ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأميركية أن "هناك رواية مفادها أن دعم الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل يمكن أن يؤثر سلباً على عملية إعادة انتخابه. على سبيل المثال، قال السيناتور بيرني ساندرز إن القضية قد تكون "حاسمة" في تشرين الثاني، كما وتشير عناوين الصحف الصادرة مؤخراً إلى أن دعم البيت الأبيض الكامل لإسرائيل قد يدمر فرص إعادة انتخاب بايدن".
وبحسب الصحيفة، "كما يتضح من الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان، حيث صوت نسبة كبيرة من الناخبين بــ"غير ملتزم" أو "Uncommitted" كجزء من حركة احتجاجية ضد بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، فإن الديمقراطيين لديهم كل الحق في الشعور بالقلق بشأن هذه القضية. ومع ذلك، فإن فكرة أن مصير بايدن الانتخابي قد تحطم بسبب الحرب في غزة هي فكرة مبالغ فيها. أولاً، لم تتأثر أرقام بايدن إلا قليلاً منذ السابع من تشرين الأول. ومن الواضح أن استطلاعات الرأي التي أجراها بايدن شكلت مصدرًا متزايدًا للذعر بالنسبة للديمقراطيين. وتظهر البيانات أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يتقدم بشكل لا يستهان به على المستوى الوطني، وكذلك في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان".
وتابعت الصحيفة، "مع ذلك، فإن القليل من هذا سببه موقف بايدن تجاه إسرائيل.في الواقع، ظلت معدلات شعبيته ثابتة تقريبًا منذ اندلاع الصراع في إسرائيل وفلسطين. وفي الثامن من تشرين الأول، أي اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس، كانت نسبة تأييد بايدن سيئة للغاية إذ بلغت 39.6%. واليوم بلغت النسبة 38.5 بالمئة".
وأضافت الصحيفة، "ثانياً، حتى لو كان الأميركيون منقسمين على نحو متزايد بشأن الصراع بين إسرائيل وفلسطين، فلا أحداً منهم تقريباً يصنف الحرب في غزة باعتبارها قضية بارزة إلى حد كبير. وفقا لاستطلاعات شركة غالوب للتحليلات والاستشارات، على سبيل المثال، فإن عدد الناخبين الذين أدرجوا هذه المشكلة باعتبارها المشكلة الأكثر أهمية في البلاد بلغت نسبتهم أقل من 1 في المئة. ولا تزال المخاوف الكبرى بالنسبة لمعظم الأميركيين تتمثل في التحديات في الداخل: الهجرة (28 في المائة)، والتضخم/الاقتصاد (23 في المائة)، وضعف القيادة بشكل عام (20 في المائة). ومع استمرار تصدر الحرب في غزة العناوين الرئيسية مع حرب روسيا في أوكرانيا، تظل هذه القضية تمثل أولوية من الدرجة الثانية بالنسبة لأغلب الناخبين".
وبحسب الصحيفة، "ثالثاً، كان بايدن سيخسر بعض الناخبين المؤيدين لإسرائيل إذا لم يهب بقوة للدفاع عن إسرائيل بعد هجوم حماس. وينقسم الديمقراطيون فعلياً بين أولئك الذين يتعاطفون مع الإسرائيليين ومع الفلسطينيين، لذا فإن أي "جانب" يتخذه بايدن في الصراع كان لا بد أن يؤدي إلى تنفير بعض المؤيدين. كل هذا لا يعني أن الحرب في غزة لا تؤثر سلباً على بايدن، ولكن من المرجح أن تكون آثار الحرب سياسية على نطاق أوسع، وليست انتخابية بحتة".
وتابعت الصحيفة، "في الأشهر الأولى من الحرب، تجنبت إسرائيل نصيحة الإدارة "خلف الأبواب المغلقة" لإجراء هجوم عسكري سريع ودقيق للغاية في غزة. وفي الأسابيع اللاحقة، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، عرقل نتنياهو أي نقاش حول سيناريو "نهاية اللعبة" القابل للتطبيق، رافضًا فرضية حل الدولتين الذي يرغب فيه بايدن. وبهذه الطريقة، أظهرت الحرب حدود نفوذ أميركا وبايدن، على الرغم من رفض الأخير أيضًا فرض شروط على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل".
وختمت الصحيفة، "إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حساس من الناحية السياسية، ويواصل البيت الأبيض الإبحار في متاهة من التحديات السياسية على الأرض في غزة. وفي الواقع، من غير المرجح أن تشكل الحرب الفارق المحوري بالنسبة لبايدن في صناديق الاقتراع. ومع ذلك، يظل مسار الصراع ودور أميركا فيه يشكل نقطة اشتعال سياسية".