• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"لوتان": تركيا وروسيا ترسمان عالم الغد باتفاق قره باغ


مع أنقرة، موسكو هي الرابح الأكبر من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في القوقاز، في حين انحسر دور الأميركيين والأوروبيين في مجرد التفرج على الوضع.

هذا ما علقت به افتتاحية صحيفة "لوتان" السويسرية على اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أذربيجان وأرمينيا بوساطة روسية في إقليم قره باغ، مشيرة في البداية إلى أن القضية "حسمت" دون الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يحرك ساكنا لمنع التصعيد الأخير المدمر بين أرمينيا وأذربيجان والذي دام 6 أسابيع.

وحسب كاتب الافتتاحية لويس ليما، فإن هذا الاتفاق مهد الطريق أمام انتصار جديد لروسيا وتركيا لتستمرا في تشكيل المشهد الدبلوماسي لعالم الغد على حساب الغرب.

فقد أصبح المرء -وفقا لليما- لا يذكر في الجغرافيا السياسية روسيا إلا وتذكر تركيا بحيث لم يعد بالإمكان فصلهما عمليا، لكن الكاتب يبرز في الوقت ذاته أن البلدين غالبا ما يكونان على طرفي نقيض، ويظل العامل الواحد المشترك بينهما هو التصدي للغرب.

وأضافت الافتتاحية أن موسكو وأنقرة إنما تملآن الفراغ الذي خلفته الانسحابات الأميركية والاختلالات الأوروبية، مشيرة إلى أنهما تستخدمان جميع الوسائل المتاحة لتضعا نفسيهما في قلب اللعبة ثم ينتهي بهما الأمر إلى نسف ما كان بمثابة إطار متعدد الأطراف والاستعاضة عنه بهيكل دبلوماسي مصمم على مقاسهما.

ففي سوريا مثلا أصبحت ما تسمى عملية أستانا هي مرجعية المفاوضات، وذلك على حساب الأمم المتحدة، وكان التدخل في ليبيا مع الكثير من الصبر على أمل توزيع المكاسب في نهاية المطاف.

ومع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قره باغ تكون اتفاقية مينسك -التي كانت محل تقدير دولي والتي يبلغ عمرها ربع قرن- قد أصبحت في طي النسيان.

وباختصار -يقول ليما- فإن فرنسا والولايات المتحدة أصبحتا خارج اللعبة مرة أخرى.

والواقع -وفقا للكاتب أن جنوب القوقاز هو ميدان عمل "طبيعي" تاريخي لهذين البلدين أكثر بكثير من واشنطن أو باريس.

وترى الصحيفة أن روسيا دخلت الصراع الأخير بين البلدين على مضض بعض الشيء، وذلك لحرصها على عدم إزعاج أي من صديقيها القديمين أذربيجان وأرمينيا.

ومع ذلك، فإن موسكو ومن خلال تركها أرمينيا تغرق في هذه الحرب بشكل عبثي وحرصها على عدم معارضة رغبات أذربيجان التي تدعمها تركيا تمكنت من الحصول على اتفاق يسمح لها بإرسال الآلاف من الجنود الروس للعب دور الحكم، لتكون بذلك قد انتصرت على جميع الأصعدة، وتجعل الرئيسين الفرنسي والأميركي يخسران بالفعل اللعبة في هذه المنطقة من العالم.