بدأ وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في 24 سبتمبر 2023، جولة إفريقية، استمرت ستة أيام وشملت جيبوتي وكينيا وأنغولا، وعكست الجولة مساعي الولايات المتحدة في تعزيز حضورها في القارة الإفريقية، في ظل التنافس الدولي الحاد في القارة، وهو ما أثار تساؤلات عدّة بشأن ما إذا كانت واشنطن تستعد لتأسيس استراتيجية جديدة لها في إفريقيا، خاصةً مع المتغيرات المتلاحقة التي تشهدها دول القارة خلال الآونة الأخيرة.
أبعاد الجولة:
تُعد هذه الزيارة هي الأولى للويد أوستن إلى القارة الإفريقية منذ توليه منصبه الحالي كوزير للدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما عكس مؤشرات مهمة تتعلق بأولوية القارة الإفريقية على أجندة الإدارة الأمريكية الحالية في المرحلة المقبلة، وفي هذا الإطار يمكن عرض ملامح الجولة الإفريقية الأولى لأوستن على النحو التالي:
1. زيارة للقاعدة الأمريكية في جيبوتي: بدأ وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، جولته الإفريقية من جيبوتي، والتي تستضيف أهم قاعدة أمريكية في إفريقيا، قاعدة القيادة الأمريكية الإفريقية "أفريكوم"، وهي القاعدة التي تنطلق منها الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية على حركة الشباب الصومالية، وقد التقى أوستن خلال زيارته إلى جيبوتي بالرئيس، عمر جيله، ووزير دفاعه، في رسالة ضمنية عكست اتجاه واشنطن لتعزيز حضورها في منطقة القرن الإفريقي.
كما شهدت زيارة أوستن لجيبوتي اجتماعاً عقده وزير الدفاع الأمريكي مع الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، الذي قام بزيارة إلى جيبوتي بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي، وقد ارتكزت هذه المباحثات على مستقبل الأوضاع الأمنية في مقديشو، خاصةً وأن هذا الاجتماع يأتي بعد أيام قليلة من الطلب الذي تقدمت به الصومال للأمم المتحدة لوقف سحب 3 آلاف جندي، الذين يفترض أن يتم سحبهم من بعثة "الأتميس" الإفريقية خلال سبتمبر 2023، في إطار المرحلة الثانية من عملية الانسحاب التدريجي لهذه القوات، والتي تستهدف أن تتولى الصومال في نهاية 2024 مسؤولياتها الأمنية كاملة، وهو ما أرجعته الحكومة الصومالية إلى الانتكاسات الكبيرة التي تواجهها القوات الحكومية في حربها ضد حركة الشباب. لكن يبدو أن اللقاء الذي جمع أوستن بالرئيس الصومالي سيتمخض عنه مزيد من الدعم الأمريكي للحرب الراهنة التي تقودها مقديشو ضد حركة الشباب.
ويأتي اجتماع أوستن مع شيخ محمود بعد يومين فقط من الهجمات التي شنتها حركة الشباب الإرهابية على ثكنة عسكرية في "كولبيو"، ما أدى إلى إصابة مقاول أمريكي، بينما كشفت حركة الشباب أن الهجوم أسفر عن إصابة أربعة من القوات الأمريكية، وتسعة من القوات الكينية.
وفي هذا الإطار، ثمّة تخوفات أمريكية متنامية من إمكانية تكرار تجربة أفغانستان في الصومال، إذ إن سحب قوات حفظ السلام الإفريقية من الصومال بشكل مُبكر، أو حتى عدم تخصيص ما يكفي من الموارد لمقديشو، ربما يخلق فراغاً أمنياً يسمح لحركة الشباب الإرهابية باستغلاله من أجل توسيع نطاق سيطرتها في الداخل الصومالي، على غرار حركة طالبان التي استغلت انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
2. اتفاقية دفاعية مع كينيا: في أعقاب زيارة أوستن إلى جيبوتي، وصل وزير الدفاع الأمريكي إلى كينيا، وهي موطن لقاعدة "خليج ماندا" البحرية الأمريكية، وقد شهدت هذه الزيارة توقيع اتفاقية دفاعية بين البلدين مدتها خمس سنوات لتعزيز التعاون بين البلدين ضد التهديدات الإرهابية المشتركة، بالإضافة لذلك تعهد أوستن بحصول نيروبي على دعم أمريكي بحوالي 100 مليون دولار، لدعم عمليات الانتشار الأمنية لكينيا، حيث تستعد الأخيرة لقيادة قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات في هايتي، لمكافحة عنف العصابات هناك. وكانت نيروبي تعهدت بإرسال نحو ألف ضابط أمن في هذه المهمة الأمنية، والتي لا تزال تنتظر الموافقة الرسمية من قبل مجلس الأمن الدولي.
