• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
مقالات مترجمة

"الغارديان": على بايدن الضغط على إسرائيل للتخطيط لليوم التالي للحرب


ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو، أعلن الخميس، أنه أبلغ البيت الأبيض أنه لن يقبل بإقامة دولة فلسطينية بعد الحرب، ولن يتنازل عن السيطرة الأمنية على أي منطقة غرب نهر الأردن، مضيفاً أنه "يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول لا لأصدقائنا". ومع ذلك، فإن هذه المشاعر لها تأثير في كلا الاتجاهين. لقد حاولت الولايات المتحدة، الحليف الأقوى والأكثر أهمية لإسرائيل، مراراً وتكراراً مناقشة سيناريوهات "اليوم التالي" مع إسرائيل والمسارات المحتملة نحو حل الدولتين الذي يشمل الدولة الفلسطينية المستقبلية واعتبارات تتعلق بأمن إسرائيل، إلا أنها قوبلت بالرفض".

وبحسب الصحيفة، "عندما عاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل في منتصف كانون الثاني للمرة الخامسة منذ هجوم 7 تشرين الأول، حمل رسالة قاطعة من السعودية إلى نتنياهو: السعوديون مستعدون للاعتراف بإسرائيل، فقط إذا اعترفت الأخيرة أخيراً بالدولة الفلسطينية إلى جانبها وبدأت في تنفيذ خطة في هذا الإطار. لكن الحكومة التي يقودها اليمين في إسرائيل تعارض مثل هذا المسار، كما وأن نظام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الضعيف لا يملك في الوقت الحاضر القوة اللازمة لتحقيق هذه الرؤية في أجزاء الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، ناهيك عن غزة التي تسيطر عليها حماس والتي مزقتها الحرب. وبالطبع فإن حماس ليست مستعدة في الوقت الحاضر لإلقاء أسلحتها".

وتابعت الصحيفة، "إن الطريق نحو سلام طويل الأمد سيكون بمثابة إنجاز تاريخي هائل للبيت الأبيض في عهد الرئيس جو بايدن، ويبقى السؤال هو كيفية تحقيق ذلك. ويتمثل التحدي الأول في كيفية دفع إسرائيل إلى ما بعد عهد نتنياهو. هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى الخطوة الثانية، وهي جمع كل الدول العربية، بما في ذلك قطر، التي ترعى حماس، والسعوديون، الذين يشكلون مفتاح المستقبل الفلسطيني، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم خطة الحكم الذاتي الفلسطيني إلى جانب الأمن الإسرائيلي. وفور مغادرة بلينكن إسرائيل، أظهر استطلاع أسبوعي هناك أن الدعم الشعبي لنتنياهو مستمر في التآكل. وعند سؤالهم عمن يدعمون، أجاب الجمهور الإسرائيلي كما فعل منذ اندلاع الحرب: إذا أجريت انتخابات، فإن حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس سيكتسح حزب الليكود اليميني المتطرف بزعامة نتنياهو".

وأضافت الصحيفة، "لا تزال الاتجاهات تشير إلى فوز غانتس على نتنياهو والقدرة على تشكيل حكومة بدون الليكود أو أحزاب اليمين المتشددة. وعلى أقل تقدير، ستأخذ تلك الحكومة فكرة اتفاقيات السلام الإقليمية على محمل الجد، إلى جانب كلمة البيت الأبيض في عهد بايدن. والأهم من ذلك أن اتباع نهج أميركي أكثر قوة من شأنه أن يشكل مصدر إلهام لعدد كبير من الإسرائيليين الذين يسعون إلى إجراء انتخابات جديدة. ربما يكون التعاطف الذي أظهره بايدن تجاه الجمهور الإسرائيلي منذ هجوم 7 تشرين الأول، إلى جانب تسليم الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم المالي، قد أضر بمكانته بين بعض التقدميين الأميركيين، لكنه جعله أكثر شعبية في إسرائيل من أي زعيم عالمي".

وبحسب الصحيفة، "يجب على بايدن الاستفادة من شعبيته من أجل المصالح الجيوسياسية الأميركية. أولاً، يجب عليه الاستمرار في تحقيق أهداف السياسة الأميركية الضرورية، أي وقف الحرب، مع الاتفاق بين حماس وإسرائيل على إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً، إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن، فضلاً عن سيناريو جدير بالثقة لليوم التالي. وهذا يعني أن توضح للحكومة الإسرائيلية أن هناك حاجة إلى تحديد نهاية اللعبة للحرب. ويتعين على الولايات المتحدة أن تقول لنتنياهو إن إسرائيل ليس لديها ضوء أخضر لخوض حرب إلى أجل غير مسمى من دون حل، كما ألمح نتنياهو إلى أنه قد يسعى إلى ذلك. في الواقع، كان بلينكن موجودًا في دافوس لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث روج مرة أخرى لسيناريو اليوم التالي الذي يرفض نتنياهو قبوله. وبناء على ذلك، يجب على بايدن أن يوضح بوضوح وعلنا ما هي الخطوط الحمراء لأميركا، ويشمل ذلك انتقاد الولايات المتحدة علناً لتصريحات الوزراء الإسرائيليين الذين يواصلون الدعوة إلى إعادة احتلال غزة، أو الخطط الغامضة التي تروج لها حكومة نتنياهو لمطالبة العشائر العائلية المحلية في غزة بتولي الإدارة المدنية هناك، في حين تسيطر إسرائيل على كل شيء آخر. ويشمل ذلك أيضًا مطالبة إسرائيل بتحويل عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية إلى السلطة".

وتابعت الصحيفة، "لقد حان الوقت لكي يتحدث بايدن مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، وليس فقط من خلال الأبواب الدبلوماسية غير المباشرة والمغلقة أو التسريبات الصحفية، لتوضيح أنه يجب أن يكون هناك مسار سياسي مفتوح بين إسرائيل والفلسطينيين. كما ويجب عليه أيضًا أن يكون حازماً بشأن إيصال مساعدات إنسانية عاجلة وواسعة النطاق إلى غزة. وطالما أن نتنياهو وحلفاءه يحتفظون بالسلطة، فيجب أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن أفعالهم التي تتعارض مع المصالح الأميركية. الأمر لن يكون سهلاً، فبايدن يواجه زعيمًا إسرائيليًا متمسكًا بمقعده مدى الحياة، بينما يحاول نتنياهو، بالإضافة إلى الحرب، التنصل من تهم الفساد الجنائية المحلية".