“من لا يشكر الناس لا يشكر الله”
“نعم، إن أهالي بلدة الكحالة الطيبين وأصحاب النخوة، إنبروا لإنقاذ سائق الشاحنة التابعة للمقاومة والمحمّلة بالعتاد العسكرية، التي إنزلقت بالصدفة، على كوع البلدة في الأيام القليلة الفائتة، فكل الشكر والثناء والتقدير وصادق العرفان على لهفتهم ونخوتهم”، هذا ما يقوله ويؤكده مرجع مسؤول قريب من محور المقاومة. ويوضح أن “في البداية كان التعامل مع حادث الإنقلاب هذا، كأي حادثٍ سيرٍ أو إنزلاق وما شاكل، أي إنقاذ السائق ثم الإتصال بقوى الأمن الداخلي، لرفع الشاحنة عن الطريق، حتى تدخلت عناصر حزبية، بمواكبةٍ إعلاميةٍ تحريضيةٍ، وأصرّوا على تفتيش حمولة الشاحنة، ثم الإعتداء على عناصر المواكبة المولجة لحماية الشاحنة، وتطور الأمر إلى إشكالٍ مسلحٍ، ولم تقم هذه العناصر الميليشيوية أي إعتبارٍ لتدخل الجيش اللبناني، فحدث ما حدث مما أدّى إلى استشهاد الشاب أحمد قصاص، ومقتل أحد أفراد المجموعة المعتدية نتيجة الرد على مصادر النيران، وكادت الأمور أن تتطور إلى فتنةٍ كبيرةٍ في البلاد، جراء الممارسات الميليشيوية والإعلام التحريضي”، على حد قول المرجع و بحسب معلوماته.
وفي الوقت عينه ينفي المرجع المذكور فرضية أن “يكون هذا الإشكال مدبرًا عن سابق تصميمٍ وتصورٍ”. ولكنه يؤكد وجود خلايا تكفيريةٍ نائمةٍ في مختلف المناطق اللبنانية، ولدى مختلف المكونات اللبنانيين المعادين للمقاومة ودورها، بالتالي لم تعد الخلايا النائمة محصورةً بالمتطرفين الإسلامويين”.
ولفت المرجع إلى أن “حادثة الكحالة المؤسفة والأليمة، جاءت لتكشف زيف إدعاءات أدعياء “حصر السلاح بيد الجيش والأجهزة الأمنية”، بعدما شتم بعضهم الجيش، ولم يحترموا وجوده ودوره، بل يريدون جيشًا متماهيًا مع مخططاتهم التخريبية وأوهامهم، وملائمًا لها”. ويأسف المرجع من مواقف “نواب الزواريب والأزقة” على حد تعبيره، الذين لا يقيسون مواقفهم هذه، إلا وفقًا لمصالحم الإنتخابية الآنية، ليس إلا.
ويستهجن الخطب الطائفية، التي أطلقت يمينًا ويسارًا، إثر الحادثة الإليمة، كذلك إستحضار ” بعض شعارات الحرب الأهلية التقسيمية البائدة والمبتذلة”. وهنا يسأل المرجع: “هل من الممكن أن يحيا لبنان من دون جناحيه؟”.
ويلفت إلى أن ” مفهوم الأمة اللبنانية شامل لجميع المكونات اللبنانين، وليس محصورًا بمكونٍ محددٍ”.
ويختم المرجع بالقول: “عودوا عن غيكم إلى رشد الراشدين من أهلكم، وكفى أوهامًا”.