3. زيارة نادرة لأنغولا: اختتم وزير الدفاع الأمريكي جولته الإفريقية من أنغولا، في أول زيارة لوزير دفاع أمريكي إلى لواندا، حيث عمد أوستن إلى انتقاد التغلغل الروسي المتزايد في القارة الإفريقية، كما وجه انتقادات حادّة للمجالس العسكرية الحاكمة في الدول الإفريقية التي شهدت انقلابات عسكرية خلال السنوات الأخيرة، ولاسيما النيجر والغابون ومالي وبوركينا فاسو، وهو ما عكس مؤشرات مهمة تتعلق بتوجهات الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
سياقات مُهمة:
تأتي جولة وزير الدفاع الأمريكي إلى القارة الإفريقية بالتزامن مع جمّلة من المتغيرات التي طرأت في السياقات المرتبطة بالمشهد الإفريقي، وهو ما يمكن عرضه على النحو التالي:
1. التحركات المُرتقبة لمجموعة البريكس في إفريقيا: ثمّة قلق أمريكي متنامٍ من التوجهات الراهنة لمجموعة البريكس في القارة الإفريقية، خاصةً وأن هناك بعض التقارير توقعت أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحركات المتسقة لدول البريكس داخل إفريقيا، في محاولة لتعزيز نفوذها هناك، وفي هذا الإطار تحاول الولايات المتحدة توسيع نفوذها في القارة ومواكبة التنافس الدولي والإقليمي الراهن هناك، وهو ما قد تُعززه التحركات الأمريكية الأخيرة داخل القارة الإفريقية، ولاسيما الزيارة التي قام بها وفد أمريكي، برئاسة قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، الجنرال مايكل لانجلي، إلى ليبيا، في 20 سبتمبر 2023.
حتى إن ثمّة تقديرات ألمحت إلى أن جولة أوستن تشكل تمهيداً للجولة المرتقبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى القارة الإفريقية، والتي يفترض أن تكون قبل نهاية العام 2023، إذ تعهّد بايدن خلال القمة الإفريقية الأمريكية، في ديسمبر 2022 بزيارة إفريقيا خلال عام 2023، وربما تشكل زيارة أوستن تمهيداً لجولة بايدن المرتقبة، والتي ستشكل أول زيارة لرئيس أمريكي إلى القارة الإفريقية منذ زيارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، في عام 2015.
2. قلق أمريكي من استمرار نفوذ مجموعة فاغنر في إفريقيا: ألمح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال زيارته إلى جيبوتي، إلى أن الولايات المتحدة لم تشهد أي انسحاب كبير لقوات فاغنر من مناطق انتشارها في القارة الإفريقية منذ وفاة زعيمها السابق، يفغيني بريغوجين، في أغسطس 2023، لافتاً إلى أن إفريقيا لا تزال تشهد حضوراً كبيراً لعناصر فاغنر، وأن موسكو لم تعمد بعد إلى استيعاب كامل لعمليات المجموعة في كافة أنحاء القارة.
بل إن ثمّة تقارير غربية حذرت من وجود تطلعات راهنة لدى روسيا لتوسيع نطاق انتشار مجموعة فاغنر في القارة الإفريقية، والعمل على توظيف الأوضاع السياسية في بعض هذه الدول لتعزيز الانخراط فيها، خاصةً في النيجر والتي أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 24 سبتمبر 2023، أن باريس ستسحب سفيرها منها وتنهي وجودها العسكري فيها قبل نهاية العام 2023.
3. انزعاج واشنطن من سيطرة الصين على المعادن النادرة في إفريقيا: ألمحت بعض التقديرات إلى أن هناك انزعاجاً أمريكياً متزايداً من التحركات الصينية في القارة الإفريقية، ولاسيما في ظل سيطرة بكين على المعادن الاستراتيجية في القارة، وخاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي إطار الحرب التجارية الباردة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تشكل المعادن الأرضية النادرة أهمية خاصة فيها، يتوقع أن تعمد الولايات المتحدة إلى تكثيف تحركاتها داخل القارة الإفريقية، لوضع حد للهيمنة الصينية على المعادن النادرة في إفريقيا.
