• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
إصدارات الأعضاء

بريكس بلاس + وتأجيل عضوية الجزائر وليس رفضها وسورية؟


تؤكد المعلومات انه بعد توسع مجموعة (بر يكس) في قمتها الخامسة عشر خلال الفترة من 22-24/8/2023 ولمدة /3/ ايام  في جنوب أفريقيا وانضمام ست /6/ دول  اليها والتي ستمارس عملها من تاريخ 1/1/2024، وبالتالي أصبح عدد دول المجموعة أحد عشر /11/ دولة وقد لمحّ السيد سيرغي لافروف بإشارة رمزية عن ذلك عندما قال: ان عدد الدول أصبح كعدد لاعبي فريق كرة القدم، وأعتقد ان قصده من ذلك توحيد الهدف بتسجيل فوز على المنافسين ووفقا لخطة متفق عليها ومعتمدة من الجميع.

وبعد الانضمام واستكمالا لمقالتي السابقة في جريدة تشرين بتاريخ 26/8/2023 وبعنوان [سورية وقمتا «بريكس» الحالية و«بر يكس بلاس» القادمة؟!]، فإن القمة القادمة للمجموعة ستضم الدول الأعضاء بعد توسعها أي (بريكس بلاس +) والدول هي [الدول المؤسسة (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) + الأعضاء الجدد وهم (ايران والسعودية ومصر والامارات والأرجنتين واثيوبيا]، وهذا يعني زيادة قوة البر يكس سواء من خلال التوسع الافقي أو التكامل العمودي، وهذا النجاح الكبير للبر يكس والذي يراكم نجاحاتها السابقة خلال /14/ عام من تأسيسها أي من سنة/2010/ بدأ يقابل بغضب غربي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، وعبر كبار القادة الأمريكيين عن ذلك، واعتبروا ان إقدام أغلب دول العالم للانضمام إلى المجموعة يهدد المصالح الغربية وخاصة في القارة الافريقية، وهو تعبير عن عدم رضا الدول الطالبة الانضمام عن السياسات الاقتصادية الغربية وإملاءاتها السياسية المشروطة وخاصة تحويل الدولار من وسيلة تبادل اقتصادية إلى وسيلة ضغط وقهر ضد الدول التي لا تخضع للغرب المتغطرس، ولا سيما بعد أن تفوقت مجموعة البر يكس ولأول مرة على الدول السبع الصناعية G7 وهي [أمريكا وإنكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان]، حيث شكل إنتاج البر يكس سنة /2022 / نسبة /31،5%/ من الناتج العالمي أما الدول السبع الصناعية فشكل ناتجها نسبة /30،7%/.

ومع انضمام الدول الست الجديدة ستزداد مساهمة (بريكس بلاس+) في الناتج الإجمالي وفي باقي المؤشرات الاقتصادية وحتى الاجتماعية والسياسية والأمنية وغيرها، ووجدت الدول الغربية وبعض الاقتصاديين التابعين لها العمل لتضخيم عدم قبول الجزائر الشقيقة كعضو في المجموعة، وبدأت تنشر الاشاعات والمعلومات والاستنتاجات لعرقلة توسع المجموعة من خلال زرع الفتنة بين الدول وعلى قاعدة (فرق تسد) كعادة الغرب الاستعماري، وبدأت الابواق الغربية تثير سؤال وهو [لماذا رفض طلب الجزائر بالانضمام الى المجموعة ؟!]، ولكن بقراءة اقتصادية  متأنية موضوعية محايدة نقول أن طلب الجزائر لم يرفض بل تم تأجيله فقط بدليل تصريحات القادة الجزائريين وفي مقدمتهم السيد الرئيس (عبد المجيد تبون) ولا سيما بعد زيارته لكل من (الصين وروسيا) ومعه وفد اقتصادي وتجاري وسياسي كبير خلال سنة /2023/، وأن الجزائر الشقيقة حققت أغلب المعايير المطلوبة للانضمام إلى البر يكس ومن أهمها [الاستقرار السياسي - القدرة على النمو السريع -  توافر موقع استراتيجي للتجارة الدولية- علاقات ثنائية مع دول تجمع بريكس].

