• اخر تحديث : 2024-05-03 14:30
news-details
إصدارات الأعضاء

تمتاز لبنان بموقعين أولا اطلالتها على البحر مما يمنحها أجواء رائعة تجذب السياح إليها وقد خسرت ذلك للأسف بعد ان أصبحت بيئة طاردة. اما الموقع الآخر فقد كتب عليها أن تكون في تماس الحدود مع الكيان الصهيوني الغاصب وان تحتضن المقاومة التي هي الوجه المشرق للبنان والأمة التي ترفض الخنوع والتطبيع. ومما يؤسف له أن بعض حكام العرب تخلت عن لبنان ووقفت بالضد وساعدت على عدم استقرارها وتحاول افلاسها في الوقت الذي تنشط فيه الدوائر الامبريالية الغربية والصهيونية في محاولة لتدميرها وخلق فتنة لإنهاكها وتمزيقها بعد ان وجدت من يتآمر عليها من الداخل.

لبنان أصبح مكشوفا، والفتنة تطل براسها على الأبواب، والارتزاق السياسي بلغ الذروة، وسط خرائط دولية وغرف عمليات نشطة، وإعلام مموّل من الخارج، بهدف التحريض والتحشيد على أسوأ فتنة طائفية لحرق البلد وأهله. اللعبة الدولية تتمترس وراء سواتر إنسانية وإعلامية ومنظمات مجتمع مدني واجتماعية وسياسية وطائفية وحزبية، وهي تريد الخراب لهذا البلد، واما الحرب الأهلية فالجميع جربها، فهي دمار ونار وكوارث وجنائز وتدمير وطن وقتل شعب.

إذا كان لبنان قد تجاوز الفتنة الاولى بخسائر بشرية وتدمير البنى التحتية فان الفتنة هذه المرّة أخطر وأكبر وبلا تسويات. البعض يعبا للخراب ويحشد لتدمير البلد بخطاباته وغابت الروح الوطنية وتقارب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين. ونحن نقول ان من يبدأ الحرب، ستأكله أولاً. مثال أوكرانيا التي استخدمتها امريكا ودول اوروبا كبش فداء لمواجهة روسيا لم تعد دولة ذات سيادة، بل أصبحت مقبرة للموت، وملعباً للمصالح الدولية، على حساب دولة ستدفع الكثير من أجل لعبة غبية قادتها دول وعبئت بها وستدفع الثمن غاليا.

لا أحد يحب الحرب اما ذكرياتها فهي مرّة، واللعب بالنار ليس نزهة، والسكوت عن الفتنة ليس صحيحا، والتحريض الطائفي خطير، والتوظيف الإعلامي للفتنة أخطر، ويجب حماية الشراكة الوطنية والتماسك المجتمعي ضرورة يحتاجها الشعب اللبناني. يريد البعض اللعب بخطوط إمداد المقاومة، وتدميرها ولا يرغب بوجودها للأسف، ونعتقد لا توجد مصلحة في ذلك إلا للكيان للصهيوني الذي يتربص بلبنان والعميل الذي باع ضميره، واما المقاومة فهي خط وطني أحمر، ولا قيمة للبنان أو بقاء بلا وجودها وهي فوق الطائفية، والجميع يعرف ذلك، وهي ضرورة لسيادة لبنان وقوة لها، ورعب للكيان الصهيوني.

بلد مثل لبنان كان وما زال وسيبقى مبنياً على الشراكة الوطنية، والمطلوب تسوية الأمور السياسية وتغليب مصلحة الوطن وعلى قادة الكتل والفعاليات السياسية والاجتماعية والفكرية السعي لمنع تأجيج الفتنة والتوجه لاستعادة سلطات الدولة، والتمسك بالوحدة الوطنية، لأن البديل سيكون خراباً ودماراً وناراً لن يربح منها الشعب اللبناني.

لازالت المؤامرات تحاك ضد البلدان الرافضة للتطبيع؛ العراق وسوريا ولبنان واليمن ولن تستقر ما لم تتكاتف هذه الدول برؤية موحدة وموقف واحد وستنتصر ارادة شعوبها ولو بعد حين.