4. التحولات الجيوسياسية الراهنة في القارة الإفريقية: تشهد القارة الإفريقية جملة من التحولات الجيوسياسية المهمة، لعل أبرزها التصاعد الملحوظ في وتيرة الانقلابات العسكرية التي تشهدها دول القارة، ورغم تركز هذه الظاهرة حتى الآن في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، فإن احتمالية تمددها لا تزال قائمة، وقد عمدت بعض التقارير الغربية إلى الإشارة إلى أن العسكريين الذين تلقوا تدريبات من قبل الولايات المتحدة كان لهم دور بارز في الانقلابات العسكرية التي شهدتها الدول الإفريقية، مما أثار عدّة إرهاصات بشأن ضرورة إعادة الولايات المتحدة النظر في استراتيجيتها الأمنية داخل القارة الإفريقية.
وتنطوي التحولات الجيوسياسية في إفريقيا أيضاً على التصاعد اللافت في وتيرة التهديدات الإرهابية في كثير من دول القارة، غير أن هناك بعض التقديرات كانت قد ألمحت إلى أن هناك اتجاهاً راهناً في الداخل الأمريكي بات يتبنى ضرورة أن تركز الولايات المتحدة جهودها العسكرية على المجموعات الإرهابية ذات الطابع الدولي في إفريقيا، والتي يمكن أن تشكل تهديدات مباشرة لمصالح واشنطن وحلفائها.
استراتيجية جديدة:
تأتي جولة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى القارة الإفريقية بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، في أغسطس 2023، عن استراتيجية جديدة تجاه إفريقيا، ومن ثمّ تُشكل هذه الزيارة ترسيخاً لملامح تلك الاستراتيجية، وهو ما يمكن عرضه على النحو التالي:
1. تركيز واشنطن على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل: كشفت بعض التقديرات عن وجود توجهات أمريكية راهنة لتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، وهو ما يتسق مع الاهتمام الأمريكي اللافت بالملف الليبي خلال الأشهر الأخيرة، لعرقلة المساعي الروسية للحصول على قاعدة عسكرية بحرية في ليبيا، فضلاً عن الحديث عن استراتيجية أمريكية جديدة تتعلق بمنطقة الساحل والصحراء، تستهدف التكيف مع التحولات الجيوسياسية الراهنة في هذه المنطقة، والتعامل مع السلطات الانقلابية الجديدة في دول هذه المنطقة، بما يضمن مصالح واشنطن، ويقوض من نفوذ روسيا ومجموعة فاغنر هناك.
وفي هذا السياق، تُشير بعض التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تستهدف تشكيل تكتل موالٍ لها في غرب إفريقيا، لمواجهة التكتل الراهن في منطقة الساحل، والقريب من روسيا، مع العمل على تعزيز النفوذ الأمريكي في شمال إفريقيا، ولاسيما في ليبيا، وبالتالي محاصرة النفوذ الروسي في منطقة الساحل، بيد أن نجاح هذه التحركات الأمريكية لا يزال محل شك في ظل التوازنات الراهنة.
2. إعادة التفكير في منهج "الأمن أولاً": طرحت بعض مراكز الفكر القريبة من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بعض ملامح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في إفريقيا، من خلال إعادة النظر في منهج "الأمن أولاً" (The Security-First Approach)، وهو المنهج الذي وجه السياسة الخارجية الأمريكية في إفريقيا خلال العقود الثلاثة الماضية، والدفع نحو استبداله بمقاربة جديدة تعتمد على حوار شامل حول الاستثمارات والنمو الاقتصادي والمناخ والأمن، ويمكن أن يتم البدء في هذه المقاربة خلال الجولة المرتقبة للرئيس الأمريكي للقارة الإفريقية، والتي يتوقع أن تتضمن زيارة إلى نيجيريا وكوت ديفوار وناميبيا وزامبيا وكينيا.
3. تجاوز البيروقراطية التقليدية: كشف سفير الولايات المتحدة السابق لدى غينيا الاستوائية، ألبرتو فرنانديز، عن وجود إشكالية رئيسة تواجه القوة الناعمة الأمريكية داخل القارة الإفريقية، تتعلق بالأساس بالميل الشديد والمبالغ فيه من قبل المسؤولين الأمريكيين للبيروقراطية والبطء الشديد في تحركاتهم داخل القارة الإفريقية، وهو ما يعزى بدرجة كبيرة لعدم اعتبار إفريقيا، ولاسيما منطقة الساحل، أولوية بالنسبة لواشنطن خلال الفترات الماضية. لكن يبدو أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على تجاوز هذه البيروقراطية، من خلال التركيز على القارة الإفريقية كإحدى أولويات الأجندة الأمريكية، وهو ما قد يسفر عن مزيد من الفاعلية في التحركات الأمريكية داخل إفريقيا.
