نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، مقالة بعنوان "حلفاء دونالد ترامب يتسابقون من أجل تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط القابل للاشتعال" للكاتب ديفيد غاردنر.
يرى الكاتب أن احتمال خسارة ترامب الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يسرّع في الشرق الأوسط "جميع أنواع الأعمال المميتة"، حيث يتسابق حلفاء ترامب على القيام بأشياء متهورة قد تفضل إدارة مستقبلية بقيادة الديمقراطي جو بايدن التراجع عنها.
أول هذه الأعمال هو الضوء الأخضر لإسرائيل لضم أكثر من مئة مستوطنة يهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية - وكلها غير قانونية بحسب القانون الدولي.
ويرى الكاتب أنه من المحتمل أن يساعد ترامب وصهره جاريد كوشنر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضم جزئي، ولكن استراتيجي، للأراضي الفلسطينية المحتلة يقتل أي احتمال لإنشاء دولة فلسطينية.
أما الذين يسميهم غاردنر "المعجبين بترامب الآخرين في المنطقة"، من الخليج إلى مصر، فهم حريصون أيضاً على إنجاز الأمور بينما ترامب لا يزال رئيساً. في المملكة العربية السعودية، وحتى قبل دخول الملك سلمان إلى المستشفى أخيرا، تزايدت التكهنات بأن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الذي لديه القدرة على توحيد جانبي الكونغرس الأمريكي ضده، سيخلف والده هذا العام.
وفي ليبيا حيث اشتدت الحرب الأهلية، بدأ الأمر يبدو كما لو أن مصر قد تغزو شرق ليبيا، فيما تسعى روسيا إلى موقع مريح في جنوب البحر الأبيض المتوسط لتزيد من مكاسبها في منطقة شرق البحر، التي يشار إليها في الآونة الأخيرة بـ "بركة حلف شمال الأطلسي".
ويرى الكاتب أن المواجهة الروسية و/ أو المصرية مع تركيا في ليبيا خطر حقيقي.
بالنسبة لإيران حيث وقعت أخيراً سلسلة من الحوادث التي لا تنكر إسرائيل بشكل كامل أنها تقف وراءها، يذكّر الكاتب في هذا السياق، بأنه في أيلول/ سبتمبر الماضي، ردت إيران على العقوبات الأمريكية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي التاريخي الذي وقعته إيران في عام 2015 مع ست قوى عالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة بقيادة باراك أوباما، بهجوم بطائرة من دون طيار وصواريخ إيرانية منشأة "أرامكو" السعودية.
ذلك يعني، حسب الكاتب، أن هناك بالفعل خطر التصعيد، في وقتٍ يعد آخر شيء مطلوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج هو مشاهد حروب لا هوادة فيها في سوريا وليبيا واليمن.
ويخلص غاردنر إلى القول إنه إذا فاز بايدن في تشرين الثاني/ نوفمبر، فهناك توقع بأنه سيتبنى بشكل ما انفراج أوباما الدبلوماسي مع طهران. وستكون هذه هي الطريقة الأكثر أمانًا لاحتواء طموحات إيران النووية من دون حرب.