنياهو، لكنه قال إن الإدارة تواصل "دعمها للتطبيع الكامل مع إسرائيل" و "التحدث إلى شركائنا الإقليميين [في الشرق الأوسط] حول كيفية تحقيق المزيد من التقدم". وأضاف المتحدث أن "التطبيع وتفاصيل أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن تقررها دولتان ذات سيادة".
قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو يرى أن الاتفاقية الأمنية الأميركية الإسرائيلية شيء يمكن توقيعه في سياق الصفقة الأوسع التي تحاول الولايات المتحدة التوصل إليها مع السعودية، وستشمل أيضًا اتفاقية تطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وكجزء من المحادثات حول الصفقة، تناقش إدارة بايدن والمسؤولون السعوديون اتفاقية أمنية محتملة من شأنها أن تمنح السعودية ضمانات أمنية أميركية.
أراد السعوديون اتفاقًا من شأنه أن يتضمن التزام المادة 5 على غرار حلف الناتو، حيث تعامل الولايات المتحدة أي هجوم ضد السعودية مثل هجوم ضد الولايات المتحدة. وقال مسؤول أميركي إن إدارة بايدن لم تقبل هذا الطلب لكنها وافقت على مناقشة ما يسميه بعض المسؤولين الأميركيين التزام "المادة 4.5”، أي ضمان أمني لا يرقى إلى مستوى التوقعات السعودية ولكنه سيظل مهمًا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو وديرمر يريدان شيئًا مشابهًا ويعتقدان أنه سيكون من الأسهل الحصول على مثل هذا الاتفاق الأمني في سياق أوسع لصفقة أميركية سعودية وإسرائيلية. وفي العام 2019، حاول نتنياهو وديرمر الذي كان السفير الإسرائيلي في واشنطن آنذاك الحصول على اتفاق مماثل من الرئيس ترامب آنذاك.
وقد عارض العديد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الفكرة، قائلين إن مثل هذا الاتفاق سيحد من حرية الجيش الإسرائيلي في العمل.
قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية في أيلول\سبتمبر 2019، قال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إنه ناقش مع نتنياهو إمكانية المضي قدمًا في معاهدة دفاع مشترك. وفي ذلك الوقت، بدا أن هذا محاولة من ترامب لمساعدة نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية. ولم يفز نتنياهو بالانتخابات وتلاشت الفكرة إلى حد كبير حتى وقت قريب.
في الوقت الذي يتم فيه رفع مستوى العلاقة الأمنية القوية بالفعل بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يمكن لمثل هذا الاتفاق أن يمنح الولايات المتحدة المزيد من النفوذ عندما يتعلق الأمر بالتأثير على العمليات العسكرية الإسرائيلية.
في مؤتمر عقد في واشنطن في نوفمبر 2019، قال ديرمر إن معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة ستوفر لإسرائيل "دفعة إضافية من الردع ضد التهديدات الأكثر خطورة التي تواجهها إسرائيل". وقال في ذلك الوقت إنه يتصور "معاهدة محدودة" من شأنها أن تخدم حاجات الطرفين الدفاعية ولكنها لن تقيد يدي إسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون سابقًا إن الإدارة تريد محاولة استكمال مبادرتها الدبلوماسية مع السعودية قبل أن تستهلك حملة الانتخابات الرئاسية أجندة بايدن، كما أفاد موقع أكسيوس في وقت سابق من هذا العام.