4. العمل على تقليل اعتماد إفريقيا على التسليح الروسي: أشارت بعض التقديرات الغربية إلى أن وزير الدفاع الأمريكي ناقش خلال زيارته إلى أنغولا مع المسؤولين في لواندا ملف الاعتماد الأنغولي على التسليح الروسي، وزيادة الاعتماد الإفريقي على السلاح الروسي، وقد لفتت هذه التقديرات إلى وجود تطلعات أمريكية راهنة لتشجيع الدول الإفريقية على تقليل اعتمادها على السلاح الروسي، والاتجاه بدلاً منه إلى السلاح الأمريكي والغربي، وفي هذا الإطار يمكن أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من صفقات التسليح الأمريكية مع الدول الإفريقية، مع تقليل القيود السابقة على هذه الصفقات.
5. إعادة هيكلة الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا: أشارت بعض التقارير الأمريكية إلى أن سياسة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا أثبتت عدم فاعليتها خلال السنوات الماضية، سواءً بالنسبة للدول الإفريقية أو حتى بالنسبة للأهداف الأمنية الأمريكية، فالاستخدام المباشر للقوة من قبل واشنطن في مناطق وبؤر الصراع داخل القارة الإفريقية، وكذا إساءة استخدام التدريبات والمساعدات الأمنية الأمريكية من قبل بعض الشركاء الأفارقة، أدى إلى تغذية المشاعر المعادية للولايات المتحدة وتجنيد مزيد من العناصر الإرهابية في التنظيمات المتطرفة داخل القارة. وفي هذا الإطار، كشفت هذه التقارير عن اتجاه واشنطن لمراجعة شاملة لاستراتيجيتها الخاصة بمكافحة الإرهاب في إفريقيا، بما يضمن تحقيق التوازن والاستخدام المناسب للقوة ضد التهديدات الأمنية الحقيقية، مع تقليل استخدام القوة ضد المجموعات الإرهابية المحلية، والتي لا تشكل قوة عالمية قادرة على تهديد الولايات المتحدة وحلفائها.
6. التركيز على سلاسل التوريد الإفريقية: تتجه الولايات المتحدة لإظهار اهتمام أكبر بسلاسل التوريد داخل القارة الإفريقية، خاصةً في ظل التحركات الراهنة لخصوم واشنطن داخل القارة، والتي تشكل مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة، لذا تعول الولايات المتحدة، على سبيل المثال، على ناميبيا، والتي تتمتع بإمدادات غنية بالمعادن المهمة، خاصةً النحاس والليثيوم والكوبالت واليورانيوم، بالإضافة للمعادن الأرضية النادرة، لذا يتوقع أن تتضمن جولة بايدن المرتقبة زيارة إلى ناميبيا، كما لا يستبعد أن يتم إدراج ناميبيا، وعدد من الدول الإفريقية الأخرى، في "شراكة أمن المعادن" (Minerals Security Partnership) ، وهي المبادرة التي أعلنتها الولايات المتحدة، في يونيو 2022، وتُعد أكبر تجمع تعدين في العالم، وتهدف إلى بناء سلاسل توريد معادن قوية ومسؤولة وآمنة.
والأمر ذاته يتعلق بزامبيا، والتي كانت واشنطن قد وقعت معها، ومع جمهورية الكونغو الديمقراطية، مذكرة تفاهم، في ديسمبر 2022، من أجل تطوير سلاسل التوريد الخاصة ببطاريات السيارات الكهربائية، وتعزيز البنية التحتية الحيوية بين جنوب الكونغو الديمقراطية وشمال غرب زامبيا وميناء لوبيتو الأنغولي.
7. توسيع التجارة مع إفريقيا: تعمل الولايات المتحدة على توسيع حجم التجارة مع القارة الإفريقية، وفي هذا الإطار كانت واشنطن قد وقعت، في ديسمبر 2022، مذّكرة تفاهم مع الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وامكيلي ميني، لتعزيز التعاون المشترك في التجارة والاستثمار، وإلزام الجانبين بعقد اجتماع سنوي مشترك، ويمكن أن يتم عقد هذا الاجتماع خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للقارة الإفريقية، حيث يمكن أن يتم عقد هذا الاجتماع في كينيا، حيث يتوقع أن يتم توقيع اتفاق للشراكة التجارية والاستثمارية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وكينيا خلال هذه الزيارة.
وفي التقدير، يمكن القول إن الولايات المتحدة تتجه لتوسيع انخراطها في القارة الإفريقية، ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحركات الأمريكية في إطار الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها واشنطن إزاء القارة، لمواجهة النفوذ الروسي والصيني المتنامي هناك.