• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
إصدارات الأعضاء

منتدى بطرسبورغ الاقتصادي وسورية والمتغيرات الدولية؟!


عقد في روسيا بين 5 و8/6 /2024 منتدى بطرسبورغ الاقتصادي (SPIEF)  بنسخته السابعة والعشرين  /27/  حيث تأسس المنتدى سنة /1997/، وعقدت الدورة الحالية تحت شعار (تشكيل عوامل نمو جديدة كأساس لعالم متعدد الأقطاب)، علما أن  صندوق النقد الدولي ومجلة "إيكو نومست" أكدا على ان روسيا لها بصمتها الاقتصادية الخاصة لسنة /2023/، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي /3،6%/ متجاوزا المتوقع /2،5%/ وتجاوز معدل النمو في الدول الأطلسية بحدود /1،5%/، وتركزّ النمو الروسي في قطاعات الإنتاج المادية (الزراعة والصناعة وقطاع النقل) وزاد معدل الاستثمار /10%/ وانخفض معدل البطالة لأول مرة إلى /2،9%/ وهو من ادنى المعدلات في العالم بسبب استحداث جبهات عمل جديدة في القطاعات الاقتصادية واستغلال موارد الإنتاج ومصادره، وانخفض دين روسيا الخارجي من /46/ إلى /32/ مليار دولار، وهي أدنى نسبة في العالم بالنسبة إلى (قيمة الناتج المحلي الاجمالي أو الصادرات السنوية)، وترافق مع زيادة الرواتب والأجور وحافظ معدل التضخم على  /8%/، وتفوقت روسيا ولأول مرة على  الاقتصاد الألماني، وأصبح الاقتصاد الروسي أكبر اقتصاد في أوروبا.

وفي ظل هذه المؤشرات الاقتصادية عقد منتدى بطرسبورغ وشاركت سورية فيه، وحضره ممثلين عن /136/ من دول العالم البالغة  /196/ فأين تداعيات الغرب حول تأثير العقوبات والحصار الاقتصاديين على روسيا؟!، وتؤكد المعلومات حضور رجال أعمال  بصفة شخصية من (أمريكا وكندا وإيطاليا وفرنسا و...الخ )  لكنهم لا يعلنوا ذلك تخوفا من أن تطبق عليهم عقوبات دولهم فاين الديمقراطية المزعومة ؟!، وحضر المنتدى /17/ ألف مشارك وعقدت / 1500/ فعالية اقتصادية وثقافية وأكثر من /150/ وكالة انباء عالمية وتوقع توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات، وشاركت (هنغاريا) وهي دولة في الاتحاد الأوروبي في المنتدى وبفعالية كبيرة كما صرح وزير خارجيتها (بيتر سيارتو) بأن  قرار بلاده هو قرار سيادي، كما صرح زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين (فلوربان فيليبو) وقال [أن العقوبات الأوروبية التي فرضت على روسيا ووعد القادة الاوربيين وبايدن بأن روسيا (ستركع أمامهم)!، لكن تبين أن الاقتصاد الروسي يتعافى والاقتصاديات الاوربية تتراجع وألمح إلى خروج (فرنسا) من الاتحاد الأوروبي] فهل هذا يشكل مقدمات لانهيار هذا الاتحاد؟!، ومعروف ان (ألمانيا وفرنسا) هما قاطرة الاتحاد، ومن ناحية العرب حضرته دول ومنها سورية وقد تم اختيار (سلطنة عمان) ضيف الشرف لهذه الدورة وقبلها الامارات والجزائر وقطر والسعودية، وهذا يؤكد توجه روسيا نحو المنطقة العربية، وبدت أهمية المؤتمر من المواضيع االتي طرحت على جدول أعماله ومنها نذكر [تأمين الامن والاستقرار العالمي وتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف بؤر التوتر ودعم مراكز النمو وزيادة الابتكار لتقليل معدل الجوع والفقر  وتفعيل التجارة الخارجية وانسياب السلع والخدمات والتجارة الالكترونية وسلاسل التوريد وتعظيم القيم المضافة والمنظومة المصرفية  وتطوير البنية التحتية والخلاص من القطبية الأحادية وإيجاد نظام عالمي جديد بعيد عن الهيمنة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وتعميق التعاون مع التحالفات الدولية مثل (بريكس وشنغهاي والاتحاد الأوراسي) وغيرها،  واحترام التنوع الثقافي والحضاري لشعوب العالم  وبناء مناطق اقتصادية حرة وتعزيز علاقات (الجنوب - الجنوب) ومواجهة سياسات الليبرالية المتوحشة وسيطرة الطغمة المالية العالمية وتأمين منظومة مالية عالمية عادلة ومواجهة الإرهاب العالمي ....الخ].

أما سياسيا فقد تمّ التركيز على إدانة التدخلات الامريكية في الشؤون الدولية والعدوان الصهيوني على فلسطين والدول العربية وتداعيات حرب أوكرانيا وغيرها، وقال الرئيس (فلاديمير بوتين) بأن [روسيا تعترف بالدولة الفلسطينية وأن إسرائيل تمارس إبادة شاملة وأن ما يحدث في غزة يحتاج إلى حل]، وأكد المتحدث باسم  (الكرملين) على ان  الرئيس الروسي لم ولن يرد على وقاحة بايدن التي تضر بسمعته فقط ، فهل تنتصر الثقافة الروسية على العنجهية الناتوية، وهل يجسد منتدى (بطرسبورغ أو لينينغراد او ستالين غراد أو بيترو غراد) وهي تسميات تاريخية لمدينة (بطرسبورغ) التي تشهد الان (الليالي البيضاء) وهي ظاهرة طبيعية غير عادية وكانت عاصمة لروسيا لأكثر من /200/ سنة ، وفيها متحف ( الارميتاج ) من اشهر المتاحف في العالم وهي تقابل تمركز (الناتو) في (فنلندا) على بحر البلطيق، نعم سيكون للمنتدى دور فاعل على الساحة العالمية وسيخفف من التوترات الاقتصادية والسياسية وهذا ما نأمله ونتمناه وينعكس نتائج المنتدى إيجابا على الاقتصاد السور ي الذي يتعرض لعقوبات وحصار اقتصاديين جائرين مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ونحن متفائلون وكما قال الشاعر الطغرائي في لا ميته [أعللّ النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيشّ لولّا فسحة  الأمل]؟!.