يتمتع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفقا للدستور بحق العفو عن بعض المدانين، وما زال بإمكانه استخدام هذا الحق خلال أيامه الأخيرة في الحكم، مما يثير تساؤلات عما إذا كان سيستفيد منه وعن القيود التي يمكن أن تحد من سلطاته.
وأصدر ترامب قرارات عفو لمؤيدين له، أبرزها في وقت سابق من العام الجاري عندما خفف الحكم الجنائي الصادر على روجر ستون الذي صدر الحكم بسجنه بعد إدانته بالكذب تحت القسم أمام المشرعين.
وفيما يلي أهم الأسئلة المتعلقة بهذا الحق الدستوري:
ما هي سلطة العفو؟
سلطة العفو المنصوص عليها في الدستور واحدة من أوسع السلطات التي يتمتع بها الرئيس، فقد رأى الآباء المؤسسون أن العفو وسيلة لإظهار الرحمة وخدمة المصلحة العامة.
وفي حين أن قرارات العفو تصدر في العادة لمن حوكموا، فإنها يمكن أن تشمل السلوك الذي لم تتخذ بعد بشأنه الإجراءات القانونية.
والعفو لا تراجعه الأفرع الأخرى للحكومة، والرئيس ليس مضطرا لإبداء أسباب لعفوه.
وهناك عفو يمحو الإدانة الجنائية، كما توجد صيغة مختلفة من العفو التنفيذي تعرف بالتخفيف، ولكن تبقي الإدانة كما هي رغم إلغاء عقوبتها.
ينطبق العفو أساسا على الجرائم الاتحادية، فليس من شأنه مثلا حماية رفاق ترامب من التحقيق الجنائي الذي يجريه المدعي العام لمانهاتن سيروس فانس، الذي بدأ منذ أكثر من عامين للتحقيق في مدفوعات مالية قدمها مايكل كوهين المحامي السابق لترامب قبل انتخابات عام 2016 لامرأتين قالتا إنهما جمعتهما لقاءات جنسية مع ترامب.
وأشار المدعي العام إلى أن التحقيق توسع الآن ويمكن أن يركز على احتيال محتمل مصرفي وضريبي وتأميني، إلى جانب تزييف سجلات تجارية.
هل بإمكان ترامب العفو عن أفراد أسرته؟
نعم، ففي عام 2001 أصدر الرئيس بيل كلينتون عفوا عن شقيقه روجر الذي أدين بحيازة الكوكايين في ولاية أركانسو، كما عفا عن نحو 450 شخصا، من بينهم متبرع للحزب الديمقراطي فر من البلاد بسبب اتهامات بالتهرب من الضرائب.
من يمكن لترامب أيضا أن يعفو عنه؟
قال ترامب إن بإمكانه العفو عن مايكل فلين مستشاره السابق للأمن القومي الذي أقر بجريمة الكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي، بشأن مناقشات أجراها مع مسؤول روسي قبل تنصيب ترامب في عام 2017.
وبينما ينتظر فلين صدور الحكم عليه سعى لسحب اعترافه، وقد يعفو ترامب استباقيا عنه، وكذلك عن محاميه الشخصي ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، الذي يحقق المدعون الاتحاديون في مانهاتن حول ما إذا كان قد انتهك قوانين جماعات الضغط في تعاملاته في أوكرانيا.
هل بإمكان ترامب العفو عن نفسه؟
ليس هناك إجابة قاطعة عن هذا السؤال، فلم يحاول رئيس القيام بذلك من قبل، وكان ترامب قد قال في عام 2018 إن لديه "الحق المطلق" في العفو عن نفسه.
ويقول كثير من خبراء القانون إن العفو عن النفس غير دستوري، لأنه ينتهك المبدأ الأساسي القائل إن أحدا لا يجب أن يكون القاضي في قضية تخصه.
هل يمكن أن يشغل نائب الرئيس المنصب ويعفو عن ترامب؟
في مذكرة في عام 1974 قال محام من وزارة العدل إن الرئيس ريتشارد نيكسون لم يكن بإمكانه العفو عن نفسه، لكن كان هناك اختيار آخر دستوري، وهو أن يتنحى مؤقتا وينال عفوا من نائبه ثم يستعيد المنصب.
ومن أجل أن يفعل نيكسون ذلك، كان يتعين عليه تفعيل المادة 25 من الدستور التي تسمح لرئيس عاجز بالتنحي مؤقتا.
واستقال نيكسون في النهاية بسبب فضيحة ووترغيت، ثم عفا خلفه جيرالد فورد عن أي جرائم اتحادية ارتكبها أو من الممكن أن يكون ارتكبها خلال شغله المنصب.
وقال كوري بريتشنايدر أستاذ العلوم السياسية في جامعة براون إنه لا يعتقد أن مايك بنس نائب ترامب يريد وجود مثل هذا الشيء في سجله.