ولكن تأجيل طلب انضمام الجزائر كان برأينا لأسباب إجرائية لوجستية وهي (الحاضر الغائب) في دول المجموعة، بدليل  انها شاركت  في بنك (البر يكس التنموي) وهي ليست عضوا وأودعت أموالا به /1،5/ مليار دولار، وأوفدت وزير تجارتها الى قمة البر يكس، وتمتلك اغلب عوامل الانضمام فهي [ أكبر بلد إفريقي وعربي من حيث المساحة وأكبر مُصدر للغاز الطبيعي في إفريقيا، ورابع أكبر اقتصاد في القارة السمراء، وديونها الخارجية شبه معدومة وهذا يمنحها استقلالية أكبر في صناعة القرار...الخ ]، كما أكد السيد الرئيس (عبد المجيد تبون) على ان بلاده ستنضم إلى المجموعة في نهاية سنة /2023/ وأضاف أن هذا يتطلب تحقيق مجموعة متطلبات ستسعى الجزائر لتحقيقها ومنها مثلا (زيادة ناتجها الإجمالي عن /200/ مليار دولار وزيادة  الصادرات من السلع غير النفطية والغاز وهذا سيتحقق لها الانضمام في القمة القادمة وبما ينسجم مع متطلبات العضوية وهي:

1. أن تتقدم الدولة الراغبة في الانضمام بطلب رسمي يسجل في الجهات المعنية لإدارة البر يكس وترشح من قبل أحد الأعضاء.

2. ان يحظى ترشيح هذه الدولة بموافقة كل الدول بالإجماع 100% بحيث يراعي التوازن بين قارات العالم بشكل نسبي.

3. ما حصل خلال قمة البر يكس الأخيرة أكدت الكثير من المعلومات أن كل دولة من الدول المؤسسة ترشح دولة واحدة للعضوية ماعدا الدولة المضيفة ترشح دولتين وما حصل هو [أن جنوب افريقيا المضيفة رشحت كل من (اثيوبيا ومصر) وتفادت ترشيح الجزائر حتى لا تثير أزمة مع (المغرب وإيطاليا وفرنسا) لوجود خلافات كبيرة لهذه الدول  مع الجزائر ،و روسيا رشحت ايران،  و الصين رشحت السعودية التي بدأت تسوق نفطها باليوان الصيني، والبرازيل رشحت الارجنتين من قارتها لتزداد قوة، والهند رشحت الامارات لعلاقتها الاقتصادية القوية معها، وتحاشت ترشيح الجزائر كي لا تقع في إشكالية مع المملكة المغربية التي تربطها بها علاقات اقتصادية قوية  حيث تستورد منها كميات كبيرة من الأسمدة وعلاقتها متميزة مع الامارات]، وبالتالي فإن هذه الدول لم تقف ضد الجزائر بل اعتمدت ترتيب الأولويات الجيوسياسية، وخاصة أن مجموعة البر يكس لا تريد الدخول في خلافات وتخطط لاستيعاب دول (المغرب العربي) بأكمله مستقبلا ،وحل المشاكل بين (الجزائر والمغرب) وعدم تأجيجها كعادة التحالفات الغربية.

وبالتالي نتوقع ان القمة القادمة ستحصل الجزائر على العضوية الكاملة، وكم نتمنى ان نستعجل الخطى للانضمام والاستفادة من التجربة الجزائرية، وخاصة ان الحكومة السورية ممثلة بالسيد وزير المالية  (كنان ياغي) وفي تصريح له مع قناة (سبوتنيك) الروسية في 15/6/2023 على هامش منتدى (بطرسبورغ الاقتصادي) على ان سورية تعتزم التقدم بطلب الانضمام إلى "بريكس" ومنظمة "شنغهاي" وأنه من المخطط افتتاح بنك "سبيربنك" في سورية، وانضمامنا لهذه المجموعة الكبيرة يساعدنا في مواجهة الأعداء من قوى احتلالية وعصابات إرهابية تكفيرية وميليشيات انفصالية، وهذا سيساعدنا في تعجيل وتفعيل الدورة الاقتصادية والاستثمار الأمثل لمواردنا مما يساعدنا في تجاوز (إدارة النقصان) الحالية وكما تقول الحكمة المعروفة  أن نأتي متأخرين خير من أن لا نأتي.