قالت مجلة "فورين بوليسي" الاميركية إن أميركا وأوروبا والغرب عموما تعاملوا مع الديمقراطية في السنوات الماضية كـ "ملهى ليلي"، ولم يروا أنها تنزلق بعيدا وتوشك على السقوط في هاوية سحيقة، وقد حان الوقت لأخذها مأخذ الجد.
وأوضحت في مقال للباحثة إليزابيث براو بمعهد أميركان إنتربرايز بواشنطن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعديد من الآخرين، من جميع الاتجاهات الأيديولوجية، تعاملوا مع الديمقراطية على أنها استعراض، وأخذ هذا النهج في عهد ترامب الولايات المتحدة إلى منحدر أثار استبدادا حقيقيا وفوضى.
والآن، تم انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسا، ويبدو أن الولايات المتحدة تراجعت عن تلك الحافة في الوقت الحالي "لكن يجب أن تكون الانتخابات جرس إنذار ليس فقط لأميركا، بل للغرب عموما".
كان مسارا مرعبا
ففي جميع أنحاء أوروبا، كان رد الفعل على انتصار بايدن فوريا ومليئا بالنشوة، مع صيحات "أتمنى ألا يكون لأميركا طفل يحكم البيت الأبيض مرة أخرى" وشعور بأن الكابوس قد انتهى، وكانت الغالبية العظمى من الأوروبيين والآخرين، يشجعون بايدن ليس لأنهم يدعمون سياساته، ولكن لأنهم، مثل العديد من الأميركيين، كانوا مرعوبين من المسار الأميركي تحت حكم ترامب.
ومع ذلك، تقول براو، في حين وقف البعض بوجه ابتذال ترامب خلال فترة رئاسته، انخرط العديد من الناس من جميع المعتقدات السياسية في هذا السلوك بالذات: التشهير، والهجمات الإعلانية والهجمات العنيفة عندما كان بإمكانهم الاحتجاج سلميا، حتى ذوو التعليم العالي الذين يعتبرون أنفسهم خبراء، فعلوا ذلك. وعندما اتضح لكثير منهم مدى قرب الولايات المتحدة من حافة الفوضى، استيقظوا.
وقالت براو إن الديمقراطية لا تدوم من تلقاء نفسها فعلى الناس الاعتناء بها، مضيفة أن الفاصل بين ديمقراطية فاعلة والانحدار إلى درك سحيق، رقيق للغاية. ومع انتخاب بايدن، عاد ذلك الفاصل إلى مكانه.
إعادة تعلم ما يتطلبه حكم الشعب
ومضت تقول إن لدى القادة الأوروبيين قائمة طويلة من الرغبات تتضمن عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، والتزاما بالأمن الأوروبي، وشريكا في التفاوض يتصرف كشخص ناضج.
وحذرت الأوروبيين من أنه لا يوجد سبب يدعوهم إلى التعجرف "فمن الممكن أن يظهر ترامب بأوروبا أيضا"، مشيرة إلى أن بايدن لا يمكنه أن يعيد أميركا إلى عافيتها لتتعامل مع أوروبا كما كانت قبل ترامب، بمفرده. فالانقسام، والأسوأ من ذلك الشكوك من الجانب الأوروبي متفشية.
وقالت أيضا إنه ليس مجرد إجراء التصويت والفرز السلس نسبيا للأصوات هو ما يجعل الديمقراطية فاعلة، بل دعم الاحتجاجات السلمية عندما تُسرق الأصوات بالفعل، كما هي الحال في بيلاروسيا، وعلى الأوروبيين الالتفات لذلك.
وختمت قائلة قد حان الوقت لكل من الأميركيين والأوروبيين وبقية دول العالم إعادة تعلم ما يتطلبه حقا حكم الشعب.