• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"واشنطن بوست": انتخابات أميركا...الكلفة الباهظة لتأخر انتقال السلطة


حذر مسؤولان بارزان شغلا منصب كبير موظفي البيت الأبيض سابقا من أن تأخر الانتقال السلس للسلطة بعد الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، وغياب التعاون بين الإدارة المنتهية ولايتها وتلك القادمة في ظل الفوضى، التي تعيشها البلاد جراء تفشي فيروس كورونا قد تكون له عواقب وخيمة على أمن واقتصاد أميركا.

وقال أندي كارد، السياسي الجمهوري، الذي شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وجون بوديستا السياسي الديمقراطي، الذي شغل أيضا منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون، في مقال مشترك لهما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن شواهد التاريخ تؤكد على أن أعداء أميركا يسعون لاستغلال المراحل الانتقالية للنيل منها، وأبرز دليل على ذلك الهجوم الإرهابي، الذي تم إحباطه عشية تنصيب الرئيس باراك أوباما.

وأشار المسؤولان إلى أن تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي أودت بحياة حوالي 3 آلاف أميركي، ودمرت برجي التجارة في مانهاتن، وجدت أن الانتقال المتأخر للسلطة بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2000 قد أعاق الإدارة الجديدة عن اختيار وتجنيد وتعيين مسؤولين رئيسيين في مجال الأمن القومي، والحصول على موافقة مجلس الشيوخ على ذلك، وخلصت اللجنة إلى أن تجنب الاضطرابات عند انتقال السلطة في المستقبل يخدم مصلحة الولايات المتحدة كثيرا.

فاتورة التأخير

وشهدت الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2000 نزاعا تاريخيا بين المرشحين المتنافسين الجمهوري جورج دبليو بوش والديمقراطي ألبرت آل غور، وذلك بسبب تقارب النتائج والفارق الضئيل في الأصوات التي حصل عليها المرشحان في ولاية فلوريدا، والتي لم تتجاوز 537 صوتا، وقد حسم النزاع حول نتائج الانتخابات في المحكمة العليا الأميركية لصالح بوش.

ونتيجة لتأخر البت في نتائج الانتخابات، الذي يعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، فإن إدارة بوش لم تتمكن من الوصول إلى الموارد والوكالات الفدرالية إلا بعد 37 يوما.

وبعد أقل من 8 شهور على تولي جورج بوش الابن رئاسة الولايات المتحدة، كانت طائرتان تدكان برجي التجارة العالميين، وكان أحد كاتبي المقال، أندي كارد، يهمس في أذن بوش خلال زيارة ميدانية يقوم بها لإحدى المدارس ليخبره بأن "الولايات المتحدة تتعرض لهجوم".

وضع مختلف

وأشار المسؤولان السابقان إلى أنه في ظل الفوضى الناجمة عن تفشي وباء كورونا، فإن تكاليف تأخر الانتقال السلس للسلطة في الانتخابات الحالية قد تكون أعلى بكثير من أي وقت تقريبا في تاريخ الولايات المتحدة، وقد يؤدي ذلك التأخر وغياب التعاون بين الإدارة المنتهية ولايتها والإدارة الجديدة إلى إعاقة الانتعاش الاقتصادي، وإبطاء توزيع اللقاح ضد فيروس كورونا، وتعريض حياة الأميركيين للخطر.

وقال كارد وبوديستا إن الرئيس المنتخب جو بايدن وفريقه الانتقالي لا ينبغي أن يعانوا من تأخير مماثل للذي حدث عام 2000، لأن المشهد الانتخابي مختلف ونتائج الانتخابات مختلفة، ولأن الأميركيين قد أدركوا من خلال تلك التجربة التكاليف الخطيرة لتأخر انتقال السلطة.

وختم السياسيان الأميركيان مقالهما بالقول "لقد تحاربنا بمرارة من أجل إعادة فرز الأصوات في عام 2000؛ لكن هذه الانتخابات ليست مثل انتخابات عام 2000، وبالنظر إلى الحقائق المتعلقة بالوباء، فإن تأخير بدء انتقال السلطة قد تكون له تكاليف حقيقية.. يجب أن تبدأ عملية الانتقال الآن".